ضد الأعداء.. كورونا يحرك الملالي في اتجاه المؤامرة ويعجل بنهاية إيران
في وقت تقدم فيه دول العالم كامل دعمها للأطباء والعاملين في القطاع الصحي؛ لجهودهم في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وحرصهم بالحفاظ على سلامة وصحة المواطنين، يسير نظام الملالي في الاتجاه المضاد، فبدلًا من سعي حكومة طهران لتوفير كافة سبل الدعم الممكنة للعاملين بالقطاع الصحي؛ لإنقاذ إيران التي تفشى فيها الفيروس بصورة هائلة؛ نتيجة سياسات النظام الخاطئة، تهاجم الأطباء وتتهمهم بدعم اقتصاد الأعداء، بترويج منتجاتهم من الأدوية؛ لمواجهة وباء كورونا.
ترويج للأعداء
وزعم «غياث الدين طه محمدي» ممثل المرشد الإيراني «علي خامنئي» في تصريحات له في موقع «سحام نيوز» الإصلاحي، 14 أبريل 2020،أن بعض الأطباء الإيرانيين، وتحديدًا في محافظة همدان الإيرانية، دعموا اقتصاد الأعداء، قائلًا: إن ما تعلمه الأطباء الإيرانيون، هو العلوم المفروضة من الغرب والأعداء، وجهود الأطباء بترويج منتجات الأدوية من الغرب، ستعزز - فقط- سوق الأدوية للأعداء.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه إيران تفشي كبير للفيروس، فوفقًا لآخر الاحصاءات التي أعلنها المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية «كيانوش جهانبور»، في 14 أبريل 2020، أن إجمالي الإصابات بلغ 74 ألفا و877 شخصًا، كما ارتفع عدد الوفيات إلى 4683 شخصًا، وبلغ اجمالي الوفيات من الأطباء والممرضين الإيرانيين حتى الآن نحو 110 حالة، فيما أُصيب نحو 1490 حالة من الأطباء.
مؤامرة أمريكية
وما يوضح أيضًا أن نظام الملالي غير حريص إطلاقًا على صحة شعبه، وما يهمه هو إنقاذ نفسه، في 24 مارس 2020، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية، أن السلطات الإيرانية طردت وفدًا من منظمة «أطباء بلا حدود»، المکون من 9 أطباء، جاء من فرنسا لإنشاء مستشفى ميداني، قابل للفتح بسعة 50 سريرًا، في المحافظة الإيرانية «أصفهان»، وقدم أعضاء المنظمة أدوية وأقنعة تنفسية وملابس واقية؛ لمعالجة مرضى كورونا.
وقتها، أعلن مساعد وزير الصحة الإيراني « علي رضا وهاب زادة» في تغريدة له عبر موقع «تويتر»، أن إيران بعد أن نفذت خطة التعبئة الوطنية؛ لمواجهة كورونا و الاستفادة من الإمكانيات الطبية للقوات المسلحة الإيرانية، فهي ليست بحاجة لإنشاء مستشفيات ميدانية من قبل الأجانب، معلنًا رفضه لحضور هذه المنظمة.
كما أعلنت «أطباء بلا حدود» في تغريدة على حسابها بموقع «تويتر»، أنها توجهت لإيران؛ لأنها الدولة الأكثر تضررًا في المنطقة إلى حد كبير من فيروس كورونا، و«أصفهان» هي ثاني أكثر المناطق تضررًا في البلاد، ولذلك أملت المنظمة في أن تساعد الشعب الإيراني.
وعن أسباب طرد المنظمة الدولية، فإن ما يمكن استدلاله بخصوص ما نشرته بعض وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من المرشد والحرس الثوري، وخاصة صحيفة «كيهان» و«وكالة أنباء فارس»، أن سبب الطرد كان بسبب ضغط الحرس الثوري والمسؤولين المتشددين المقربين من المرشد «خامنئي»، الذين وجهوا اتهامات لوزارة الصحة الإيرانية؛ لسماحها بدخول المنظمة إلى إيران، واعتبروا أن وجود المنظمة غير ضروري، وأن ما تقوم به المنظمة، هو التجسس لصالح الولايات المتحدة.
ولأن المنظمة مقرها العاصمة الفرنسية «باريس»، فإن «حسين شريعتمداري» مدير التحرير في صحيفة «كيهان»، أشار لوكالة أنباء فارس، أن منظمة «أطباء بلا حدود» تعد «دمية أميركية»، وأن فرنسا هي من تعاونت دائمًا مع المؤامرات الأميركية ضد إيران ودعمتها؛ ولذلك لا يمكن الوثوق بها؛ لأن جميع الجماعات المعادية لإيران لها قاعدة في فرنسا، وفقًا لقوله.
وهذا ليس بجديد، فمنذ انتشار الفيروس في إيران فبراير 2020، فإن نظام الملالي عمل على الترويج لنظرية أن هذا الفيروس هو «مؤامرة أمريكية»؛ لتهديد إيران وإخضاعها لواشنطن، كما اتهم أمريكا، بأنها عملت على محاولة تصدير أدوية ملوثة إلى إيران؛ لنشر الفيروس.
وفي تغريدات على موقع «تويتر»، تصدى الشعب الإيراني لتصريحات «غياث الدين»، وعملوا على تقديم الدعم والشكر للأطباء وكافة العاملين في المجال الصحي، قائلين لهم، أنهم مدينون حتى آخر العمر لجهود الأطباء الكبيرة؛ لمواجهة وباء «كورونا».
للمزيد: كورونا والملالي.. إيران ترفض المساعدات الأوروبية وتترك شعبها فريسة للوباء
نموذج جديد
ولذلك أشار «مسعود إبراهيم حسن» الأكاديمي المتخصص في الشأن الإيراني، أن إيران تقدم نموذجًا جديدًا في التعامل مع أطبائها، وبدلًا من الدعم، نجد القهر والظلم، وممثل المرشد «غياث الدين»، هو أحد الأثرياء في إيران ويعيش في صومعته منعزلا عن الشعب المسكين، يتهم الأطباء الذين يسقطون كل يوم؛ بسبب الفيروس الذي استشرى في إيران، بدلًا من تقديم دعم مادي أو حتى معنوي، يفترى على أطباء بلاده.
ولفت «إبراهيم» في تصريح خاص للمرجع، أن النظام الإيراني هو السبب الرئيسى في تفشي فيروس كورونا على أراضيه، بداية من عقد الانتخابات التشريعية التي أصر على عقدها في ظل ظروف صحية صعبة، وتحذيرات من تفشي الفيروس، وإصراره على استمرار فتح خطوط الطيران مع الصين وقت تفشي الوباء في الصين، ولذلك لخدمة مصالحه وأهدافه بعيدًا عن الشعب، وهذا كله في ظل معاناة القطاع الطبي والصحي؛ بسبب إهمال النظام الإيراني له لسنوات طويلة، وتفضيله دعم الميليشيات العسكرية في الخارج.
وأضاف، أن رجال الدين أمثال «غياث الدين»، لم يفعل سوى التبرك بعباءة «الخميني»، والمرور بها في مستشفيات العزل الصحي على المرضى بالفيروس؛ ليروجوا أفكارهم الضالة على الشعب، وحتى تمتلئ خزائنهم بأموال النذور، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من فقد إجراءات الوقاية العادية في المستشفيات؛ نتيجة العقوبات وتداعي الاقتصاد وتوقف الدولة بنظامها عن إيجاد الحلول.
للمزيد: لماذا رفضت إيران عرضًا أمريكيًّا بمساعدتها في مواجهة كورونا؟





