عبد الستار فتح الله.. خطوة البداية لـ«عشماوي» على طريق الإرهاب
السبت 16/مايو/2020 - 11:44 م
سارة رشاد
خلال حلقات مسلسل الاختيار الذي يعرض ضمن السباق الدرامي الرمضاني لهذا العام، ويقدم قصة حياة الشهيد أحمد منسي، ظهرت العديد من الشخصيات المحسوبة على تيار الإسلام السياسي التي صادفها الإرهابي هشام عشماوي، في مسيرته مع الإرهاب.
الإخواني عبد الستار
ووفقًا لما ظهر بالمسلسل فالقيادي الإخواني المنتمي للرعيل الأول لجماعة الإخوان عبد الستار فتح الله، كان أحد هؤلاء الذين أثروا في عشماوي، وحولوا مسار حياته من ضابط جيش إلى متطرف.
الاختيار
ظهر فتح الله (89 عامًا) ضمن أحداث المسلسل باعتباره شيخًا للمسجد الذي كان يصلي فيه هشام عشماوي، إذ حلت سيرته في بداية الحلقة الثالثة عندما تحدث عشماوي إلى صديق له عن الإخواني المخضرم.
وفتح الله هو أحد قيادات جماعة الإخوان القدامى، ولد عام 1931 بقرية كفر مساعدة التابع لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة.
ووفقًا لما رواه هو عن نفسه، فنشأ فتح الله على تربية دينية وفرها له بيته، الأمر الذي ساعده على حفظ القرآن في وقت مبكر في كتاتيب القرية، ولحقها فتح الله بالالتحاق بمعهد ديني تابع للأزهر في وقت كانت المعاهد الدينية الأزهرية لا تتوافر بشكل كبير.
مضى فتح الله سنوات دراسته الأول بالمعاهد الأزهرية إلى أن حصل على شهادة الثانوية عام 1950 ليلتحق بعدها بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
تخصص الإخواني في التفسير والحديث ليتخرج في الجامعة عام 1958، ويعمل مدرسًا للمواد الشرعية بمحافظة سوهاج، بعد ذلك حصل على تخصص التدريس من كلية اللغة العربية عام 1959.
ساهمت التنشئة الدينية لفتح الله ومجال دراسته في التعرف على جماعة الإخوان التي انضم إليها في شبابه، وقضى معها أزمة 1965 التي تعرضت لها الجماعة، على خلفية اتهامها بالوقوف خلف محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في المنشية 1964.
رواية الإرهابي
وكان الإخواني ضمن قائمة الأسماء التي قبض عليها الأمن المصري في الستينيات، ضمن محاولاته للقضاء على أي وجود إخواني.
ويروي فتح الله أنه كان يعتزم السفر إلى ليبيا للعمل خلال فترة الستينيات إلا أن الملاحقة الأمنية تعقبته قبل مغادرته للبلاد، ليقضي عشر سنوات من عمره متنقلًا بين السجن الحربي والسجون الأخرى.
ويُقال عن فتح الله أنه أول من أعد دراسة دكتوراه من داخل السجون، ويَحكي هو وقائع إعداد هذه الدراسة إذ يقول إنه حدد موضوعها من قبل دخوله السجن، وكان موضوع هادئ في ظاهره -على حد تعبيره- إلا أنه عزم العزم على أن يشتبك فيه اشتباكًا عنيفًا مع النظام الحاكم لمصر آنذاك، ليظهر مدى ابتعاده عن تطبيق الشريعة الإسلامية، على حد تقديره.
ويقول الإخواني إنه جَمَع بالفعل المصادر، ودَوّن الملاحظات والأسانيد الشرعية التي يرى أنها ستُحرج النظام، ليصطدم الجزء الذي انتهى منه بالدراسة بأزمة الجماعة 1965، التي لاقت على إثرها تضييقًا، وجمع لمراجعها الفكرية من المكتبات والأسواق.
ويوضح فتح الله أن الأمن أخذ منه الأوراق التي دَوَّن فيها دراسته، ليعاود العمل عليها من جديد بعد سنوات، ويعتبر أن ما حدث لدراسته من تعطيل كان أمرًا جيدًا في مضمونه، إذ ساهمت تجربة السجن على حد تقديره في زيادة خبراته، ومن ثم ذهاب الدراسة إلى محاور لم تكن ستتطرق إليها قبل تجربة السجن.
عبد الستار فتح الله
شماتة في النكسة
ومثله مثل باقي أعضاء الجماعة، وجد فتح الله في نكسة 1967 فرصة للشماتة في النظام المصري، إذ أرجع أسباب الهزيمة إلى استعانة الرئيس عبد الناصر بالروس التي تصفهم الجماعة بالملاحدة الروس.
وتنقل الجماعة عبر موقعها «إخوان ويكي» في تقديمها لفتح الله، إن الإخواني المخضرم الذي اعتلى منصب عضو مكتب الإرشاد، كان يُعرف بمواقفه المناهضة للنظام المصري كله، وعلى رأسه عبد الناصر.
ويروي الموقع نقلًا عن الإخواني المنشق عبد المنعم أبو الفتوح، أن الجماعة كانت قد حسمت أمرها في 1987 بالدخول في تحالف انتخابي مع حزبي العمل والأحرار عرف بـ«التحالف الإسلامي».
وكان التحالف بحسب «أبو الفتوح» يسعى لنفي الانتقادات التي توجه للإسلاميين بمعاداة المرأة، ليقرر الدفع بمرشحتين في صفوفه.
وهنا اتخذ الشيخ عبد الستار فتح الله موقفًا رافضًا تمامًا للموقف الذي اتخذته الجماعة بالدفع بسيدة، وساق في ذلك كل الأسانيد الشرعية التي تحرم ولاية المرأة.
ويتابع أبو الفتوح أن مكتب الإرشاد تدخل لإرجاع عبد الستار عن موقفه عبر الاقتراح بإقامة لجنة شرعية تكون مسؤوليتها البحث في الموضوع، والخروج بعدة آراء يختار المكتب من بينها الصالح للجماعة، إلا أن الإخواني المخضرم رفض المقترح، وأصر على أن يكون رأي اللجنة ملزم للجماعة.
وتطور الموقف إلى استقالة عبد الستار من مكتب الإرشاد، إلا أنه ظل على عضويته بالجماعة، ومن وقتها تحول عبد الستار فتح الله من عضو بمكتب الإرشاد إلى عضو إخواني تصفه الجماعة بأحد رموز الرعيل الأول.





