الإمارات وبريطانيا.. صداقة تظهر وقت الأزمات
كعادتها تكشف المحن عمق العلاقات بين الأطراف المختلفة، وفي ظل ما يشهده العالم حاليًا من كارثة صحية غير مسبوقة في تاريخه بسبب فيروس كورونا فإن دولًا عديدة تعيد تقييم علاقاتها بأطراف دولية وفقًا لما بدر منها إبان تلك النازلة المستجدة.
وفي ظل أزمة كورونا الحالية فإن أواصر الصداقة بين دولتي الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا قد تجدد التاكيد عليها نظرًا لروح التضامن بين الدولتين، فقد قدمت "أبوظبي" العون والمساندة للحكومة البريطانية في إجلاء العشرات من رعاياها إلى بلدهم الأم
للمزيد «وطن الإنسانية».. مبادرة إماراتية لمساعدة الدول في مكافحة «كورونا»
وأعلنت سفارة بريطانيا في "أبوظبي" أن العشرات من مواطنيها غادروا أرض الإمارات يوم السبت في رحلة جوية نظمتها شركة "فلاي باي".
وعلق مطار دبي ومطار أبوظبي جميع رحلات الركاب الخميس الماضي ولمدة أسبوعين كاملين، كجزء من إجراءات لمنع انتشار الفيروسات التاجية.
وأعلمت السفارة رعاياها في الامارات بأنه تم إغلاق المطارات، ولكن تم السماح لبعض شركات الطيران بالمغادرة، وأن الحكومة البريطانية تعمل مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لإعطاء المواطنين البريطانيين كل الخيارات للعودة إلى بلدهم، ووفقًا لما نشره الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية فإن السلطات الإماراتية ظلت على تواصل دائم مع السفارة البريطانية.
وقد أعلنت أبوظبي السبت 28 مارس 2020 أن أربعة أشخاص من بريطانيا، يقيمون بالأراضي الإماراتية تم ثبوت إصابتهم بالوباء القادم من الصين، وتكفلت "أبوظبي" بعلاجهم.
جدير بالذكر أن حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة تخطت عتبة الألف يوم السبت بعد تسجيل 260 وفاة جديدة في يوم واحد، وهي حصيلة مرعبة وتنذر بعواقب وخيمة على البلاد، كما أصاب الفيروس المستجد "كوفيد 19"،عددًا من الشخصيات المهمة في بريطانيا على رأسها الأمير تشارلز فيليب، ولي عهد المملكة المتحدة، ورئيس الوزراء، بوريس جونسون، وأعلن الاثنان أنهما شعرا بأعراض خفيفة ولا يزالان بصحة جيدة وأن حالتيهما لا تحتاج إلى الذهاب للمستشفى، ويواصل جونسون قيادة الحكومة عبر دائرة تلفزيونية ويتابع خطة مكافحة هذا الفيروس، كما أصيب وزير الصحة البريطاني أيضًا بالفيروس.
وقد أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، عبر حسابه بموقع تويتر عن تمنياته بالشفاء للأمير تشارلز فيليب قائلا:" نتمنى للأمير تشارلز فيليب ولي عهد المملكة المتحدة ..الصحة والشفاء العاجل ونتطلع لعودته في ممارسة حياته الطبيعية..قلوبنا معه ومع جميع المصابين في مقاومتهم فيروس "كورونا المستجد" ..الإمارات تقف متضامنة إلى جانب المملكة المتحدة في هذه الأوقات الصعبة".
وأعلن أيضًا تضامنه مع رئيس الوزراء البريطاني قائلاً: "تمنياتنا الشفاء العاجل للصديق بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا.. آملين له وللشعب البريطاني الصحة والسلامة .. تحدي " فيروس كورونا المستجد " سنواجهه بإذن الله بالإرادة والعزيمة والتضامن بين البشرية جمعاء".
وعلى إثر ذلك قدم الفريق سير جون لوريمر، كبير مستشارى وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شكره إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على مشاعره وتضامنه مع دولته في مُصابها وقال : "كل الشكر لصديقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لكلماته الطيبة وصلواته. نحن أيضًا في بريطانيا قلوبنا مع جميع المصابين بفيروس (كوفيد-19) في الإمارات وفي المنطقة".





