التهديد بـ«كورونا».. مخاوف من تصاعد إرهاب اليمين المتطرف في أوروبا
فجرت أزمة كورونا مخاوف من تصاعد موجة جديدة من العنف الذي يتبناه تيار اليمين المتطرف في أوروبا تجاه اللاجئين والمهاجرين، بعد ظهور بوادر أزمة في ألمانيا وبريطانيا.
وحملت الرسالة أيضًا أن كاتبها لم يعد لديه ما يخسره، وأنه وقبل أن يموت يريد أن يقدم لأبنائه وأحفاده ألمانيا خالية من الأجانب.
جاءت الحادثة متزامنة مع تحذيرات هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) من أن اليمين المتطرف في ألمانيا يستغل أزمة جائحة كورونا المستجد لمآربه الخاصة.
وقال رئيس الهيئة، توماس هالدنفانج، في تصريحات لصحيفة محلية: إن الأوساط اليمينية المتطرفة تولي اهتمامًا بأزمة الجائحة بغرض تقويض الثقة في الحكومة الألمانية، ونشر نظريات المؤامرة ووصم المهاجرين على أنهم حاملون للفيروس.
وأشار هالدنفانج إلى أن اليمين المتطرف يضع أيضًا سيناريوهات للانهيار بغرض الحصول على تأييد لمواقفه المتطرفة، مؤكدا مراقبة سلطات حماية الدستور لهذا النوع من الأنشطة عن كثب.
أما في بريطانيا، التي يترأس مجلس وزرائها أحد أكبر المعارضين للهجرة، تبحث جماعات النازيين الجدد عن طرق لاستغلال تفشى وباء كورونا لارتكاب أعمال عنف، تهد مجتمع المهاجرين وتسمح بإقامة مجتمع أبيض خالص.
والشهر الماضي، حذر الإف بى أى من أن مثل هذه الجماعات المتطرفة تشجع أعضاءها على نشر الفيروس عمدًا بين اليهود وضباط الشرطة، وعلى نحو مماثل، حذر مراقبو جرائم الكراهية فى بريطانيا من أن هذه الجماعات تعرب عن توقعات مبتهجة بالاضطراب الاجتماعى.
ومع سماح عدد من منصات السوشيال ميديا للمتطرفين البيض بأن يعبروا عن آرائهم، فإن جهود الدعاية لاستخدام أزمة كورونا كأداة تجنيد واضحة بشكل رئيسى على تطبيقات مثل التيليجرام.
وأكدت جماعات النازيين الجدد ورحبت بالوباء كتهديد للديمقراطية الليبرالية ويرونه كفرصة لنمو حركتهم وتحقيق أهدافهم بارتكاب العنف، وإلى جانب قبول الوباء على أنه حقيقة، يشجع البعض الذين تشبه أفكارهم النازيين الجدد، على الاستفادة من الفوضى الاجتماعية التي يخلقها الوباء من أجل مزيد من تقويض استقرار الأنظمة الديمقرطية الليبرالية التى يمقتونها.
وقال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف: إن تيار اليمين المتطرف وتنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية وجهان لعملة واحدة؛ إذْ يستغل كل منهما الأحداث العالمية وعلى رأسها فيروس «كورونا» المستجد، في إحداث الفوضى وزعزعة استقرار المجتمعات من خلال عمليات الذئاب المنفردة، مطالبًا بضرورة توخِّي أقصى درجات الحذر، واتِّخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة حيال كلا المعسكرين المتطرفين.
للمزيد: وثيقة ترصد محاولات «إخوانية» لنشر التطرف في ألمانيا





