«أردوغان» رجل الغدر.. مصير «جولن» ينتظر «الإخوان» في انتخابات مارس المقبل


اليوم يدور الحديث عن غدر
جديد من جانب اردوغان، المنصب الأول كخليفة لدى جماعات الإسلاموية وعلى رأسهم
الإرهابيون أبناء «حسن البنا» ، القادمون من مصر والمقيمون في تركيا ، ذلك في
ظل ثورة غضب تركية داخل الشارع المعارض لسياسة «أردوغان» التي أضرت
بمصالح الدولة التركية في سبيل علاقته بالاخوان.
و «الإخوان» مصنفة كجماعة
إرهابية في أهم أربعة دول في الشرق الاوسط ، لديها ما يكفي من الثقل سياسي للحكم
عليها ، فضغوط مصر والسعودية والإمارات وسوريا،هي ما يشكل أزمة مصالح كبرى
لتركيا في الشرق الاوسط وبين الشعوب العربية نظرا للثقل السياسي والاستراتيجي لهذه
الدول في المنطقة وصناعة القرار العربي.

تدهور السمعة السياسية
فيما جاءت واقعة ترحيل
الإرهابي المصري، «محمد عبد الحفيظ حسين»، المحكوم عليه في قضية اغتيال النائب
العام «هشام بركات» بالإعدام، وترحيله من تركيا في 18 يناير 2019م قبيل نحو7 أسابيع من الانتخابات المحلية في أنقرة، التي ستجرى في31 مارس 2019؛ لتشكل مؤشرًا
قويًا على مرحلة تخلى الخليفة «أردوغان» عن الإخوان في المرحلة المقبلة؛ من أجل
الحفاظ على مصالحه في المنطقة، وكذلك حسم موقعة انتخابات مارس، والتي تشكل مفرقًا
تاريخيًا لما يسمى بــ«حزب العدالة والتنمية»؛ بسبب تراجع شعبية الحزب وارتفاع
التضخم وتدهور السمعة السياسية لأردوغان وحزبه داخليًا.
ويقول معهد «كارنيجي»
الأمريكي للدراسات، علاقات وظيفية محكومة بالسياسة بين الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان والإخوان، وما يعتريها من تقلّب في المصالح السياسية والأولويات.
وفقًا لاستطلاعات الرأى
التركية، فإن حزب العدالة والتنمية سيحصل على 38 % من الأصوات، في حين سيحظى حزب
الشعب الجمهوري على 33 % من الدعم الشعبي، مما يضيِّق الفجوة بين حزب المعارضة
والحزب الحاكم في تركيا، وفقًا لـــ«كمال أوزكيراز»، رئيس مركز «أوراسيا» لأبحاث
الرأي العام في تركيا.

سيناريو الغدر
«رجل الغدر» يستعد لرسم سيناريو،
يمرر إنهاء علاقته بالإخوان كما أنهى علاقته بفتح الله جولن، وتحول بين عشية
وضحاها من حليف إلى عدو لدود، يسعى للقضاء عليه بكل ما يملك
من وسائل مشروعة وغير مشروعة، وعليه فالإخوان ينتظرون نفس مصير «جولن».
حيث اتهم حزب الشعب
الجمهوري المعارض، خلال حملاته الانتخابية الرئاسية والبلدية، أردوغان وحزبه بدعم
الإخوان مما جعلها تسجل نقاط ضعف في الحملة الانتخابية الأردوغانية، وذلك مع
استمرار التدهور الاقتصادي والأزمات مع مصر السعودية والإمارات وسوريا.
ملامح غدر أردوغان، تأتي
مع عودته إلى مؤسس الدولة التركية، واحتفائه به في ظل تصاعد الهجوم ضد
سياسة حزبه الداخلية ومحاولة أخونة الدولة، وعليه كان لزامًا أن يقوم أردوغان وحزبه
بإحياء ذكرى مؤسس الجمهورية التركية، «مصطفى كمال أتاتورك»، مؤسس العلمانية
التركية، وهو ما يتعارض تمامًا مع منهج ومبادئ جماعة الإخوان، والتي ترى في «اتاتورك» أكبر عدو للإسلام، وأحد أدوات الاستعمار في إنهاء الخلافة العثمانية.

