أردوغان يكابر.. هل يدفع الاقتصاد التركي ثمن سياسات الحزب الحاكم؟
الثلاثاء 14/أبريل/2020 - 07:13 م
شيماء يحيى
«المكابرة».. هكذا تتبلور تصرفات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحزبه الحاكم «العدالة والتنمية»، تجاه أزمة تفشي وباء كورونا المستجد «كوفيد - 19» في بلاده، فرغم حاجة بلاده الماسة إلى كل ليرة في مواجهة هذا الفيروس، إلا أنه يصر على الاستمرار في تواجده العسكري بليبيا، مقدمًا الإنفاق المالي على ميليشيات حكومة الوفاق في طرابلس، عن تكثيف الجهود لإخراج بلاده من تلك الحالة المتردية.
وللمزيد.. سقوط قناع الشرف الزائف.. «أردوغان» ينهب أجهزة طبية ومساعدات صينية إلى إسبانيا
مؤشرات انهيار الاقتصاد التركي
خيمت التوقعات السلبية على مستقبل الاقتصاد العالمي، في ظل تفشي الفيروس المستجد في الشرق الأوسط ودول أوروبا؛ ما زاد من احتمالية دخول دول في حالات عنيفة من الركود، ومنها تركيا التي كانت تعاني بالفعل سابقًا من تردي للأوضاع الاقتصادية.
فقد وصلت الليرة التركية لأدنى مستوياتها على الإطلاق أمام الدولار الأمريكي في تداولات أبريل 2020، بعد أن تراجعت إلى 6.7311 ليرة لكل دولار، بانخفاض نسبته 1.75 %.
وتسجل الليرة التركية تراجعات شهرية أمام الدولار منذ أكتوبر 2019، وكانت أكبر خلال فبراير ومارس 2020 بنسبة 4.35 % و 5.9 %على التوالي، كما ارتفع معدل التضخم في تركيا 11.86 %خلال الشهر الماضي، فيما زاد 0.57 %على أساس شهري، حسب بيانات معهد الإحصاءات التركي.
وقد ارتفعت تكاليف الغذاء في تركيا إلى 10.1 % خلال مارس الماضي من 10.6 % المسجلة في فبراير السابق له، كما زادت أسعار المشروبات الكحولية والتبغ بأكبر زيادة سنوية 40.2 %، وزادت السلع والخدمات المتنوعة 17.2 % والإسكان 15.3 % خلال مارس الماضي.
وفي مطلع أبريل الحالي، رفعت أنقرة أسعار البنزين 0.2 ليرة، على الرغم من انخفاض أسعار النفط العالمية، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها الشعوب حول العالم؛ بسبب فيروس كورونا، وفي الوقت الذي تقدم فيه دول العالم حوافز للمواطنين وخفض أسعار الوقود.
تصرفات غير مسؤولة
وفي هذا الشأن، قال دكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ«المرجع»: إن هناك مخططًا من قبل الحكومة التركية للاستمرار في التدخلات الإقليمية، واستثمار موضوع فيروس كورونا داخليًّا، واتهامات الرئيس التركي، بأنه لا يدير الأزمة بصورة جيدة، فهذا الأمر واضح جدًّا من انتقادات المعارضة، مشيرًا إلى أن هناك حالة بعدم الرضا من قبل الشعب التركي؛ نتيجةً لفشل الحكومة في إدارة الأزمة الخاصة بفيروس كورونا.
وأضاف، أن رغم تأثر الليرة بصورة كبيرة، إلا أن الرئيس التركي لا يزال مستمرًا في تدخلات، سواء في إدارة إشكالية «إدلب» بالشمال السوري، وما يجاورها من عمليات عسكرية، وتدخلات غير معلوم مصيرها، أما في ليبيا، فأعتقد أنها محاولات لأردغان؛ للتشويش على ما يجري من سوء إدارته لأزمة كورونا في الداخل.
وأردف «فهمي»، أن الرئيس التركي رفض سابقًا دخول عدد من المفتشين والأطباء التابعين لمنظمة الصحة العالمية في بعض المناطق في تركيا، وعدم إعطاء معلومات وبيانات للمنظمة لمساعدتها على متابعة الأوضاع في البلاد.





