ad a b
ad ad ad

معادلة الغموض والتخبط.. ميليشيات إيران في سوريا بين الحضور العسكري والغياب السياسي

الخميس 30/أبريل/2020 - 08:01 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

غاب الإيرانيون بشكل كامل عن أهم اتفاقين رسما الخريطة في مدينة إدلب السورية، فرغم أن للملالي ميليشيات عاملة في المدينة فإن طهران كانت غائبة على طاولة «سوتشي» ولم تكن فاعلة في الاتفاق المبرم في سبتمبر 2018، بخصوص وقف إطلاق النار، وتسيير دوريات، فيما عُرف بـ«منطقة نزع السلاح»، كذلك خرجت من مشهد الاتفاق الأخير الموقّع في 5 مارس 2020، وأفضى إلى اتفاق آخر أطلق عليه «منطقة خفض التصعيد».

معادلة الغموض والتخبط..

حضور عسكري وغياب سياسي

وتنامت أدوار طهران في الشمال السوري؛ حيث اتجهت عقب غيابها التام عن الاتفاقات المبرمة حول منطقة خفض التصعيد، إلى إعادة تعريف انخراطها النوعي في المشهد العسكري من خلال رسم الأحداث الميدانية، عبر وجودها النوعي، وقدرتها على الاستفادة من تطويع الاتفاقات بالانتشار قدر الإمكان في المناطق الداخلية لمدينة إدلب، وتحديدًا سراقب كفرنبل، ومحيط جبل شحشبو شمال غربي حماة، والاستفادة قدر الإمكان من الخروقات الأمنية، إضافة إلى مزاعمها بأن سياساتها لم تتضرر بمقتل قاسم سليماني في يناير الماضي.


للمزيد: سباق تعزيز المواقع.. صراع طهران أردوغان على الكعكة السورية


كما أفرزت المحادثات التي غابت عنها طهران إلى أدوار أتقنت إيران اللعب عليها، من خلال التطورات التي حدثت في منطقة «خفض التصعيد»؛ حيث اتجهت إلى إعادة تعريف انخراطها النوعي بالمشهد العسكري في شمال غربي سوريا، تتلخص في التأثير في رسم الأحداث الميدانية، عبر وجودها النوعي، وقدرتها على الاستفادة من تطويع الاتفاقات بما لا يتعارض مع غاياتها، والقيام بخروقات أو الاستعداد للاستفادة من أي خرق ممكن، عن طريق الاستفادة من قوة ميليشياتها النوعية، بالإضافة إلى إطلاق مزاعم بأن سياستها لم تتضرر بمقتل قائد فيلق القدس «قاسم سليماني» في يناير 2020.

معادلة الغموض والتخبط..

ميليشيات طهران

ونشرت طهران (ميليشياتها) في عدد من القرى والبلدات الموجودة في الشمال السوري، وبالقرب من مدينة إدلب السورية، مستفيدة من قرار وقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد لإعادة تموضعها من جديد؛ حيث انتشرت قوات ما تعرف بـ«313» -وهي قوات ممولة ومدعومة من قبل إيران، وتضم مقاتلين سوريين وأجانب- في محيط كفرنبل، وقوات «الرضوان» التابعة لحزب الله اللبناني في محيط مدينة سراقب، بجانب تعزيز الميليشيات لنقاط تمركزها في محيط جبل شحشبو شمال غربي حماة، بواسطة ميليشيات «فوج النبي الأكرم» الموالية لها.


واستقدام طهران لميليشياتها المسلحة تعزيزات للمنطقة خلال الأسابيع الماضية؛ خاصة على جبهة جورين بريف حماة الشمالي الغربي، وسط تخوف من عودة المعارك، كما زاد تعزيز الميليشيات الإيرانية في محاور ريف حلب الغربي، لكنها ما زالت دفاعية في الوقت الراهن؛ إضافة إلى ارتكاز معسكراتها التدريبية بشكل أساسي في مطار حماة العسكري- بلدة قمحانة في ريف حماة الشمالي- والمعسكر الأكبر، ومركز قيادة عمليات قوات «الحرس الثوري الإيراني» في اللواء 47 في ريف حماة الجنوبي محيط طريق حماة، وقرية تيزين في ريف حماة الشمالي الغربي بمنطقة الشيحة في ريف حماة الشمالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

معادلة الغموض والتخبط..

تجنيد شباب سوريا

لم تكتف إيران بهذا فحسب، بل قامت بحشد العديد من العناصر إلى ميليشياتها عن طريق استقطاب الشباب السوري لصفوفها، من خلال ظاهرة التّشيُّع والتجنيد في بعض المناطق السورية، إذ استغلت انشغال الإعلام الدولي بالاتفاق الجاري بين تركيا وروسيا، وعملت بشكل سري لحشد العديد من القوات في صفوفها؛ حيث أكد المرصد السوري أن أعداد المتطوعين للميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري ارتفع في نهاية مارس 2020 إلى أكثر من 5350، بينما ارتفع أعداد من جرى تجنيدهم في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها بعد عمليات «التشيُّع»، ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور، إلى نحو 3600 من الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة.


وبالرغم من الغياب التام لقادة طهران عن دورهم السياسي لتقسيم الكعكة فإنهم لم يتخلوا عن مواقعهم، بل عملوا على استقدام التعزيزات العسكرية إلى خطوط التماس في أرياف إدلب وحلب؛ خاصة بعد قرار إنهاء الجيش العربي السوري الاحتفاظ واستدعاء ضباط الاحتياط المحتفظ بهم، والملتحقين من الاحتياط المدني الأخير، إذ قامت إيران خلال الأسابيع الأخيرة بحشد بعض المرتزقة من ميليشياتها في الأسابيع الأخيرة حول إدلب.


هذا الأمر لم يمنع من حدوث المناوشات هناك، وتحديدًا في محيط منطقة الطريق الدولي «M4» حلب-اللاذقية، دون الرقي إلى عمليات عسكرية ضخمة في الوقت الحالي بسبب انتشار وباء فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19)، إذ برزت عدة خروقات هناك جاءت على شاكلة رمايات مدفعية أو صاروخية على مناطق سيطرة ما يسمون بـ«المعارضة»، دون أثر كبير يُذكر بسبب سقوطها في القرى والبلدات الخالية من الأهالي.


للمزيد: الإغراء المادي.. ميليشيات إيران تستقطب الشباب السوري لصفوفها

"