الفرار إلى الشرق
بدأ الإخوان يدركون أن مرحلتهم في تركيا أوشكت على الانتهاء، وأن أردوغان سوف يضحي بهم قريبًا، فبدأت
الجماعة الإرهابية في التوجه شرقًا إلى ماليزيا وأندونسيا والفلبين،
باعتبارهم دولًا بعيدةً عن الشرق الأوسط وملفاته وصفقاته السياسية التي لا تنتهي، ولم
يرفض وزير الداخلية الماليزي «أحمد زاهد حميدي»، في تصريحات إعلامية، أن تكون
بلاده طوق نجاة لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وأن يوافق على نقلهم إلى العاصمة
«كوالالمبور»؛ لرفع الحرج عن قطر وتركيا، بعد أن أصبحت الجماعة وسط بحر يعج
بالأمواج العاتية، ما يهددها بحصار ربما يقضي عليها.
و في الفترة ما بين
ديسمبر2017، وشهر مارس 2018 احتضنت ماليزيا عددًا من مؤتمرات التنظيم الدولي
للإخوان، بينها اجتماع «الوسطية والاعتدال»، تحت رعاية الحزب الحاكم في ماليزيا
«أمنو»، بحضور عبد الموجود الدرديري، عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية
والعدالة المنحل، ورضا فهمى، القيادي بالحزب، الأخير أكد في تصريحات صحيفة، أن
ماليزيا أعربت عن دعمها لـ«الإخوان»، وهو ما جعل كثيرًا من أعضاء الصف الثاني
بالإخوان يفرون إلى ماليزيا، في مقدمتهم «أحمد عبدالباسط محمد»، مسئول الملف
الطلابي بالجماعة، الهارب من حكم بالإعدام في مصر، وهو من يقوم بالتنسيق مع عدد من
الجامعات بدولتي ماليزيا وتركيا؛ لاستقبال الطلاب المصريين المنضمين للجماعة
الإرهابية .

الوهم
الكاذب
اتساقًا مع ذلك، كانت
تدوينة الإعلامي في قناة «الشرق» الإخوانية، طارق قاسم؛ إذ قال عبر حسابه الشخصي
على «فيس بوك»: إن أعدادًا «خرافية» بحسب تعبيره، من الهاربين المصريين في إسطنبول،
يتهيؤون الآن لمغادرة تركيا بعدما تيقنوا من حقيقة قياداتهم، وأنهم علقوا حياتهم
ومستقبلهم على رهان خاسر اسمه «الإخوان».
واتهم قاسم، الذي هرب إلى
تركيا قبل أربعة أعوام من مصر؛ للعمل في قناة «مكملين»، قيادات الجماعة
ببيع «الوهم الكاذب» للشباب، وتاجروا أمامهم بالمبادئ، فيما أثبتت الممارسة عكس
ذلك.
يرى محللون أن «الإخوان» ينتظرهم مصير «فتح الله جولن» على يد أردوغان، فالسلطة والكرسي باتا مهددين في انتخابات مارس، وإذا كان الأمر يتوقف على الخلاص من الإخوان، فإنه حان الوقت للتضحية بـ«الإخوان» من أجل السلطة، فليس هم أعز من أستاذه «جولن».

فيما اعتبر الخبير في
شوؤن الجماعات الإسلاموية، هشام النجار، في تصريح للمرجع، أن التفكير بالعقلية المسماة
بالأممية الإخوانية، جعل تركيا تفقد صلاتها وعلاقاتها بعدد من الدول العربية
وشعوبها، وهو ما ورط الجيش التركي في الساحتين السورية والعراقية، وأفقد أنقرة
مصداقيتها، كما فقدت دورها كوسيط محايد ونزيه بل وشريك في مشاريع الإقليم السياسية.
وقال «النجار»: إن جموح
أردوغان أصابه بنكسة سياسية كبيرة، وأفقده تأثيرها على المستوى الرسمي والشعبي،
مما انعكس سلبيًا على جماعة الإخوان، مضيفًا أن جماعة الإخوان في
مأزق تاريخي مع أردوغان، الذي استقبل مؤخرًا ملك الأردن عبد الله الثاني، شريك
الرئيس عبد الفتاح السيسي في مهمة تحجيم دور الجماعة، وحرمانها من تشكيل مسار
السياسة العربي.
وتابع أن الجماعة الإرهابية تشعر بالخطر وتقيس لقاءات أردوغان وإشاراته وهمساته بميزان ذهب، وهي ليس أمامها إلا تأمين نفسها في مواجهة المتغيرات ضدها في الداخل التركي، لافتًا النظر إلى أن الجماعة صارت في وجه العاصفة بعد انقلاب أردوغان على العديد من حلفائه، وبدا للجميع أنه سريع التحول نحو الاتجاه الذي يحقق مصالحه واستمراره في السلطة لكن لا يهم مع من.