ثروات هائلة في بلد منكوب.. أردوغان يكرر السيناريو الليبي مع الصومال
لا تتوقف مطامع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستعمارية عند حد أو بلد أو قارة بعينها؛ خاصة أفريقيا المليئة بالثروات والصراعات أيضًا.
باب الصومال
وكانت قد أجرت مجلة «الإكسبريس» الفرنسية دراسة تكشف فيها أن تركيا خططت منذ العام 2011؛ لجعل الصومال شريكًا استراتيجيًّا، فقدمت الدعم المشروط له في مواجهة المجاعة التي ضربت البلاد.
وتابعت المجلة أن أنقرة بنت مطارًا في الصومال، وبالقرب منه أضخم قاعدة عسكرية لها خارج تركيا، وفي مقابل حضور تركي استراتيجي في القرن الأفريقي.
بالإضافة إلى الاستفادة من نفط وغاز وثروات لم تستخرج بعد من سواحل الصومال الأطول في القارة الأفريقية، والممتدة على أكثر من 3000 كيلومتر.
وأكدت الدراسة أن الرئيس التركي يتمسك بالصومال، كونه يسعى للسيطرة على ثروات الهيدروكربونات في البلاد؛ فضلًا عن طمعه في استغلال حقول النفط الصومالية، في ظل أزمة اقتصادية تركية متفاقمة.
ولم يُخفِ الرئيس التركي نواياه باستغلال ثروات الصومال على غرار ليبيا؛ إذ قال: يخبرنا الصوماليون بأن هناك نفطًا قبالة سواحلهم، يقولون هناك نفط في مياهنا، وأنتم تقومون بهذه العمليات مع ليبيا، وبوسعكم القيام بها هنا أيضًا، مضيفًا إنه أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وسوف نتخذ قراراتنا بسرعة لبدء عملياتنا في سواحل الصومال، ويمكننا الاستفادة من تلك الثروات بشكل كبير.
يشار إلى أن النظام التركي أصبح يعتمد بشكل كبير على موردي المواد الهيدروكربونية، وذلك منذ الأزمة الاقتصادية التي عادت للظهور في بلاده عام 2019.
وتولي الحكومة التركية أهمية خاصة للعلاقة مع الصومال؛ نظرًا للموقع الاستراتيجي المهم على خليج عدن ومدخل البحر الأحمر من جهة والمحيط الهندي من جهة أخرى.
كما تحسنت العلاقات التركية - الصومالية إثر زيارة أردوغان عام 2011 عندما كان رئيسًا للوزراء آنذاك، وفي 2015، و2016 بصفته رئيسًا.
ومن جانبه، قال عثمان تزغارت، الباحث المختص في شؤون الإسلام السياسي المقيم في باريس: إن هناك مجموعات إرهابية في الصومال تدعمها الدوحة وأنقرة بشكل مباشر ودون إخفاء، محذرًا من محاولات استخدام المال القطري بهدف أفغنة الصومال.
كما دشنت تركيا في الصومال أكبر سفارة، وأضخم قاعدة عسكرية لها خارج حدودها (بكلفة 50 مليون دولار)؛ إذ تقوم بأنشطة عسكرية عديدة، منها تدريب الجيش الصومالي، فضلًا عن الأنشطة الاقتصادية التي تهدف لتعزيز وجودها.
بالإضافة إلى إغراق الصومال بالبضائع التركية؛ إذ إنه منذ عام 2011 قدمت أنقرة مساعدات مشروطة للصومال تقدر بـِ500 مليون دولار، مقابل منح تسهيلات عسكرية واسعة لتركيا عبر اتفاق يخدم مصالحها.
وهناك اهتمام أيضًا بتأهيل البنية التحتية والطرق وبناء المستشفيات، إضافة لاستغلال الجانب التعليمي في الصومال لفرض أجندة حزب العدالة والتنمية الإخواني الحاكم في تركيا.
وفي عام 2017 أنشأت تركيا قاعدة عسكرية خاصة لتدريب الجيش الصومالي، وإعادة بنائه ودعمه، وتحسين بنيته التحتية وأنظمته اللوجستية، إذ تقوم نخبة من قوات المهام الخاصة في الجيش التركي، بتدريب وتأهيل الجنود والمرشحين لنيل رتب ضابط وصف ضباط في الجيش الصومالي، وذلك بحسب ما أعلنته أنقرة.
وحتى اليوم تخرج الآلاف من الجنود والضباط من قوات المشاة الصومالية من مركز التدريب العسكري التركي في العاصمة مقديشو.





