«المسماري» يكشف تفاصيل عملية القبض على «هشام عشماوي»

كشف العميد أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية، في كلمة متلفزة بثتها فضائية «CBC Extra News»، تفاصيل عملية إلقاء الجيش الليبي القبض على الإرهابي هشام عشماوي، فجر اليوم الإثنين.

وقال «المسماري»: «أتقدم باسم المشير خليفة حفتر، وباسم الجيش والشعب الليبي، بالتهنئة للشعب المصري بمناسبة ذكرى أكتوبر، والتي مازلنا نستفيد منها في رفع الهمم».
وأضاف، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية، «نحمل هدية للشعب المصري ولكل العرب والمنطقة الإقليمية، وهي خبر القبض على هشام عشماوي، الإرهابي الأخطر على الساحة الإرهابية، بفضل الله وجهود القوات المسلحة الليبية، ووحوش الجيش الليبي، وذلك برغم صعوبة المنطقة وضيقها، إلا أننا نجحنا في القبض عليه في الرابعة فجرًا بعد دراسة وتحليل كل المعلومات الاستخباراتية والأمنية من قبل غرفة عمليات الكرامة وعمر المختار ودرنة».
مشيرًا، إلى أنه تم وضع خطة محكمة جدًا،
نفذتها مجموعة من الوحدات المسلحة التابعة للجيش الليبي في تلك المنطقة، وكان لعنصر
المفاجأة دور كبير في نجاح العملية، حيث كان «عشماوي» يرتدي حزامًا ناسفًا، ولكنه لم
يستطع تفجير نفسه بسبب عنصر المباغتة، وهذه هي عملية البرق الخاطف الثالث، وقد تم
القبض على بهاء علي، ومرعي زغبية، وبعد القبض عليهما تم تسليمهم إلى غرفة العمليات،
وفحصهم طبيًا وتسليمهم إلى جهات الاختصاص.

وعن خطورة عشماوي، أكد «المسماري»، أن «خطورة هشام عشماوي، تكمن في كونه ضابطًا سابقًا في الجيش المصري، ولديه معلومات مهمة عن القتال، وتم إعداده جيدًا، وكان عاملًا في الجيش المصري في سيناء، وكون فكرة عن طبيعة القتال الصحراوي، وأصبح عند انتقاله إلى ليبيا من أبرز المدربين على العمليات الإرهابية، وخصوصًا الخطف والتدمير والكمائن، واستفاد من وجوده في بعض المساجد في القاهرة ليجذب العديد من الشباب المصري إلى ليبيا، وانضم إلى جماعة المرابطين في درنة، وهى جماعة لها علاقة بأيمن الظواهري، واستطاع ضم أفراد من تونس ومصر وليبيا».
وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية، أن «عشماوي ترك سيناء واتجه إلى ليبيا؛ لأنه رفض مبايعة تنظيم داعش، وفضل الانضمام إلى تنظيم القاعدة بعد سيطرته على درنة، حيث كان يخطط لتنظيم جيش مصر الحر وحصل على دعم إقليمي لتحقيق ذلك، وقد حصلت القوات الليبية على معلومات مؤكدة تفيد تخطيطه للقيام بهذا الأمر».
وأوضح «المسماري»، أنه «نظرًا لسيطرة تنظيم القاعدة في عام 2011 على بعض المناطق، كنا نعلم بوجود هشام عشماوي في درنة وكنا نرصد العناصر التي يقوم بجذبها إلى المدينة، حيث كان تنظيم القاعدة يحتمي داخل المدينة، وعندما حررت درنة تبقى حي المغارة، وهو حي يعود إلى العهد التركي، وضيق جدًا، وجدران منازله يصل عرضها إلى متر، لذا كانت هناك خطة عسكرية أمنية قائمة على محاصرة الحي من الخارج، وبعد رصد أي تحرك يتم التعامل معه، وبدون أي طلقة واحدة تم القبض على هؤلاء الإرهابيين».
وأشار المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية، إلى أن «عشماوي، تسبب في إيذاء كبير للشعب الليبي، حيث شرد كثيرًا من الأسر ودمر مدينة درنة وقتل العديد من المواطنين، وجند العديد من الشباب ونقلهم إلى سوريا والعراق، لذا نحن في القيادة العامة أنهينا الخطوة الأولى من القبض عليه، وباقي خطوة التحقيق»، مؤكدًا أن «تنظيم القاعدة انتهى منذ فترة طويلة، وهذه المجموعة ظلت تقاتل قوات الجيش الليبي دون أمل، وأن القوات وجدت الصندوق الأسود بقبضها على عشماوي، وسوف نحصل على العديد من المعلومات المهمة منه خلال الأيام المقبلة».

وأعرب «المسماري»، عن غضبه من اعتبار البعض
بأن الحرب في درنة بين الأطراف المتنازعة، قائلًا: «المعركة بين الليبيين الشرفاء من
الجيش الليبي، والإرهابيين»، مؤكدًا أن القوات المسلحة الليبية لا تقاتل أي مواطن
أو قبيلة ليبية، ولم تخرج في هذه المعركة إلا لمواجهة الإرهاب.
وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة
الليبية، أن قوات الجيش قد استهدفت في رمضان الماضي موقع عمر رفاعي سرور، ولكن القيادة
لم تجد من يؤكد لها أنها استطاعت استهدافه، حيث لم تعثر على جثته، ولم تعترف بأحاديث
بعض أفراد التنظيم المقبوض عليهم، ولا بتأكيد تنظيم القاعدة لخبر مقتله، لأن القيادة
العسكرية الليبية لا تأخذ معلوماتها من هؤلاء، ولكنها استطاعت التأكد من نجاح عمليتها
في رمضان من خلال تأكيد زوجة «سرور» لخبر مقتله.
وأضاف «المسماري»، أن التنسيق بين مصر
وليبيا في مواجهة الإرهاب على مستوى عالٍ؛ لأن المعركة مشتركة، وبالأمس الأمن المصري
قبض علي ليبي قرب الواحات يحمل السلاح، والجانب المصري متأكد من أن المعركة قومية،
وكذلك الجيش الليبي.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة
الليبية، أن المعركة الآن أصبحت مغايرة لما كانت عليه في البداية، ففي البداية كانت
ضد تكوينات إرهابية مسلحة لها خطط خاصة، وكان الجيش الليبي جاهزًا لمواجهتها، ولكنها
الآن مع الرؤوس الكبيرة وبعض الدول الراعية لها، معتبرًا أن هناك التفافًا سياسيًّا على
العمليات العسكرية ونجاحات الجيش الليبي.