رئيس منظمة خريجي الأزهر فى ليبيا: «الوفاق» تدعم الخطاب التكفيري (حوار)

تعيش الدولة الليبية حالة من الصراع الفكرى بين رغبة مؤسساتها الوطنية وعلى رأسها الجيش، بقيادة المشير خليفة حفتر، في نشر خطاب وسطي معتدل، يُعيد للشعب اتزانه في مواجهة الجماعات التكفيرية، وبين جهود حكومة الوفاق وميليشياتها الإرهابية، الموالية لجماعة الإخوان وتركيا، لمحو أى فكر معتدل واستبداله بآخر أكثر غلوًا وتطرفا وعنفا.
وحاور «المرجع» أكرم الجراري، رئيس فرع منظمة خريجي الأزهر بليبيا؛ للحديث عن طرق مواجهة التشدد في بلاده، وإعادة السيطرة على المنابر التي اتخذها المتطرفون منصات لبث سمومهم.

بداية.. حدثنا عن الجهود الأزهرية لمواجهة الفكر المتطرف في بلادكم
الأزهر الشريف يدرب أئمة وواعظات ليبيا على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الدين الإسلامي والرد على الشبهات المتطرفة، التى تروجها التيارات المتطرفة، والعمل على تحصين أبناء البلاد من الانضمام للتيارات والجماعات الإرهابية، وتعلموا كيفية تفنيد الأفكار المتطرفة بأسلوب عصري يناسب كل الفئات، والتعريف بسماحة الإسلام ووسطيته.
وكم فرعا للمنظمة في ليبيا؟
لدينا 12 مكتبا للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، منهم 5 مكاتب بمنطقة الجنوب، إضافة لمكتب في المنطقة الشرقية، وجميع رؤوساء المكاتب حضروا دورات تدريبية في الأزهر، وهناك تنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية والبلديات في المحافظات، وكذلك مديرية الأمن والمجالس الاجتماعية؛ لتنظيم العمل الدعوي ونشر الفكر الوسطي في المساجد وزوايا تحفيظ القرآن والمدارس، ومن خلال الندوات والمحاضرات وورش العمل.
وما موقف حكومة الوفاق منكم؟
المناطق التي تسيطر عليها حكومة الوفاق ترفض المنهج الأزهري، وتمنع أي وجود لمكاتب المنظمة العالمية لخريجي الأزهر.

كيف ترى الدور الذي تقوم به مصر تجاه شقيقتها ليبيا؟
الدولة المصرية تولي بلادنا اهتمامًا كبيرًا؛ نظرًا للجوار والعلاقات الطيبة الممتدة منذ أزمنة بعيدة، كما أن الشعب الليبي وعلمائه يقدرون الجهود المصرية وجميعهم يتشوقون لانتهال العلم الأزهري الوسطى الذي نعتبره سبيل الخلاص من موجة التطرف والعنف الذي أشيع في بلادنا الإسلامية والعربية بضراوة.
كيف تتعاملون مع العائدين من الجماعات الإرهابية؟
نهتم بعمل مراجعات فكرية لكل من تورط في حمل السلاح ضد الجيش، وحتى الذين تعاطفوا مع الجماعات الإرهابية ولم ينضموا تنظيميًا، يُبذل معهم جهد عظيم على يد أئمة ووعاظ تدربوا على يد علماء الأزهر الشريف، من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم.
ولمِن الغلبة.. الوسطية أم الغلو؟

كيف وصل الفكر المتطرف إلى الشباب الليبي؟
الجماعات الإرهابية استغلت بساطة الشعب، كون البلاد لا يوجد بها مذاهب أو أحزاب، ودخلوا بشعارات تطبيق شرع الله، التي تعاطف معها الشعب الليبي، لكن عندما رأوا منهم عمليات الاغتيال والاحتيال للقيادات، وانتشار الإرهاب لفظوهم، لافتًا إلى أن وجودهم في ليبيا هدفه إسقاط مصر وخلخلة أركانها.
ما خطتكم للحفاظ على النشء؟
نعمل على زيادة تواصل الأئمة والواعظات مع مدارس الأطفال وزيارتها باستمرار؛ لتوعية الصغاروالحد من انتشار التطرف والتحذير من الانخراط في الجماعات الإرهابية والتكفيرية التى تسللت من خارج ليبيا، وعاثت فيها الخراب والفساد والدمار.