تفاصيل تمثيلية نقل مواطن تركي مصاب بكورونا من السويد
انتشر فيروس كورونا «كوفيد 19» بصورة سريعة وواسعة النطاق داخل الأراضي التركية، كاشفًا عن سوء أوضاع المنظومة الصحية في البلاد، إضافة إلى التخبط الكبير الذي يعاني منه نظام حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان، وللخروج من هذا المأزق، روج أردوغان عبر أذرعه الإعلامية لعملية نقل مواطن تركي من السويد لتلقي علاج كورونا.. فهل نحن أمام قصة حقيقية أم مسرحية أخرى؟
استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعية من فتاتين «ليلي وسميرة» في فيديو يظهر إلى جانبهما صور لوالدهما المصاب بفيروس كورونا ويدعى أمر الله جولوشكن، وطلبت الفتاتان من السلطات التركية نقل والدهما التركي الجنسية بعد رفض مستشفيات ستوكهولم علاجه داخلها.
يمسك وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة بطرف الخيط سريعًا، قائلًا: إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتابع الأمر بنفسه ناقلًا مواساته للفتاتين، مضيفًا في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة تويتر «طائرتنا الخاصة أقلعت من السويد صباحًا، وستصل بعد قليل إلى أنقرة، اطمئني عزيزتي ليلي نحن عالجنا 25 ألف مصاب، وبإذن الله سيتعافى والدك أيضًا من هذا الفيروس».
وبعد ذلك تخرج كافة الأبواق الإعلامية التابعة لتركيا أو الموالية لها للترويج لهذه الخطوة، حيث أشارت وكالة الأناضول إلى أن «نقل تركيا مواطنها المصاب بكورونا بطائرة خاصة حديث الإعلام السويدي»، وفي تقرير آخر قالت «تركيا تخصص طائرة لنقل مواطن واحد مصاب بكورونا».
بينما أشارت قناة الجزيرة عبر موقعها الرسمي إلى الحادثة قائلة «تركيا ترسل طائرة إسعاف لجلب مواطن رفضت السويد معالجته»، كما نقلت إجراءات النقل بالفيديو نقلًا عن وكالة الأناضول.
لإظهار الحقيقة، يجب أن يتم تتبع الحادثة منذ الخطوة الأولى، حيث ليلي جولوشكان، نجلة المواطن التركي المصاب بفيروس كورونا المستجد، والتي كتبت عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قبل أن تنشر الفيديو الخاص بوالدها «المسؤولون في السفارة طلبوا من الأسرة 26 ألف دولار أمريكي لنقل والدي بطائرة إسعاف لتلقي العلاج في تركيا»، وهو ما يفسر نشرها للفيديو واستغاثتها بالمسؤولين في أنقرة، وفقًا لما نقلته صحيفة زمان التركية.
وعلى جانب والدها المصاب بالفعل بفيروس كورونا المستجد، فأشار مجلس الصحة العامة في السويد في بيان رسمي نشره حساب السويد الرسمي على موقع التغريدات القصيرة تويتر، 26 أبريل 2020، قائلًا إنه يتمنى الشفاء لكافة المصابين، معربًا عن اعتراضه على كلمة رفضت، حيث إن الجميع سواسية أمام الرعاية الصحية في البلاد.
وأشار البيان إلى أن القاعدة العامة في السويد تنص على إيداع الحالات التي تستوجب رعاية سريرية في المستشفيات وفقًا للتقييم الطبي الخاص بها، وهو ما لم يكن متوفرًا في حالة المواطن التركي، لذا تم إجراء عملية العزل في المنزل وفقًا للبروتوكول المتبع في مثل هذه الحالات.
أما الطائرة التي تم نقل المريض بها، فهي تتبع لشركة Red Star Aviation Services Joint Stock، والتي تمتلك شركة Gulf Helicopterالقطرية 49% من أسهمها، والتي نجحت في 6 ديسمبر 2017 في الحصول على امتياز تقديم طائرات إسعاف بسعة مريضين لمدة 4 سنوات للمديرية العامة للخدمات الصحية الطارئة والتابعة بدورها لوزارة الصحة التركية بنظام الاستئجار عن طريق شركة تابعة لها.
ونجحت الشركة القطرية في الحصول على المناقصة بقيمة 126 مليون و914 ألف ليرة تركية (180 مليون و995 ألف دولار أمريكي)، وتم توقيع العقد في 19 فبراير 2018، أي أن عملية الإرسال جاءت بمكاسب مالية على شركة هيلكوبر القطرية الحكومية التي تمتلك أسهمًا في بنك قطر المركزي وحصة في شركة نفط قطر تبلغ 30%.
يذكر أن وزير الصحة التركي أعلن مطلع شهر مايو 2020 أن بلاده وصلت إلى ذروة انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث بلغت الحالات 122 ألف حالة، وجاء ذلك بعد نحو أسبوعين من تقديم وزير الداخلية التركي سليمان صولو استقالته من منصبه ورفضها من قبل رجب طيب أردوغان، بعد التخبط الحكومي في اتخاذ قرارات الحظر.





