«الأناضول».. بوق «أردوغان» المروّج لطموحاته الزائفة
رغم أن أهداف إنشائها منذ قرابة مائة عام، كان لدعم أهداف الجمهورية العلمانية، إلا أن نظام «العدالة والتنمية» بزعامة «رجب طيب أردوغان»، حولها إلى بوق رسمي له ولنظامه المتطرف، في خدمة طموحاته، بإعادة أمجاد الخلافة العثمانية الوهمية.
وتحتفل وكالة أنباء
الأناضول التركية، الإثنين 6 أبريل 2020، بمرور المئوية الأولى على تأسيسها، بتعليمات
من مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك.
منذ عام 1920
وحتى الوقت الحاضر، تعمل الوكالة على بث مختلف الأخبار والتقارير من كافة أنحاء
العالم، ولكن بعد ظهور ما تعرف بثورات الربيع العربي عام 2011، تم توجيه سياستها إلى دعم النظام التركي، بتشويه الحكومات العربية والتحريض عليها، وتم تسييسها بشكل تام، فلم يسبق للوكالة، أن انتقدت أخطاء «أردوغان».
تحت سيطرة الإسلاميين
فقدت المنصات الصحفية في تركيا، خاصةً «الأناضول»، حياديتها ومصداقيتها، منذ سنوات عدة، فمنذ سيطرة حزب «العدالة والتنمية» ذي الطابع المتطرف على السلطة، باتت تحت سيطرته التامة؛ للدعاية للفكر الإخواني الذي يتبناه أردوغان، وخدمة مصالحه.
وخطت الوكالة على خطى الإعلام القطري، خاصةً قناة «الجزيرة»، التي تحولت إلى منصات دعائية لفكر الإسلام السياسي المتطرف، والترويج لضرورة بقاء فلول الإخوان داخل تركيا، ومحاولة إثبات مصداقيتهم، عن طريق نشر الأكاذيب، والاستدلال بحقائق غير صحيحة، وتدليس الحقائق، بما يتناسب مع أفكارهم.
وفي ذكرى المئوية الأولى لوكالة «الأناضول»، أشاد داود شهاب، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، المولودة من رحم فكر جماعة الإخوان، بالوكالة، وقال: إنها تعد تجربة رائدة في العمل الإعلامي، وتعكس النجاحات التي حققتها الدولة التركية، في كثير من المجالات، ومنها مجال العمل الصحفي.
قمع حرية الصحافة
وتواجه الصحافة التركية سيطرة تامة، من قبل النظام التركي، ويعانى الصحفيون حتى الوقت الحالي من تبعات الظلم والقمع، الذي ينتهجه «أردوغان» مع أي رأي يعارضه.
وصنفت منظمة «مراسلون بلا حدود» الدولية، في تقريرها السنوي، تركيا في مؤخرة قائمة الدول، التي تراعي حرية الصحافة، قائلةً: إنها أكبر سجن للصحفيين في العالم؛ إذ يتم اعتقال كل من يعارض النظام، ولا يسير على أهوائه؛ بتهمة الإرهاب.
لم يتهاون «أردوغان» ونظامه في المعاملة الوحشية للصحفيين المعتقلين في سجونه، حتى بعد انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، فأصدر قرارًا بالعفو الجزئي عن بعض المعتقلين، وتم استثناء فئة الصحفيين ومعارضي الرأي من هذا القرار؛ ما يوضح مدى الظلم والقهر الذي يمارسه النظام التركي عليهم.
تحت القبضة الأمنية
وفي هذا الشأن، قال محمد ربيع الديهي، الباحث في الشؤون التركية، في تصريح لـ«المرجع»: إن النظام التركي يسيطر على 95 % من وسائل الإعلام، بل ويضيق الخناق على المعارضة في الداخل، ويسجن صحفيي الرأي؛ إذ وصفتها «لجنة حماية الصحفيين»، بأنها أكبر سجن في العالم؛ حيث يقبع في السجون التركية ثلث أعداد الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي، والمسؤولين التنفيذيين في المهنة، وينظر أغلبية كبيرة منهم تقديمه إلى المحاكمة.
وأضاف الديهي، أنه بحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية، رصد أوضاع الحريات في تركيا، خلال الفترة من 2016 حتى 2019، وضع النظام التركي في السجون أكثر من 120 صحفيًّا وعاملًا، في مجال الإعلام، في حين فقد أكثر 2500 آخرون وظائفهم، بينما أغلقت أنقرة أكثر من 180 نافذة إعلامية، ورصدت تقارير أخرى، أن نحو 8000 صحفي من بين 24 ألفًا، خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، فقدوا عملهم، في حين تحتل تركيا المرتبة 157، من أصل 180 بلدًا، في مؤشرات حرية الصحافة، طبقًا لتصنيف «فريدوم هاوس».
وللمزيد.. المزيد من التدهور الحقوقي.. تركيا تفرض قيودًا جديدة على حرية الصحافة والإعلام





