أردوغان والأحزاب.. مخاوف من سحب البساط تحت أقدام «العدالة والتنمية»

رغم فشل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في احتواء أزمة كورونا وتفشى الفيروس على نطاق واسع فى البلاد، إلا أنه رفض الاستعانة بالجهود الحزبية في تقديم المساعدات اللازمة للمواطنين؛ تخوفًا من سحب تلك الأحزاب البساط من تحت أقدام حزبه «العدالة والتنمية»، وسط توقعات بأن يقوم بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، قبل أن يخسر ما تبقى من شعبيته في الشارع.

لا أحزاب تنافس الديكتاتور
ومؤخرًا، اتخذت السلطات التركبة قرارًا، بعدم قبول تقديم أي حزب مساعدات للمواطنين، سواءً كانت أموالًا أو مستلزمات طبيةً أو خبزًا، وتقديم كل من يقدم على لك إلى جهات التحقيق.
وتخطى عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد كورونا في تركيا حاجز 126 ألف إصابة؛ لتصبح من بين أكثر دول العالم تضررًا من الوباء.
قهر المعارضة
مؤخرًا، ألقت الشرطة التركية السبت 2 مايو 2020، القبض على خمسة من أعضاء حزب «المستقبل» المعارض، بزعامة أحمد داود أوغلو؛ بدعوى توزيعهم كمامات مجانية على المواطنين جنوب شرقي البلاد، كما قامت وزارة الصحة، بغلق مستشفى ميداني كان حزب الشعب الجمهوري قد أقامها بمدينة أضنة، جنوبي البلاد؛ لمواجهة تداعيات فيروس كورونا.
وكانت الشرطة التركية اعتقلت الإثنين 27 أبريل 2020، ثلاثة من أعضاء حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة؛ لقيامهم بتوزيع 3 آلاف رغيف خبز مجانًا في مركز بلدية أضنة.
وفي مارس 2020، أطلق أكرم إمام أوغلو، ومنصور يافاش، المنتميان لحزب الشعب الجمهوري المعارض، حملات لجمع الأموال لمساعدة المدن على تجاوز تأثيرات فيروس كورونا، إلا أن تلك الحملات تم منعها وفتحت السلطات تحقيقًا مع العضوين.
وزعمت الحكومة، أن تلك الحملات كانت دون موافقة الجهات المعنية، وبالتالي فهي غير قانونية، وهدد «أردوغان» بملاحقة المسؤول عنها قضائيًّا، وعلى النقيض قام حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بجمع الأموال والتبرعات.

مستقبل أردوغان
فى مقابلة تليفزيونية، بحسب موقع «العربية»، الإثنين 4 مايو 2020، قال زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو: إن أردوغان سيرحل عن الحكم لا محالة، وهو يعلم ذلك، مضيفًا: «كل شخص يبقى بالسلطة لفترة معينة، حتى يأتي وقت لا يستطيع فيه الحصول على أصوات الناخبين، فيترك منصبه كما هو الحال مع أردوغان».
واعتبر «أوغلو»، أن أزمة تفشي فيروس كورونا في تركيا، منحت فرصة للمجتمع للتفكير، وأن الأوضاع في تركيا لن تعود إلى سابق عهدها قبل الفيروس، وذكر أن نظام أردوغان لا يصغي للمعارضة ولا لكل من يخالفه الرأي، مشيرًا إلى أن رئيس الجمهورية لا يجب أن يعمل لصالح حزبه فقط، ويرى في الآخرين منافسين له، فهو الشخص الوحيد الذي يتعين عليه احتضان الجميع.
من جانبه، قال فيصل باباهان، رئيس فرع حزب «المستقبل» بولاية بيتليس: إن حكومة أردوغان لا تريد أن يتفوق أي حزب معارض عليها في تقديم المساعدات في ظل أزمة كورونا، مؤكدًا أن «أردوغان» يحارب أي حزب يقوم بتقديم خدمات؛ تخوفًا من كسب ثقة الشارع، بعدما عجز عن إدارة أزمة كورونا، بحسب موقع «تركيا الآن» المعارض.
فيما قال مصطفى يانار أوغلو، عضو البرلمان: إن حكومة أردوغان تعاقب البلاد بحظر البلديات، التي تديرها أحزاب المعارضة، والتي تنظم حملات مساعدة؛ لمساعدة الفقراء خلال تفشي وباء كورونا المستجد، مشيرًا إلى أن الحكومة تخشى أن تتخطى بلديات المعارضة جهودها الخاصة؛ لمساعدة المحتاجين خلال الوباء.
