ملة الإرهاب واحدة.. «داعش» يكفر بالإخوان ويؤمن بسيد قطب

أصدر تنظيم «داعش» الإرهابي، إصدارًا مرئيًا جديدًا، هاجم فيه جماعة الإخوان بسبب اعتناقها للآليات الديمقراطية للوصول للحكم، وتخليها عن العنف المسلح لإقامة ما تزعم دومًا أنها الدولة الإسلامية، واكتفائها بالتحريض عليه فقط.

مرسي طاغوت
ووصف الإصدار الرئيس المعزول محمد مرسي، بـ«بالطاغوت»، وأنه «أشد كفرًا من غيره»، بسبب اعتماده على الانتخابات في الوصول للحكم، ومحاربته لعناصر «داعش» في سيناء، على الرغم من أن قرار محاربتهم كان قرار القوات المسلحة، وليس مؤسسة الرئاسة.
وتضمن الإصدار الذي حمل عنوان (وقد خاب من افترى) العديد من الافتراءات ليكون شاهدًا على كذب «داعش» إلى يوم القيامة.
كما انتقد على الإخوان قولهم على لسان يوسف القرضاوي: «نتمسك بالديمقراطية ونقاتل في سبيلها»، على الرغم من أن جماعة الإخوان تكفر بالمسار الديمقراطي ولا تؤمن بالتعددية، والانتخابات إلا إذا جاءت بنتائج لصالحهم فقط.
ردد الإصدار أفكار سيد قطب التي تتعلق بجاهلية المجتمعات المسلمة، ومواجهة الأنظمة السياسية التي تحكم بالقوانين والتشريعات التي أقرتها البرلمانات المنتخبة، وضرورة مواجهة هذه الأنظمة بالقوة المسلحة، كنوع من الجهاد المزعوم.
وتزامن الإصدار الجديد مع الانتهاء من إذاعة مسلسل الاختيار الذي جسد بطولات الجيش المصري وحربه للتنظيمات الإرهابية وانتصاره عليها في سيناء، ما جعله يحظى بنسب مشاهدة عالية، ورفع معنويات المصريين، مقابل هزيمة عناصر داعش معنويًا إلى جانب هزائمه على الأرض.

إصدار لدعم الفلول
والغرض من هذا الإصدار هو دعم فلول التنظيم وعناصره المنهزمة نفسيًّا وعسكريًّا في سيناء، وتحريضهم على تنفيذ عمليات جديدة، في محاولة بائسة لتشويه الجيش المصري، واستباحة دماء جنوده، وإلحاق هزيمة معنوية لهم، عن طريق الاستعانة بمقاطع فيديو قديمة لعمليات إرهابية ضد الجنود في سيناء.
كما أن «داعش» أراد أيضًا بهذه المقاطع القديمة إثبات أن إمارته المزعومة في سيناء ما زالت باقية وتتمدد، وهو على خلاف الواقع، خاصة بعد أن فشلت نظرية التمركز والتمدد، في مصر، وهي تعتمد على تمركز العناصر الإرهابية في بقعة مناسبة كسيناء، ثم التمدد منها إلى المحافظات الأخرى.

يذكر أن الإصدار لم يصدر من مؤسسة تابعة لما يسمى ديوان الإعلام المركزي للتنظيم مثل مؤسسة «الفرقان» أو «الاعتصام»، ولم يصدر عن المكتب الإعلامي لولاية من ولايات التنظيم المزعومة، مثل ما تسمى «ولاية سيناء» أو «ولاية مصر»، وإنما صدر عن مؤسسة غير رسمية من مؤسسات «داعش» وهي مؤسسة صرح الخلافة (تسمى مؤسسة مناصرة) أي تناصر التنظيم ولكن لا تعبر عنه رسميًا، ما يؤكد انهيار الآلة الإعلامية الرسمية لداعش، كنتيجة حتمية لتراجعه على الأرض.
كما عكس الإصدار جهل عناصر التنظيم والقائمين على الإعلام بالهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان، حيث وصفوا مرسي بأنه كان مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان، مستعينين بمقطع صوتي للمتحدث السابق باسم التنظيم، أبي محمد العدناني، وصف مرسي بـ«المرتد» و«الطاغوت».
وزعم «داعش» أن الدولة المصرية استعانت بالدعاة للرد عليه في وسائل الإعلام وتناول الإصدار مثالًا على ذلك الإخواني الهارب في تركيا محمد الصغير وهو ينتقد داعش في برنامج بقناة مكملين مع الإخواني محمد نصر، ما يؤكد كذب وجهل التنظيم وافتراءه على الدولة المصرية، خاصة أن هذا الداعية والمذيع الذي خرج معه يحاربان مصر إعلاميًا عبر هذه القناة.
وتضمن الإصدار 15 خطأ نحويًّا في 12 دقيقة، ما بين نصب المرفوع ورفع المنصوب ونصب المجرور وجر المنصوب وغير ذلك من الأخطاء التي كان يحرص إعلاميو التنظيم على تفاديها في الإصدارات السابقة، ما يؤكد التراجع الكبير في كفاءة وقدرات الإعلاميين الحاليين لدى «داعش».