التهديد بالقتل والتسجيلات.. أدوات «أردوغان» لتكميم المعارضة
الخميس 21/مايو/2020 - 02:15 م
محمود البتاكوشي
لا يعدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظامه وسائل تكميم وإجهاض أي رأي مخالف أو معارض لسياساته ومخططاته، بل بات يطور في هذه الأساليب والأدوات طوال الوقت حتى يضمن استمرار حكمه لأطول فترة ممكنة.
وتنوعت أساليب السيطرة على معارضيه، بين الاعتقال والتهديد بالقتل ومقاطع الفيديو الفاضحة عبر «مصائد العسل» لرموز المعارضة، فضلًا عن التحرش عبر إرسال أتباع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، رسائل تحرش تحوي محتوى فاضحًا، فضلًا عن مضامين جنسية، إلى خصومهم ومعارضيهم، وذلك ضمن المضايقات التي يشنها رجال أردوغان ضد المعارضين.
في السنوات الأخيرة، اعتقل نظام «أردوغان» أكثر من 500 ألف شخص، وذلك باعتراف وزير الداخلية سليمان صويلو؛ بذريعة الاشتراك في الانقلاب الفاشل عام 2016، المنسوب للمعارض التركي فتح الله جولن، فضلًا عن حملات التجسس التي لا تنتهي على معارضي النظام في أكثر من 92 دولة، مستخدمًا السفارات والقنصليات وسيلة لتحقيق هذه الجريمة في مخالفة صريحة لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
ومن وسائل «أردوغان» لتكميم أفواه معارضيه بتهديدهم بالقتل كما يفعل أنصاره، من حين لآخر، إذ هدد مؤخرًا أحد أعضاء فرع الشباب في حزب العدالة والتنمية ويدعى محمد جوتش، أعضاء حزب الشعب الجمهوري، المعارض الرئيسي في البلاد، وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، بالقتل علنًا على حسابه الشخصي، بموقع التدوينات القصيرة تويتر.
كما هددت خبيرة المكياج والتجميل «سفدا نويان» على قناة «أولكة تي في» الموالية لحكومة العدالة والتنمية، المعارضين إذ أكدت أن أفراد عائلتها، بمقدورهم قتل نحو 50 شخصًا للدفاع عن أردوغان حسب قولها.
كما استهدف الصحفي التركي الموالي للنظام، فاتح تزجان، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليجدار أوغلو، وعددًا من المعارضين، قائلا: إذا أطحتم بالرئيس أردوغان وأعدمتموه فكيف لكم أن تحموا زوجاتكم وأطفالكم منا، إن نقطة دم واحدة من أردوغان سيسقط أمامها ملايين من الدماء في هذه الدولة، كل ذلك أمام مرأى ومسمع النظام التركي.
وتعرض رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، لتهديدات هو الآخر من قبل أنصار الرئيس التركي في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا، إذ قام شخص يدعى «مراد جاتشر» بنشر فيديو مستهدفًا «أوغلو» قال فيه: «لقد قلتَ إن البلدية في إسطنبول بها إسراف. وقلتَ عندما نقضي على هذا الإسراف ستصبح إسطنبول أجمل. لكنك بدأت الآن في طلب صدقة الفطر. إمام أوغلو، كن عاقلًا وأعط أنت الزكاة وزكاة فطر الـ900 دائرة بالبلدية. لا تتحدث كثيرًا ولا تجلبني إلى إسطنبول إليكَ».
ومن أبرز وسائل «أردوغان» لتكميم أفواه معارضيه، محاولة إبتزازهم وتهديدهم طوال الوقت بنشر تسريبات وتسجيلات خاصة بهم حتى أنه لمح إلى ذلك من حين لآخر خلال مشاركته في البرامج التليفزيونية، وكذلك خلال حملاته الانتخابية المختلفة.
ولكن بعد إحكام سيطرته على الجهاز القضائي بشكل كامل عقب محاولة انقلاب 15 يوليو 2016 زعم أن تلك التسريبات تمت عن طريق العناصر التابعين لحركة الخدمة داخل جهاز الشرطة، لأنه يعلم جيدًا أن عناصر الأمن الملفق لهم هذه التهم لم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم والرد على هذه الادعاءات، بسبب وجودهم داخل السجون وعدم تمكنهم من توكيل محامين للدفاع عنهم.
ومن وسائل النظام التركي المشبوهة للسيطرة على المعارضة ملاحقته «المعارضات» بالرسائل الجنسية، إذ أكدت الصحفية التركية نفشين مانجو، أنها تلقت رسائل تتجاوز القواعد الأخلاقية والحياء وتصل إلى التحرش الجنسي، وتحوي محتوى فاضحًا، من حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لعناصر مقربة من الحكومة.
وأكدت أن الأمر نفسه حدث مع معارضات لسياسات حزب العدالة والتنمية، في وسيلة رخيصة لإرهابهن وتكميم أفواههن.





