الناطقون دمًا.. اتحاد الإرهابيين يستخدم القرآن في التحريض ضد الجيش الليبي
مجددًا، عاد ما يسمى الاتحاد العالمي للعلماء
المسلمين، لتبرير الإرهاب وتسويغه في فتاوى شاذة تروج للقتل تبيح دماء الأبرياء، تدعيما للجماعات
المسلحة والمتطرفة بشكل سافر، إذ تجلت سياسات الاتحاد المدعوم من النظام القطري في
الأزمة الليبية منذ بدايتها في فبراير
2011، واستمرت في الفترة الحالية بموازاة العملية العسكرية التي يقودها الجيش
الوطني الليبي لاستعادة السيطرة على طرابلس.
في بيان مُذيل بتوقيع رئيسه المغربي أحمد الريسوني، وأمينه العراقي علي القره داغي، حرّض الاتحاد الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة، مقرًاً له، الشعب الليبي الوقوف ضد الجيش الوطني وتوفير الدعم الكافي لحكومة الإخوان؛ لصد ما أسماه العدوان.
وطوّع الاتحاد في بيانه الصادر الأحد، 7 أبريل، القرآن الكريم لخدمة أهدافه في ليبيا، إذ استشهد الآية الكريمة:« فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» وذلك في إشارة صريحة للقتال؛ لأن مصطلح البغي أو البغاة ترادفه ضرورة العمل المسلح حتى إزاحته .
دور تخريبي
الاتحاد المدعوم من قطر، حمل على عاتقه نشر الخراب في عدد من الدول العربية؛ خدمة لأجندات الإخوان والجهات الموالية لهم، وأصبح أداة تحريض ضد المؤسسات ورجال الجيش والشرطة، وقد ظهر ذلك جليًا بعد الإطاحة بحكم الإخوان في مصر (2013)، إذ أصدر رئيسه ومنتسبوه خطبًا وبيانات تحريضية متطرفة.
بدأ التحريض الإخواني بفتوى من «القرضاوي» أباح خلالها دماء الرئيس معمر القذافي، من على منبر خطبة الجمعة 25 من فبراير 2011 التي ألقاها في مسجد عمر بن الخطاب في العاصمة القطرية الدوحة؛ ليظهر بعدها على قناة الجزيرة القطرية بفتواه الشهيرة :« من استطاع منكم أن يقتل القذافي فليفعل»
وفي العام ذاته، خاطب «القرضاوي» الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ لمطالبته بتسليح الشعب الليبي؛ لمواجهة الجيش بالسلاح، كما حاول شرعنة خطابات التنظيمات التكفيرية الموالية لـ«القاعدة» و«داعش» متهجمًا في الوقت نفسه على المرجعيات الدينية الدولية الكبرى مثل الأزهر وهيئة كبار العلماء بالسعودية التي أدانت هذا الدور واتهمها الاتحاد بالعمالة.
أنشأ الاتحاد فرعًا له في ليبيا ليدير الأزمة على طريقته بزعامة الصادق الغرياني، عضو الاتحاد وصهر أمير قطر الموضوع على قائمة الإرهاب، يعد المنظر الأول للقاعدة في ليبيا من خلال علاقته المشبوهة بالجماعة الليبية المقاتلة، وعرف هذا الفرع باسم هيئة علماء ليبيا، وحاولت هذه الهيئة لعب السياسة على طريقتها، فدعمت الإسلامويين حتى وصلوا إلى الحكم 2016، كما شاركت الهيئة في التأليب الشعبي على الجيش الوطني مع انطلاق عملية الكرامة على يد اللواء خليفة حفتر عام 2014، كما روجت لأكاذيب وشائعات عن الدول العربية التي تسعى إلى استقرار ليبيا زاعمة أن لها أطماعًا استعمارية.
بوق إرهابي مأجور
على صعيد متصل قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إن ما يسمى بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، الذي أسسه مفتي الإرهاب والدم ليكون بوقا لجماعة الإخوان الإرهابية، ما هو إلا كيان مأجور فاقد للصلاحية، لا يعتد برأيه ولا بما يصدر عنه من بيانات تغذي الفكر الإرهابي وتخدم عناصر الإرهاب والشر.
وأكد في تصريحات صحفية، أن هذا الاتحاد المزعوم أصبح ملاذا لشتى جماعات التطرّف وعناصر الهدم والخيانة الذين يخربون دولهم وأوطانهم بأيديهم عمالة وخيانة للدين والوطن وخدمة لأعدائهما، مضيفًا:« لا نرى عالما واحدا وسطيا ينتمي للجماعات الإرهابية والمتطرفة بين أعضاء هذا الاتحاد المأجور المشبوه»
وطالب وزير الأوقاف بأن يصنف الانضمام إلى هذا الاتحاد على أنه انضمام إلى جماعة إرهابية محظورة، كونه جناحا تنظيريا للجماعة الإرهابية.





