على خطى القرضاوي.. الغرياني يفتي بالانتحار وتفجير النفس في الجيش الليبي
منذ اندلاع ما يعرف بثورات «الربيع العربي» في 2011، ظهرت قائمة من جماعات الإسلام السياسي، والمتاجرين بالدين، سخَّروا أنفسهم وفتاويهم لخدمة مصالح الكيانات الإرهابية، عرفوا بـ«مفتي الدم».
ومن سوريا حيث القائمة الطويلة للمشايخ المستخدمين للخطاب الديني التحريضي، إلى ليبيا يجدد المفتي الليبي المعزول الصادق الغرياني، الهارب مع طوابير الهاربين إلى تركيا؛ حيث الملاذ الآمن لكل من هم على الشاكلة الإرهابية، ويعملون من الخارج ضد استقرار أوطانهم تنفيذًا لمخطط أردوغان في المنطقة.
إذ أفتى في أحدث فتاويه
للشباب الليبي بشرعية تفجير النفس في عناصر الجيش الوطني الليبي.
ورد الغرياني، على سؤال أحد المتابعين له
ببرنامج «الإسلام والحياة»، الذي تبثه قناة «التناصح»
الإخوانية الليبية، الأربعاء، 15 أبريل 2020، حول شرعية قتل النفس خشية الوقوع في الأسر، إذ حرم الشيخ الليبي قتل
النفس، قائلًا: «فقد يقع في الأسر وينجيه الله، وقد يخاف أن يقع في الأسر ويأتي
من ينقذه».
واستثنى من هذه
الفتوى من يقتل نفسه نكاية في ما أسماه العدو، قاصدًا الجيش الوطني الليبي، مبيحًا بذلك
عمليات التفجير الانتحارية طالما ستأتي بخسائر في صفوف الأعداء، على حد قوله،
واشترط أن تكون العملية الانتحارية قاتلة، وواسعة الخسائر.
وعلى الرغم من كل الفتاوى المثيرة التي عُرف على إثرها الغرياني، كرجل ليبيا المثير، إلا أن هذه الفتوى تحديدًا تحظى بخصوصية، إذ يلتحق عبرها بقائمة من مفتي تيار الإسلام الحركي الذين أباحوا العمليات الانتحارية، ووجدوا لها السند الشرعي.
«القرضاوي».. نموذج قابل للمحاكاة
القطب الإخواني المصري، يوسف القرضاوي، كان أشهر هؤلاء المبررين للعمليات الانتحارية، إذ رد على سؤال أحد المتابعين لبرنامجه «الشريعة والحياة»، مع بداية الحرب السورية، حول شرعية تفجير النفس، بإمكانية تنفيذ العمليات الإرهابية، بشرط توافر بندين، هما وجود نظام جائر ووجود كيان أو جهة تنظم هذه العمليات ولا تكون عمليات فردية.
وعلى خلفية ذلك انضم القرضاوي إلى قائمة المفتين المتورطين في تعقيد المشهد السوري، إذ شارك الإخواني المصري بآراء مشابهة جميعها شرعنت عمل الإرهابيين ضد الشعب السوري.
وعلى خلاف باقي المفتين الداعمين للتيارات الإرهابية، يحظى القرضاوي بثقل نابع من مكانته داخل جماعة الإخوان، وقربه من دولتي قطر وتركيا، الأمر الذي حوله للنموذج الأبرز لدى الإسلاميين الذين يسعون لتكراره وتقليده.
ويعزز القرضاوي مكانته لدى الإسلاميين عبر تأسيسه لما يعرف بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الذي تروج له قطر كجهة للإفتاء، وتمكنت من خلق قاعدة جماهيرية له داخل بعض البلدان العربية والإسلامية.
الغرياني.. من يكون؟
تعود شهرة الغرياني إلى ما قبل 2011، إذ كان أحد رجالات نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، لكنه مع اندلاع أحداث 17 فبراير كان أول المحرضين على النظام الليبي، والخروج عليه، الأمر الذي سبب صدمة لدى متابعيه.
