ad a b
ad ad ad

بعد نزع صور «سليماني» من بغداد.. ميليشيات إيرانية تتوغل في «دير الزور» السورية

الأحد 17/مايو/2020 - 12:41 م
المرجع
آية عز
طباعة

تزايد النفوذ الإيراني في محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا؛ خاصة بعد أن بدأت الحكومة العراقية في تضييق الخناق على الميليشيات الإيرانية الموجودة في بلاد الرافدين، إذ قامت بإزالة جميع صور «قاسم سليماني» القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من طريق بغداد، كما تم توقيف عناصر ميليشيا «ثأر الله» الإيرانية.


وأكدت صحيفة السومرية نيوز العراقية، أن عناصر من ميليشيا «الفاطميون» وهي ميليشيات أفغانية شيعية، وعناصر من ميليشيات «الزينبيون» وهي ميليشيات باكستانية شيعية، قاموا بدخول بلدة عياش بريف دير الزور الغربي؛ حيث تم نقلهم من العراق عبر حافلات من معبر البوكمال الحدودي بين سوريا والعراق، وذلك من قبل ميليشيات الحرس الثوري الإيراني.


التوغل 

بحسب دراسة أعدتها صحيفة «سفابودنايا براسا» الروسية بعنوان «إيران في دير الزور»، فإنه منذ أواخر عام ٢٠١٧، بدأت تنتشر ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة غرب الفرات، وجزءٍ من شرقه في محافظة دير الزور.


ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن نجحت هذه الميليشيات في التوغل بالمحافظة، ونشر الفكر الشيعي بين شبابها، خاصة منطقة «البوكمال» الحدودية.


وأوضحت الدراسة أن إيران استطاعت التقرب لسكان تلك المحافظة عن طريق المساعدات الإنسانية والأنشطة الاجتماعية التي قدمتها، وكل ذلك ساعدها في التوغل بالمحافظة.


كما قامت خلال العامين الماضيين بتأسيس المركز الثقافي الإيراني في المحافظة، واستطاعت من خلاله أن تؤسس علاقات وطيدة بالمسؤولين في المحافظة من صغار الشباب وحتى أكبر المسؤولين.

بشار الأسد
بشار الأسد

ومن جانبه، قال الناشط السياسي السوري ريان معروف في تصريح لـ«المرجع» إن إيران تحتل بشكل شبه كامل محافظة دير الزور السورية، عن طريق ميليشياتها والمراكز الثقافية ومدارسها.


وأكد «ريان» أن طهران تقوم بدفع رواتب مجزية للشباب في قرى المحافظة المختلفة مقابل الانضمام إلى ميليشيا «لواء الباقر» المحلية، مضيفًا أن ايران لا تكتفي بتقديم هذه المغريات بل تقوم بتوفير أماكن سكنية لهم، في نظير قيام هؤلاء بحماية الحدود السورية العراقية لصالح طهران.


وأشار الناشط السوري إلى أن مشايخ القرى يلعبون دورًا كبيرًا مع إيران التي استطاعت تجنيد عدد منهم، إذ يقومون باستقطاب الشباب للانضمام للميليشيات.

أهمية سوريا لإيران

بحسب دراسة للمركز الدولي للدراسات الإيرانية صدرت عام 2016، تأتي سوريا من بين الدول العربية المستهدفة من قبل إيران، باعتبارها نقطة ارتكاز جوهرية في الاستراتيجية الإيرانية، وقد ساعد ما يعرف بالربيع العربي إيران في تحقيق هدفها، ودخول سوريا والسيطرة عليها.


وتقول الدراسة إن الأزمة السورية أصبحت أكثر تعقيدًا في الوقت الحالي؛ بسبب الممارسات الخاطئة التي قامت بها طهران، خاصة أن الأخيرة منذ أن وضعت قدميها في سوريا عملت على تأجيج الصراع الطائفي بين أبناء الشعب السوري.


وأشارت الدراسة إلى أن طهران لا تهتم باستمرارية أو عدم استمرارية نظام الرئيس بشار الأسد، بل تهتم أكثر بأرض سوريا؛ لأنها هـدف استراتيجي لها، بسبب وقوعها في عمق الحزام المذهبي الصفوي (الهلال الشيعي)، وهو مشروع استعماري توسعي مثله مثل المشاريع الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية، ويمتد من العراق وحتى سوريا ولبنان.


وأوضحت الدراسة أن سوريا تمثل الرابط الحيوي ما بين طهران وحزب الله اللبناني، كما تؤمن سوريا لطهران الدفاع عن ممرات عبور السلاح للحزب في لبنان.


وتأكيدًا لما جاء في هذه الدراسة، فهناك تصريح سابق لـرجل الدين الإيراني «مهدى طيب» حول أهمية سوريا بالنسبة لإيران، إذ قال: «إذا هاجمنا الأعداء وكانوا يريدون أخذ إما سوريا أو محافظة خوزستان، فإن الأولوية هنا هو المحافظة على سوريا، فإذا حافظنا على سوريا، فإنه بإمكاننا استعادة خوزستان أيضًا، ولكن إن فقدنا سوريا، لا يمكننا أن نحافظ على طهران».


وكذلك قال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، حسين همداني، قبيل مقتله في حلب سوريا عام 2015: «إن إيران تُقاتل اليوم في سوريا دفاعًا عن مصلحة ثورتها».

الكلمات المفتاحية

"