الانشقاق الأكبر.. ألوية «السلطان مراد» تتمرد على «أردوغان» وترفض الذهاب إلى ليبيا
بات ذهاب المرتزقة التابعين للفصائل المدعومة من تركيا إلى ليبيا للقتال بجانب ميليشيات حكومة الوفاق أمرًا غير مستقر في تلك الآونة؛ نظرًا لانشقاق عدد من الألوية من فصيل «السلطان مراد» الموالي لأنقرة، والذي يعد واحدًا من أبرز الفصائل التي دعمت الوفاق بمقاتليها ضد الجيش الوطني الليبي.
وشهدت الفترة الأخيرة تحولاً ملحوظًا من الترغيب إلى ترهيب المقاتلين لإرسالهم هناك؛ بسبب امتناع الفصائل عن إرسال عناصر جدد؛ إذ أعلن فصيل «السلطان مراد» انشقاق ما يقرب من 700 مقاتل، والذي يعد الانشقاق الأكبر داخل الفصائل؛ بسبب نشوب خلاف داخلي بين قادته؛ احتجاجًا على سياسته في إرسال مقاتلين إلى ليبيا، الأمر الذي يمثل ضربة قاصمة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان وميليشيا الوفاق، ويعجل بعودة العاصمة «طرابلس» إلى قبضة الجيش الوطني الليبي.
للمزيد: أردوغان يحاول التستر على خسائره البشرية في ليبيا بإرسال «الدواعش»
انشقاق ألوية السلطان مراد
تعد عملية الانشقاق تلك هي الأكبر من نوعها، منذ بداية الاحتلال التركي لشمالي سوريا، والتي تعرف بـ«عملية غصن الزيتون» من 20 يناير 2018؛ حيث تنشب خلافات يومية بين المجموعات المسلحة المنضوية ضمن التنظيمات الخاضعة للجيش التركي.
ويأتي هذا الانشقاق من الفصائل الموالية لتركيا، عقب اتباع أنقرة سياسة مغايرة عما كانت عليه في بداية الأمر؛ إذ استخدمت أسلوب الترهيب، وبات ذهاب المقاتلين السوريين من تلك الفصائل إلى ليبيا تحت تهديدات لقيادات فصائل ما يسمى بـ«الجيش الوطني»، المشكل من «أحرار الشرقية وجيش الشرقية وجيش الإسلام وفيلق الرحمن وفيلق الشام ولواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه»؛ لإرسال مزيد من المرتزقة إلى ليبيا، بعد أن كانوا يتسابقون في الماضي للذهاب إلى هناك؛ طمعًا في المغريات التي كانت تقدمها أنقرة، إضافةً إلى عدم وفائها بتقديم المزيد من المغريات، الأمر الذي دفع غالبية الفصائل إلى عدم الرغبة في إرسال المزيد من المقاتلين إلى ليبيا.
لم تكتفِ الألوية بإعلان الانشقاق فحسب، بل قامت أيضًا بالانسحاب من عدة نقاط ربط تابعة للألوية المنشقة عن الفصيل من جبهات القتال ضد قوات الجيش العربي السوري، وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» في ريف رأس العين شمال غرب الحسكة وفي ريف حلب؛ حيث يقدر عددهم بما يقرب من 2000 مسلح.
تزايد خسائر أردوغان
وعلى الجانب الآخر، زادت خسائر مرتزقة «أردوغان» داخل الأراضي الليبية خلال الآونة الأخيرة، كان آخرها مصرع 26 مسلحًا من الفصائل الموالية لأنقرة أثناء المعارك الدائرة بين ميليشيا الوفاق وقوات الجيش الوطنى الليبي، مطلع الأسبوع الجاري، ليرتفع بذلك عدد قتلى أردوغان في ليبيا إلى ما يقرب من 249، قتلوا خلال الاشتباكات بمحاور صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، إضافةً لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوجد مئات المقاتلين الذين يتحضرون للانتقال من سوريا إلى تركيا؛ حيث تستمر عملية تسجيل قوائم أسماء جديدة، من قبل فصائل «الجيش الوطني»، بأمر من الاستخبارات التركية، وبلغ عدد العناصر التى وصلت إلى الأراضي الليبية حتى الآن نحو 7850 مرتزقًا، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3000.
للمزيد: مركب الارهاب يغرق في ادلب.. الفصائل تنشق عن بعضها وتتراشق الاتهامات





