مستغلًا «كورونا».. «داعش» يبحث عن العودة «إلكترونيًّا»
السبت 11/أبريل/2020 - 11:22 م

معاذ محمد
في ظل حالة الانشغال العالمية بمواجهة فيروس كورونا المستجد، نشطت بعض التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش"، مستغلة ارتباك الأوضاع، لتنفيذ بعض العمليات، بالإضافة إلى محاولة الظهور مجددًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أغلقت العديد من صفحاتهم في الآونة الأخيرة.

وفي
مقال نشرته جريدة “النبأ” التابعة لـ«داعش»، في 19 مارس 2020، حث قادة
التنظيم أعضاءه على ضرورة استمرار حربهم الممتدة عبر أرجاء العالم، رغم
تفشي وباء كورونا، مؤكدًا أن الأنظمة الأمنية الوطنية والدولية، التي تسهم
في كبح جماح الفيروس على وشك الغرق، على حد وصفه.
ووفقًا
لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في تقرير مطول له، صدر فى 25 مارس 2020، بث
"داعش" تعليمات لعناصره عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مُدعيًا أن الفيروس
يمثل عقابًا من الله، وأن السبيل الوحيد للخلاص منه والقضاء عليه، هو تنفيذ
العمليات الإرهابية، ولو بأبسط الوسائل المتاحة، والتي قد يكون منها مواقع
التواصل الاجتماعي، والذي اعتاد التنظيم استغلالها منذ نشأته.

اذكاء التطرف
بحسب
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها، نشر في 28 مارس 2020، فإن
العزل الصحي الذاتي قد يكبح جماح فيروس كورونا، إلا أنه سيذكي شدة التطرف
في العالم.
وقالت
"نيكيتا مالك"، مديرة مركز التطرف والإرهاب بجمعية هنري جاكسون في لندن،
في مقال لها نشرته "فورين بوليسي"، إن الإسلاميين المتطرفين وجماعات اليمين
المتطرف يستغلون حالة الارتباك والخوف المستشرية على نطاق واسع لنشر
الكراهية، مشيرة إلى أنهم يسارعون لاقتناص الفرصة ليتواصلوا مع جمهور آخر،
غير الذي اعتادوا الوصول إليه.

"الصحة" تحذر
في
الوقت ذاته، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها على علم بالرسائل الإلكترونية
المريبة التي تهدف إلى الاستفادة من حالة الطوارئ التي تحيط بانتشار فيروس
كورونا، مشيرة في تقرير لها، صدر 1 أبريل 2020، إلى وصول رسائل "احتيالية"
على البريد الإلكتروني، تدعي أنها من جهة رسمية، وتطلب في الكثير من
الأحيان تقديم معلومات حساسة أو شخصية، مثل أسماء المستخدمين أو كلمات
مرور، أو الضغط على رابط خبيث، أو تتضمن وثائق مرفقة خبيثة.
كما
اكتشف خبراء في الأمن السيبراني، أن بعض قراصنة الإنترنت يقومون بتوزيع
رسائل بريد إلكتروني، مفخخة بسلالة من البرامج الخبيثة، وكأنها نشرات توعية
حول فيروس كورونا، وتحفز نصوص الرسائل على فتح ملف مرفق لمعرفة المزيد عن
الفيروس، وتتيح الملفات المرفقة للهاكرز الولوج إلى حاسوب الضحية، وبالتالي
قرصنة البيانات الشخصية، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في تقرير
نشرته 9 مارس 2020.

فرصة كبيرة
وعادت التنظيمات المتطرفة للعمل على الأرض بالفعل،
كما أنها قد لا تترك الفرصة للعودة أيضًا من خلال مواقع التواصل
الاجتماعي، خصوصًا أنه لا يوجد وقت أفضل من ذلك ــ من وجهة نظرهاـــ لقرصنة
البيانات والدعوة لشن هجمات إرهابية، ونشر خطابات الكراهية والعنف وتزييف
الحقائق.
وبالتالي فإن دعوة "داعش" عناصره لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا قد يكون الغرض
منها فقط إثبات وجوده، إلا أنه في ظل الحجر الصحي المفروض في العديد من دول
القارة العجوز، فإن فرص تنفيذ أي عملية إرهابية ضئيلة جدًا، وربما يكون
اعتماد التنظيم الإرهابي فقط على بث الرعب في قلوب المدنيين من خلال منصات
التواصل الاجتماعي.