على حساب لبنان.. المصالح تفضح علاقة تركيا بحزب الله

ما بين سوريا وبيروت، تتصاعد اشتباكات بين تركيا وحزب الله اللبناني، بسبب تدخلات كلا الطرفين في البلدين، لكن هذا لا يمنع "علاقات" مستترة تقضي للطرفين إما بالتغاضي عن أخطائهما، أو عقد اتفاق ضد طرف ثالث.
وتسعى تركيا إلى بسط نفوذها الفكري
على سُنّة لبنان، لتحقيق أهدافها الإقليمية بإعادة الحلم العثماني، في مواجهة داخل
مشتت، أمام حزب الله اللبناني، الذي
تسبب في دخول نفق مظلم من الديون والتدهور الاقتصادي.

كما يسعى حزب الله، إلى دعم الجماعات الشيعية في سوريا، بمظلة أكبر من إيران، في وقت تنفذ تركيا هجمات على الأكراد في سوريا لمواجهة ما تطلق عليهم إرهابيين.
في العلن، تتصارع تركيا ولبنان، وهو ما ظهر في تصريح للرئيس اللبناني ميشال عون قال فيه: إن الدولة العثمانية مارست إرهاب دولة تجاه اللبنانيين، وتظاهر مجموعة من اللبنانيين أمام السفارة التركية في بيروت.
وكان "عون" قال في كلمة رسمية، إن كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية. إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خصوصًا خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات الآلاف من الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة".
وردًا على واقعة السفارة، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير اللبناني لدى أنقرة، غسان المعلم، ونقلت له "انزعاج أنقرة من الفعل الاستفزازي".
وتصاعدت وتيرة الخلاف، حتى أن تركيا أصدرت بيانًا من خلال وزارة خارجيتها إن "عون أدلى بتصريح بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس لبنان، تضمن إشارات كيدية ومغرضة تتعلق بالعهد العثماني واتهامات بممارسة الإمبراطورية العثمانية إرهاب دولة في لبنان.. وهو ما ندينه بأشد العبارات ونرفضه برمته".
وانتقالًا بهذا الخلاف، إلى سوريا التي أصبحت مسرح عمليات مشتركًا للفريقين – كلٌ حسب مصلحته – أفرزت معركة "إدلب" التي قتل فيها عناصر لـ"حزب الله" بسبب قصف تركي، تفاصيل مصلحة أنقرة وميليشيا الحزب.
ففي حين دعت مراكز إيرانية تركيا للتصرف بعقلانية، تجاهل أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، الأمر، ولم يهاجم تركيا كما يفعل مع الدول السنية في كل ظهور إعلامي له.

التغاضي من "حزب الله"، فسره محللون على أنه اتقاء شر وقيعة بين تركيا وحزب الله، بعدما أصبحت تركيا هي الدولة السنّية الأخيرة في المنطقة التي لا تزال تربطها علاقة بالحزب في وقت تدهورت علاقته بالدول الخليجية (السنّية) والجامعة العربية، لذلك لا يريد كسر الجرّة مع المكوّن السنّي الأخير في المنطقة".
كما أن حزب الله، لا يمكنه الدخول في معركة مباشرة مع تركيا، لكنه بدلًا من التنازع ينظم لقاءات لقياداته بمسؤولي المخابرات التركية من أجل الاتّفاق على تخفيض التوتر في إدلب.
بالإضافة إلى ذلك، فحزب الله يسير في ظل إيران وروسيا، وفي وقت تجد فيه القوى الأكبر طرقًا للتشاور، فإن حزب الله لن يخاطر بعداء تركيا طالما يمكنه انتظار حسم الأمر من القادة.
وتشير تقارير لبنانية، إلى أن المدير العام للأمن العام اللبناني بحث مع الجانب التركي "تخفيف" التوتر جنوب وشرق إدلب بين القوات التركية وحزب الله وضمان انسحاب تدريجي للحزب من هناك كخطوة أساسية من أجل تثبيت هدنة ووقف إطلاق النار، لأن حزب الله لا يريد مزيدًا من التصعيد مع الجانب التركي".
للمزيد.. أبرزها «سيتا».. مراكز «إخوان تونس» البحثية تبرر تجاوزات أردوغان في ليبيا