ad a b
ad ad ad

لا ينشر.. تم التصحيح... «الإسلامية والإسلاموفوبيا».. كتاب يوناني يدعو لتغيير الصورة الذهنية السلبية عن المسلمين

الثلاثاء 21/أبريل/2020 - 10:21 ص
المرجع
سارة وحيد
طباعة

في الوقت الذي تنفث فيه أبواق الإعلامين التركي والقطري، بأكاذيب حول ممارسات عنصرية من قبل السلطات اليونانية ضد الأقلية المسلمة، ينادي كُتاب غربيون بدمج المسلمين في المجتمع اليوناني، وتغيير الصورة الذهنية السلبية التي تركها الأتراك عن الإسلام، بعدما ارتكب العثمانيون مجازر بحق هذا الشعب.


لا ينشر.. تم التصحيح...

وفي عام 2014، صدر من إحدى دور النشر اليونانية كتاب «الإسلامية والإسلاموفوبيا»، الذى يدعو لإدماج المسلمين في المجتمع بشكل كامل، سطره الكاتبان اليونانيان «فوتيس بابايورييو وأدونيس ساموريس»، وهما رجلا أمن سابقان، وبالتالي فلهذا الكتاب أهمية خاصة نظرًا لأنه يوضح نظرة أجهزة الأمن اليونانية للوجود الإسلامي في اليونان وأوروبا.


ويعد الكتاب من بين المحاولات العديدة لرصد الوجود الإسلامي في اليونان، واعتمد الكاتبان فيه على عشرات المصادر الإسلامية والأجنبية من أجل إعطاء وصف دقيق للحالة الإسلامية اليونانية.


التخوف الأوروبي من الإسلاميين


بدأ الكتاب بالتفريق بين «المسلمين والإسلاميين»، موضحًا أن المسلمين هم عامة المعتقدين بالإسلام بدون اهتمام كبير بنقل مبادئه إلى غيرهم، أما الإسلاميون فهم من يرون أن الإسلام أيديولوجية دينية، ويحاولون الترويج للإسلام كأسلوب حياة، ووضع المؤلفان "الإسلامية" في مقابل "الإسلاموفوبيا"، كقوتين تؤديان إلى صدام مجتمعي.


كما أشار الكتاب إلى أن خوف المجتمع الأوروبي من فقدان هويته القومية جعله يخاف من الآخر المختلف عنه، ما ساهم في تصاعد الحركات العنصرية، كما أن مشروع إدماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية كان غير ناجح في أحيان أخرى، ما أدى إلى فشله ونشوء مجتمعات إسلامية منعزلة.


لا ينشر.. تم التصحيح...

تركيا سر الصورة السلبية عن الإسلام


وأشار الكاتبان إلى أن اليونانيين، بعد حصولهم على استقلال دولتهم الحديثة عن الدولة العثمانية فى 1830م، خاضوا حروبًا كثيرة مع الأتراك مثل الإسلام فيها "دين الأعداء"، ما يعني تكوين صورة سلبية عن الإسلام لدى معظم اليونانيين، وهذا الموقف أثر على نظرة اليونانيين إلى مسلمي منطقة "تراكيا الغربية" الذين بقوا في اليونان بعد انتهاء آخر الحروب بين البلدين عام 1923.


وصنف الكتاب المسلمين في اليونان إلى ثلاث مجموعات: مسلمي "تراكيا الغربية" الذين يسكنون المنطقة منذ سبعة قرون متواصلة، المسلمين المهاجرين الذين ظهروا في البلد بكثرة منذ أكثر من عشرين سنة، أما الفئة الثالثة فهي اليونانيون الذين اختاروا اعتناق الدين الإسلامي. 


في الفصل الثاني من الكتاب، سلط الكاتبان الضوء على هجرة المسلمين إلى أوروبا، وكيف أنها سمحت بنقل الحركات الإسلامية الرئيسية إليها، ما جعل الإسلاميين يبدلون أساليبهم، إذ لم يعد الهدف إقامة دولة إسلامية في أوروبا بل بذل أقصى الجهد للحفاظ على القيم الإسلامية ثم إدخال القوانين الإسلامية الخاصة التي يجب أن تحكم علاقات المسلمين ببعضهم في مجتمع غير إسلامي.


وحمل الكتاب الدولتين اليونانية والتركية مسؤولية تحويل التركيز من الهوية الدينية للأقلية إلى هويتها القومية.


ويلفت الكتاب النظر إلى أن شباب الأقلية المسلمة أصبحوا خلال السنوات الأخيرة يفضلون الجامعات اليونانية على الذهاب إلى جامعات تركيا، خاصة بعد أن خصصت الحكومة اليونانية لطلاب الأقلية نسبة دخول للجامعات اليونانية تصل إلى 0.5 %.


لا ينشر.. تم التصحيح...

صعوبات تواجه المسلمين في اليونان


وتحدث الكتاب عن فئة المسلمين الجدد في اليونان، وهم فئة الشباب اليوناني الذي اعتنق الإسلام، مشيرًا إلى الصعوبات التي  يواجهونها داخل المجتمع، لاسيما أن الإسلام مرتبط في أذهان اليونانيين بـ 400 سنة من الحكم العثماني، والاضطهاد الذي واجهوه على يد العثمانيين.


وأشار الكاتبان إلى أن معظم هؤلاء الشباب من النساء المتزوجات بمسلمين أو الطلاب الذي اطلعوا على الإسلام خلال دراستهم في الخارج، أو كبروا في دول أوروبا الغربية، ومنهم من اطلع على الإسلام بجهد ذاتي.


ويشير الكتاب إلى إشكالية صعوبة إحصاء أعداد المسلمين المهاجرين في اليونان، إذ أن الإحصائيات الرسمية تتعاطى مع مجموعة قومية لا دينية، والأرقام التي تنتشر حول أعداد المسلمين إنما هي تقديرات قائمة على اعتبار أن المجموعات القادمة من بلاد ذات أغلبية مسلمة هم بالنتيجة مسلمون، دون أن يكون هناك إمكانية لتحديد مدى ارتباطهم بدينهم.


دمج  المسلمين في المجتمع اليوناني


وأوضح الكتاب أن الشباب اليوناني المتحول للإسلام والجيل الثاني من المسلمين في اليونان، يدركون أن الاقتراب من المجتمع، الذي يرى الإسلام من خلال علاقات اليونان بتركيا، يحتاج إلى طرح موضوعات مثل إظهار موقف الإسلام من البيئة والاقتصاد والأخلاق.


ويدعو الكتاب، الدولة لإدماج المسلمين في المجتمع بشكل كامل ويحذر من أن ظواهر مثل الخوف من الأجانب أو الإسلام، تؤدي بهم إلى الانعزال أو طلب المساعدة من مؤسساتهم التي أنشأوها وتعمل بشكل مستقل. 


ويطرح الكاتبان «فوتيس بابايورييو وأدونيس ساموريس» في نهاية كتابهما «الإسلامية والإسلاموفوبيا»، فكرة التخوف من تبني الشباب اليوناني لأفكار الإخوان أو السلفيين، لأن معظمهم يتصل بالعرب كجيران قدماء لليونان، ويؤكدان أن الدولة والمجتمع اليونانيين لا يريان مسلمي تراكيا الغربية والمسلمين الأجانب كشيء واحد، بل كملفين منفصلين تمامًا.


المزيد: جحيم على حدود اليونان.. شهادات حية من وراء الأسلاك الشائكة (انفراد) "1-2"

"