ad a b
ad ad ad

حرب الأسلحة البيضاء.. فرنسا تتأهب أمنيًّا تحسبًا لحوادث طعن جديدة

الأربعاء 29/أبريل/2020 - 10:20 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

في ظل تفشي فيروس كورونا عالميًا وانشغال الأنظمة في الحد من آثاره السلبية، نشطت المجموعات الإرهابية لاستغلال الارتباك التنظيمي للدول وتحقيق أهدافها في الجغرافيات الإستراتيجية، وعلى وقع ذلك أعلنت فرنسا استمرارها في تصعيد جهود الأجهزة الأمنية ضد العناصر الإرهابية.



حرب الأسلحة البيضاء..

ونشرت صحف فرنسية تصريحات رئيس المديرية العامة لمكافحة الإرهاب، نيكولاس ليرنر في 19 أبريل 2020 بأن الأجهزة قررت اتخاذ أقصى درجات الحيطة للتعامل مع الملف الإرهابي بعد رصدها نشاطًا في حركة الاتصالات الإلكترونية بين العناصر وبعضها البعض، إلى جانب العثور على ترسانة من الأسلحة الحادة كالسكاكين بعد تفتيش ثلاثة منازل يرتبط سكانها بجماعات إسلاموية راديكالية.


تصعيد متبادل


يأتي التصعيد الأمني الفرنسي في أعقاب حادث الطعن الذي وقع في 4 أبريل 2020 في منطقة رومان سور ايزير بجنوب شرق فرنسا على يد مهاجر سوداني يبلغ من العمر 33 عامًا ما خلف قتيلين وإصابتين خطيرتين، ونتيجة للتحري الذي أعقب الحادث ألقت السلطات القبض على سودانيين آخرين على علاقة بالمتهم الأول، وذلك ضمن شبكة إرهابية كشفت مقتناياتها عن أفكار بتكفير الدول الأوروبية ومواطنيها وعدم اتباعهم للمنهج الصحيح ومن ثم استباحة دمائهم.


ونتيجة لذلك؛ تيقنت السلطات الفرنسية أن انتشار جائحة كورونا والانشغال في محاربتها خلق ثغرة للجماعات الإرهابية للتمكن من تنفيذ العمليات وتكثيف أنشطتها ودوائر اتصالاتها مع الذئاب المنفردة.


حرب الأسلحة البيضاء..

أسلحة خفيفة


تظهر الحادثة الأخيرة، وما عثرت عليه السلطات في حملاتها الأمنية ضد الإرهابيين،  لجوء العناصر لاستخدام الأدوات الخفيفة والرخيصة لتنفيذ الهجمات، ويعود ذلك لعدة أسباب؛ أهمها انخفاض التكاليف نتيجة احتمالية وجود ضعف في التمويل من القيادات للتابعين، إلى جانب الحظر المفروض على نصف سكان الكرة الأرضية، ما يقوض عمليات شراء المواد الكيميائية التي تصنع منها القنابل، كما أن شراء هذه المواد في الوقت الحالي سيثير الشكوك نتيجة التركيز العام على المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.


حرب الأسلحة البيضاء..

علاوة على تراجع إمكانية استخدام المركبات لتنفيذ حوادث الدهس نتيجة تعطيل الطرق وحظر التجوال المفروض أوروبيًّا، ما يجعل المواد الحادة الخفيفة من أكثر الطرق فعالية حاليًا، وتستخدم في مناطق التجمعات لشراء المواد الغذائية، كما حدث في الهجوم الأخير وطعن رواد محل لبيع اللحوم بعد الصياح الله أكبر.


ما يظهر تكيفًا من المجموعات الإرهابية مع الأوضاع، وفي ذلك إشارة مهمة لكثافة وسلاسة الاتصالات الإلكترونية بين العناصر، كنتيجة مباشرة لانشغال الحكومات بحل أزمات كورونا، ما ينذر بخطورة عودة الذئاب المنفردة مجددًا إلى أوروبا، وبالأخص فرنسا التي يهتم باستهدافها تنظيما داعش والقاعدة على حد سواء، لما توفره من شهرة وتسليط إعلامي للجماعة التي ستستهدفها، لما تمتاز به من ضخامة للأجهزة الإعلامية والدولية والأهمية الجغرافية.


ويشار الى أن فرنسا تحتل المرتبة الثانية بعد المملكة البريطانية في نسب العمليات الإرهابية في دول الاتحاد الأوروبي، طبقًا لمؤشر الإرهاب الدولي GTI 2019 ، إذ احتلت فرنسا المركز 36 عالميًّا والثاني أوروبيًّا بالرغم مما تنفذه الدولة من استراتيجيات لمكافحة الإرهاب.


المزيد.. ماذا قال «مؤشر الإرهاب الدولي» عن ضحايا أوروبا؟

"