ad a b
ad ad ad

الإعدام في فقه أردوغان.. «حرام» لإخوان مصر «حلال» على معارضي تركيا

الأربعاء 20/مارس/2019 - 10:21 ص
الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
شيماء حفظي
طباعة

تغريدةٌ على موقع التدوينات المصغرة «تويتر»، تفوح منها رائحة الحقد، وتفضح حروفها حماقة «أردوغان» حينما انتقد تطبيق مصر عقوبة الإعدام على إرهابيين تمت إدانتهم من قبل المحكمة، بتهمة قتل النائب العام المستشار هشام بركات.


دُوِّنَت هذه التغريدة في 26 فبراير الماضي، ليعاود خلال أقل من شهر، تكرارها ولكن فى تصريح نقلته وسائل إعلام يناقض فيه نفسه، وفقًا لما تقتضيه مصالحه وتملقه للغرب، فدعا إلى إعادة تطبيق عقوبة الإعدام ذاتها في نيوزيلندا، على المتهمين في الهجوم على مسجدين.


الإعدام في فقه أردوغان..

لم يتوقف «أردوغان» عن مهاجمة مصر، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي ممثل جماعة الإخوان الإرهابية عن الحكم بثورة شعبية عارمة أطاحت بحكم الاخوان، وتزامنًا مع انعقاد القمة الأوروبية العربية في شرم الشيخ فبراير الماضي، فتح نار الهجوم على القاهرة، إذ قال في تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول» الرسمية التركية: «هل يمكنكم الحديث عن الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي بعد تلبية دعوة السيسي الذي أعدم 42 شخصًا منذ توليه السلطة؟، هذا لا يمكن قبوله».


يعتبر أردوغان نفسه «حامي حمى المسلمين» ولا يترك مناسبة إلا ويتحدث فيها عن العالم الإسلامي، محاولًا أن يعيد لتركيا أمجاد الخلافة العثمانية، ذلك الهوس بالمجد لم يمنعه من التشدق بدماء ضحايا الهجوم الإرهابي على مسجدين بنيوزيلندا.


ودعا نيوزيلندا لإعادة العمل بعقوبة الإعدام بعد هجوم كرايستشيرش، لتطبيقها على مسلح قتل 50 شخصًا في مسجدين، مُحذرًا من أن تركيا ستجعل المُهاجم يدفع ثمن جريمته إن لم تفعل نيوزيلندا.


ووجهت تهمة القتل العمد إلى الأسترالي برينتون تارانت (28 عامًا)، المتعصب لتفوق العرق الأبيض، بعد إطلاق النار على المسجدين أثناء صلاة الجمعة.


وقال «أردوغان» في حشد ضم الآلاف شمال تركيا: «قتلت ببشاعة 50 من أشقائنا وستدفع ثمن ذلك، إذا لم تجعلك نيوزيلندا تفعل فنحن سنجعلك تدفع الثمن بطريقة أو بأخرى»، مُضيفًا أنه يتعين على نيوزيلندا وضع ترتيبات قانونية تسمح بتطبيق عقوبة الإعدام على المهاجم في واقعة كرايستشيرش، وأنه «إذا لم يتخذ برلمان نيوزيلندا هذا القرار سأواصل مناقشتهم في ذلك. يتعين اتخاذ الإجراء الضروري».


ويسعى أردوغان لحشد التأييد لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلاموية في الانتخابات المحلية المقررة يوم 31 مارس.


وعرض خلال تجمعات انتخابية في مطلع الأسبوع تسجيلًا مصورًا للقطات من واقعة إطلاق النار بثها المهاجم على «فيس بوك» إضافة إلى مقتطفات من بيان نشره المهاجم وجرى حذفه بعد ذلك.


الإعدام في فقه أردوغان..
«الانتقام لنفسه.. وترويج لحزبه»


في خطابه الثلاثاء 19 مارس، قال أردوغان: إن تركيا أخطأت بإلغاء عقوبة الإعدام قبل 15 عامًا، مُلمحًا إلى احتمال إعادة العمل بالعقوبة التي ألغيت في 2004، في محاولة كانت وقتها لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي الذي هدد بوقف مفاوضات انضمام أنقرة الى التكتل في حال استمرار تنفيذ العقوبة في تركيا، ويريد «أردوغان» بعد يأسه من الانضمام أن يستخدم تلك العقوبة من أجل التخلص من معارضيه السياسيين بشكل أساسي.


ويسعى حزب العدالة والتنمية الذي يهيمن على الحياة السياسية التركية منذ 16 عامًا لاجتذاب أصوات الناخبين، بعد دخول الاقتصاد في حالة من الركود عقب سنوات من النمو القوي.


ووصف أردوغان الانتخابات المحلية بأنها «مسألة بقاء» في وجه تهديدات تشمل المسلحين الأكراد وهجمات على المسلمين على غرار ما حدث في نيوزيلندا، وفيما يتعلق بالمعارضين الأتراك، فإن أردوغان، علق على دعوة لإعدام خصمه الكردي صلاح الدين دميرتاش المسجون على ذمة قضية متهم فيها بـ«الإرهاب»، قائلًا: «سابقًا في هذا الخصوص لو كان البرلمان رفع إلي مثل هذا الاقتراح لكنت وافقت عليه منذ زمن بعيد».

الكلمات المفتاحية

"