أبرزها الجزيرة.. أبواق الخراب القطرية تنعق في ليبيا دعما للإرهاب
سعت قطر إلى إيجاد موطئ قدم لها في الدول العربية خصوصًا بعد ثورات الربيع
العربي، متخذة في سبيل ذلك أدوات عدة، منها أذرعها الإعلامية مثل قناة الجزيرة،
ومع فشل المشروع القطري في دولة تلو الأخرى، ركزت الدوحة مجهوداتها على ليبيا،
آملة في أن تصبح الغلبة لميليشيا الوفاق.
- اتفاقات سياسية تهدد الدوحة
اتجهت قطر بالتعاون مع تركيا إلى دعم ميليشيا الوفاق والإرهابيين الذين يقاتلون إلى جانبها، بهدف إيقاف تقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والذي يقضي على أحلامهم في السيطرة على نفط ليبيا.
واتخذ الدعم القطري والتركي أشكالًا عدة، بداية من تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الأراضي الليبية عبر مطار معيتيقة، وكذلك نقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا لدعم ميليشيا الوفاق.
ولم يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام الأطماع القطرية، حيث بدأت دول العالم في اتخاذ خطوات فعالة لإيقاف الأطماع القطرية والتركية، ومنها إصدار قرارات بحظر تصدر الأسلحة إلى ليبيا.
وسعى الاتحاد الأوروبي إلى إدخال هذا القرار حيز التنفيذ، بدلًا من أن تظل مجرد حبر على ورق، حيث أطلقت الدول الأوروبية العملية العسكرية البحرية إيريني، خلفًا للعملية صوفيا، وتهدف العملية الجديدة إلى مراقبة السواحل البحرية الليبية في البحر الأبيض المتوسط، بهدف التأكد من عدم وصول الأسلحة إلى الأراضي الليبية.
- الجزيرة بوقًا للأكاذيب
ومع الموقف الأوروبي الصارم، بدأت قطر في الاستعانة بأداتها الإعلامية الأبرز ممثلة في قناة الجزيرة، والتي بدأت في تصدير الأكاذيب والأخبار المفبركة للمشاهدين، بهدف زعزعة الثقة في العملية الأوروبية الجديدة، وكذلك الأدوار العربية الفاعلة في حل الأزمة الليبية مثل دور الإمارات العربية المتحدة ومصر.
وفي 26 أبريل 2020، نقلت قناة الجزيرة عما وصفته بالمسؤول الليبي هجومًا آخر على العملية إيريني، والتي اعتبرها محمد زايد، عضو ما يسمي بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، طوق نجاة لقوات المشير خليفة حفتر، مشككًا في نزاهة ما وصفه بالدعوة الأوروبية، وتناسى المسؤول الإخواني أن قوات الجيش الوطني الليبي تحرز نجاحات كبيرة في المعارك.
ونشرت الجزيرة تقريرًا في حصادها اليومي، 30 أبريل 2020، بعنوان الإمارات تحاول إنقاذ حفتر عبر السودان، هاجمت من خلاله دولة الإمارات العربية المتحدة على لسان خالد المشري، رئيس ما يسمى بمجلس الدولة الليبي، وهو مجلس إخواني يتعاون بصورة فاعلة مع الميليشيات الإرهابية في طرابلس.
وأشار التقرير الصادر عن القناة الإرهابية أن مسؤولين من دولة الإمارات وصلوا إلى السودان لبحث نقل مرتزقة إلى ليبيا عبر الأراضي السودانية، وهو ما نفاه الجيش السوداني في بيان رسمي، 30 أبريل 2020، مؤكدًا أن الإمارات نقلت مساعدات إنسانية لبلاده بمناسبة شهر رمضان المبارك.
ويبدو أن الانهيار الوشيك للحلم القطري في الإمارات أصاب القناة الإرهابية بالجنون، حيث زادت من حدة هجومها على أبو ظبي، حيث نشرت تقريرًا آخر 28 أبريل 2020، بعنوان طرابلس تنتقد إعلان حفتر نفسه حاكمًا لليبيا وتحذر من دور إماراتي تخريبي وواشنطن تكتفي بالأسف، وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان المشير خليفة حفتر إسقاط اتفاق الصخيرات واستجابته للمطالب الشعبية.
ولم تكن مصر في معزل عن الهجوم القطري عبر قناة الجزيرة، حيث ترى الدوحة أن مصر لعبت دورًا محوريًا في إيقاف تقدم ميليشيا الوفاق في الأراضي الليبية، وذلك عن طريق دعم قوات الجيش الوطني الليبي، وهو ما أثار غضب نظام الحمدين، ودفعه للهجوم على القاهرة في أكثر من مناسبة.
وفي 28 أبريل 2020، هاجم برنامج الاتجاه المعاكس مصر بصورة كبيرة في حلقة بعنوان حفتر وشركاؤه.. إلى أين بعد هزائمهم الأخيرة في ليبيا؟، وزعم البرنامج أن مصر تكبدت خسائر كبيرة بسبب دعم المشير خليفة حفتر، وهو ما يتنافى مع الواقع الذي يشير إلى المكاسب والتقدم الكبير الذي تحققه قوات الجيش الوطني الليبي.
وفي ديسمبر 2019، ركزت القناة الإرهابية هجومها على مصر تحت عنوان السراج يتهم مصر بدعم حفتر، وأشارت القناة إلى أن رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي فايز السراج يتعجب من تدخل مصر في الشؤون الليبية، ولكن القناة لم تشر من قريب أو بعيد إلى التدخل القطري في ليبيا، كما أنها أغفلت عوامل التاريخ والجغرافيا، والتي تشير كلها إلى المصير المشترك لمصر وليبيا على مر العصور.
- أموال في دعم الإرهاب
بدلًا من أن يسعى نظام الحمدين لحل الأزمات الاقتصادية التي تضرب بلاده، خصوصًا بعد المقاطعة العربية لها، ركزت الدوحة على دعم الميليشيات والمؤسسات الإرهابية المنتشرة في ليبيا.
حيث تدعم قطر مجلس شورى ثوار بنغازي، ومجلس شورى ثوار درنة، ومؤسسة قدوتي للأعمال الخيرية، ومؤسسة قمم الأندلس للأعمال الخيرية، ومجلس شورى ثوار أجدابيا، وغرفة عمليات ثوار ليبيا، ولواء الصمود، ومجلس شورى ثوار سرت، وقوات درع ليبيا، والمجلس العسكري في مصراتة، وشركة الأجنحة للطيران، وشركة الثقة للتأمين.
ويتضح أن نظام الحمدين وضع أموال بلاده تحت تصرف الميليشيات الإرهابية المختلفة في ليبيا، على أمل أن يحصل على حصة كبيرة من النفط الليبي، بما يعوض خسائره المادية، إلا أن الحلول السياسية للأزمة تحول بين الدوحة وأحلامها.
للمزيد: القبائل بعد تفويض حفتر.. صمام أمان لوحدة ليبيا وعدم تقسيمها





