«محمد الكوثراني».. رجل طهران الخطير في العراق

عرضت الولايات المتحدة، مساء الجمعة 11 أبريل 2020، مكافأة 10 ملايين دولار، مقابل معلومات عن «محمد الكوثراني»، أحد كبار القادة بميليشيات كتائب حزب الله في العراق، ومساعد قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي قتل في هجوم بطائرة أمريكية مسيرة، بالقرب من مطار بغداد، مطلع يناير الماضي.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في إعلان الجائزة: إن «الكوثراني» تولى مسؤولية التنسيق السياسي للجماعات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران في العراق، التي كان ينظمها سابقًا «سليماني»، مضيفةً أنه استغل منصبه؛ لتسهيل تحركات الجماعات التي تعمل خارج نطاق سيطرة الحكومة العراقية، والتي قمعت بشكل عنيف، الاحتجاجات الشعبية، وهاجمت بعثات دبلوماسية أجنبية، وشاركت في نشاط إجرامي منظم على نطاق واسع.

من هو؟

يحمل الكوثراني الجنسيتين «اللبنانية والعراقية»، ومسجل لدى السلطات الرسمية العراقية، تحت اسم محمد كوثراني وجعفر الكوثراني، ولديه قيود رسمية، بتواريخ ميلاد في أعوام1945 و1959 و1961، وذلك بحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، التي أفادت بأنه مولود في مدينة النجف بالعراق.

ولرجل طهران الثاني في بغداد، صلات قوية مع الفصائل المسلحة التابعة لإيران، وتولى رئاسة الملف العراقي في ميليشيا حزب الله، عقب سقوط نظام حزب البعث في العراق عام 2003.

نجح «الكوثراني» في التقريب بين الأطراف السياسية، التابعة لإيران بالعراق، وساعد إيران على السيطرة على الحكومات المتعاقبة منذ عام  2003.

ويتنقل منذ عام 2003 بين العراق ولبنان ضمن واجباته؛ لتعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، ومراعاة المصالح المالية والسياسية والعسكرية الإيرانية في العراق، ودعم ميليشيات طهران هناك.

ساهم في تشكيل ميليشيا كتائب حزب الله العراق، إلى جانب زعيمها أبومهدي المهندس، الذي قُتل في يناير 2020، بغارة أمريكية، بصحبة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، قرب مطار بغداد الدولي.

كما أشرف على تدريب ميليشيات عصائب أهل الحق؛ لتنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق والمدنيين منذ عام 2005 بأوامر مباشرة من قاسم سليماني.

وكانت أبرز الهجمات التي أشرف عليها، الهجوم الذي نفذته ميليشيا «العصائب»، بزعامة الإرهابي، قيس الخزعلي عام 2007 على مركز التنسيق المشترك بين القوات الأمنية العراقية وقوات التحالف الدولي في محافظة كربلاء جنوب العراق، وأسفر عن مقتل 5 جنود أمريكيين.

وكشفت معلومات وزارة الخزانة الأمريكية، عن دور «كوثراني» في إفراج المحكمة العراقية عن «علي موسى دقدوق»، القيادي البارز في حزب الله اللبناني عام 2012، عقب إلقاء القبض عليه مع قيس الخزعلي وشقيقه ليث الخزعلي من قبل القوات الأمريكية في 2007؛ لمسؤوليتهم عن العديد من الهجمات ضد قوات التحالف في العراق، بما فيها الهجوم على مركز التنسيق المشترك في كربلاء.

وعقب اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، باشر «كوثراني» مهمة الإشراف على نقل عناصر الميليشيات من إيران والعراق إلى سوريا؛ للمشاركة في قمع الاحتجاجات، كما عمل جنبًا إلى جنب مع «قاسم سليماني» و«أبومهدي المهندس»، في نقل الأسلحة والعتاد من إيران إلى سوريا عبر العراق.