ومضى الغرياني في تحريضه على الخروج على الدولة إلى أن وصل إلى قمة هرم الإفتاء الليبي في 2012، ومن موقعه الحديث عكف على إصدار فتاوى تخدم الجماعات الإرهابية، بما فيها تنظيم القاعدة، الأمر الذي برر عزله بعد ذلك من منصبه في 2014.
ورغم عدم صفته كمفتي الدولة الليبية، فإنه مازال يقدم نفسه بنفس التوصيف عبر برنامج يخرج فيه كل يوم أربعاء من أحد استوديوهات تركيا.
يشار إلى أن الغرياني كان أحد أبرز المستفيدين من المشهد الليبي، إذ نجح في جلب الثروة من فتاويه؛ نتيجة لرضا تركيا وقطر عليه.
وسبق للغرياني أن طالب المجلس الرئاسي -الخارجة منه حكومة الوفاق- بتدريب طلاب المدارس، وتوجيههم إلى ساحات الحرب، فيما انتقد في مرة أخرى الإجراءات التي اتخذتها الوفاق لمواجهة فيروس كورونا، إذ طالبها بتحويل الأموال المخصصة لمواجهة الفيروس لتمويل الميليشيات.
المفتي المنبوذ
يرى الكاتب السياسي الليبي محمد الزبيدي لـ«المرجع» أن الغرياني من كثرة الفتاوى غير المنطقية التي يطلقها والحديث المثير للبلبلة أصبح شخصًا يرفض الكثيرون الاستماع إليه.
ولفت إلى أنه فقد تأثيره خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أنه أصبح مثيرًا للتقزز لدى قطاعات واسعة من الشعب الليبي، موضحًا أن تركيا وقطر يبقيان عليه، ويستخدمانه وسيلة لتوصيل صوتهما، لملء المشهد بالهرطقة.
جماعة التحريض على القتل
وفي تصريح للمرجع، علق أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، نافيًا وجود سند ديني للعمليات الانتحارية كما يزعم القرضاوي.
ووصف كريمة كل من يبيح العمليات الانتحارية بالمسبب لأعمال العنف والمحرض عليها، موضحًا أن الشريعة الإسلامية لديها قاعدة تقول أن المسبب كالمباشر أي منفذ المفسدة يتساوى مع المحرض عليها.
وعليه قال إن القرضاوي ومن معه من مشايخ يبررون الأعمال الانتحارية يتساون مع المتطرفين الذين يفجرون أنفسهم.
واعتبر أن فكر العمليات الانتحارية نابع من أفكار التنظيم الخاص لجماعة الإخوان الذي دُشن في ثلاثينيات وأربعينات القرن العشرين، وثبت تورطه في عمليات إرهابية ضد رموز سياسية في الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن القرضاوي وكل من كان على شاكلته من الاخوان ما هم إلا معبرين عن تشبعهم بأفكار اراقة الدماء واشاعة العنف والوصول للسلطة على رقاب العباد.
وفي تصريح للمرجع، علق أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، نافيًا وجود سند ديني للعمليات الانتحارية، كما يزعم القرضاوي.
ووصف كريمة كل من يبيح العمليات الانتحارية، بالمسبب لأعمال العنف والمحرض عليها، موضحًا أن الشريعة الإسلامية، لديها قاعدة تقول: «إن المسبب كالمباشر»، أي منفذ المفسدة، يتساوى مع المحرض عليها.
وعليه، قال: إن القرضاوي ومن معه من مشايخ، يبررون الأعمال الانتحارية، يتساوون مع المتطرفين، الذين يفجرون أنفسهم.
واعتبر، أن فكر العمليات الانتحارية، نابع من أفكار التنظيم الخاص لجماعة الإخوان، الذي دُشن في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، وثبت تورطه في عمليات إرهابية، ضد رموز سياسية في الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن القرضاوي وكل من كان على شاكلته من الإخوان، ما هم إلا معبرون عن تشبعهم بأفكار إراقة الدماء وإشاعة العنف والوصول للسلطة على رقاب العباد.
للمزيد .. أفتى بعدم خطورة «كورونا».. «الغرياني» يجازف بحياة الليبيين فى سبيل مشروعه الإرهابي





