«فك الارتباط» بين الإصلاح اليمني والإخوان.. حقيقة أم مراوغة؟
وتعود بداية جماعة الإخوان نظاميًّا في اليمن إلى خمسينيات القرن الميلادي الماضي، وذلك من خلال سفر «الفضيل الورتلاني» (أحد أنصار الجماعة)، إلى اليمن؛ بغرض إقامة شركة تجارية، وإلى جانب مهمته التجارية، حث «الورتلاني» الإمام يحيى (حاكم اليمن حينذاك) للقيام بإصلاحات عاجلة في الجوانب السياسية والإدارة والاقتصادية تخدم الوجود الإخواني في اليمن، وقدم للإمام تقارير مكتوبة عن ما يلزم القيام به([1])؛ وذلك بسبب العلاقات الجيدة ما بين الوفود اليمنية في مصر وحسن البنّا.
ثم تبلورت الجماعة بصورة أكبر داخل اليمن من خلال التنسيق الفعلي المباشر بين قيادة حركة الإخوان في مصر وبعض الطلبة اليمنيين الدارسين هناك، وبالتحديد في عام 1963([2]).
ورغم ذلك لم يحظَ الوجود الإخواني في اليمن بشرعية قانونية ودستورية؛ فقد نص الدستور الدائم للجمهورية اليمنية والصادر عام 1970، والحاكم للبلاد آنذاك، على تجريم ظهور الأحزاب والتجمعات السياسية للعلن، وقد أضفى هذا عامل السرية على عمل جماعة الإخوان والمنتسبين إليها داخل اليمن.
إلا أن هذا الوضع قد تغير مع إعلان الوحدة اليمنية في مايو من عام 1990؛ حيث استطاع فرع جماعة الإخوان في اليمن أن يُعلن عن نفسه تحت مُسمى «التجمع اليمني للإصلاح» في سبتمبر من العام نفسه.
وقد استفادت الجماعة من صدور الدستور اليمني الجديد، آنذاك، في عام 1990، والذي نص في المادة 58 على أن «للمواطنين في عموم الجمهورية –بما لا يتعارض مع نصوص الدستور- الحق في تنظيم أنفسهم سياسيًّا ومهنيًّا ونقابيًّا، والحق في تكوين المنظمات العلمية والثقافية والاجتماعية والاتحادات الوطنية بما يخدم أهداف الدستور»، وهي مادة فضفاضة لا تحظر قيام أحزاب ذات مرجعية دينية في اليمن، وللمزيد من التضليل القانوني والدستوري أطلق على فرع الإخوان في اليمن اسم «تجمع» بما يوحي بأن هناك أحزابًا عدة كونته وليس حزبًا قائمًا بذاته([3]).
النشأة الائتلافية للتجمع اليمني للإصلاح لم تستطع إخفاء التوجه الإخواني له؛ حيث يوجد العديد من أوجه التشابه بين جماعة الإخوان في مصر والتجمع في اليمن، بما يوحي بأن الأخير هو الفرع اليمني للجماعة، وهو ما يتضح في النقاط التالية:
آليات التشابه
هناك آليات وعوامل تجمع ما بين جماعة الإخوان في مصر (الجماعة الأم)، وما بين فرعها في اليمن المُمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح لاحقًا، وأول تلك العوامل أن الحزب في بذرته الأولى قبل 1990 قد نشأ بواسطة مبعوثي الجماعة في اليمن مثل عبدالمجيد الزنداني وعبدالله الأحمر وغيرهما[4].
كما أن الطلاب اليمنيين بالقاهرة، قد تواصلوا مع جماعة الإخوان، خلال دراستهم في مصر، واستطاع أفراد الجماعة التأثير عليهم وضمهم إلى التنظيم، وعندما عاد هؤلاء إلى اليمن عملوا على نشر فكر الجماعة داخل دولتهم، وعلى رأسهم عبدالمجيد الزنداني، وعبده محمد المخلافي[5].
كما أن هناك عاملًا آخرَ للتشابه، يكمن في أدبيات حزب الإصلاح منذ نشأته، «فقد نص الحزب في برنامجه السياسي منذ نشأته على الديمقراطية الشوروية»([6])، وهي الفكرة نفسها التي عبّر عنها حسن البنّا في مقاله «الدستور والقرآن»([7])؛ حيث قال: «نحن لا نعترض على الحكم الشوري النيابي من حيث هو، فإن الإسلام قد وضع الأساس للشورى وللتناصح، ولحرية الرأي ولسلطة الأمة ولتبعة الحكام، وهي أركان الدساتير العصرية».
محاولات فك الارتباط
وعلى الرغم من الارتباط التاريخي والثقافي والفكري والسياسي الواضح ما بين حزب التجمع اليمني للإصلاح وجماعة الإخوان في مصر، فإن هذا لم يمنع الحزب من الإعلان في أكثر من مناسبة عن فك الارتباط ما بينه وبين الجماعة الأم.
ومن ضمنها مناسبات عدة حديثة، خاصة تزامنًا مع الأحداث المهمة التي تشهدها المنطقة عمومًا، واليمن خصوصًا، وقد لعب الحزب عبر بيانات وتصريحات فك الارتباط على أساليب لُغَوية وسياسية متنوعة بما يخدم مصالحه وأهدافه.
وهنا تظهر على السطح تساؤلات عدة حول مدى جدية تلك الخطوة؟ وهل يمكن التعامل معها على أنها حقيقة دامغة تظهر التوجه الفعلي للحزب؟ أو أنها مجرد مراوغة ومناورة سياسية من الحزب؛ للحصول على مكاسب وقتية؟ ومن أبرز تلك المحاولات:
حملات «صالح» على التجمع
اتهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في أكتوبر من عام 2013، في كلمة تلفزيونية له، حزب التجمع اليمني للإصلاح، بأنه على علاقة بجرائم استهداف ضباط الأمن والجيش اليمني مستخدمًا تنظيم القاعدة في ذلك، معتبرًا الحزب بـ«أنه ليس سوى جناح للإخوان»[8].
وقد جاء رد حزب الإصلاح سريعًا، في بيان رسمي، قال فيه: «إن الحزب يؤكد احترامه لتجربة الإخوان التاريخية العريقة والناضجة المنطلقة من الوسطية كمنهاج دعوة وحياة»، وأضاف الحزب ردًّا على اتهامه بالتبعية لجماعة الإخوان، أن «التجمع اليمني للإصلاح هو حزب سياسي يمني رسمي، ولا تعنينا أي تسميات أخرى يطلقها علينا الغير مادحًا كان أو قادح»[9].
ويمكن تفسير هذا الموقف وفقًا للتوقيت الزمني له؛ حيث نشبت تلك الأزمة بعد شهور قليلة من ثورة الـ30 من يونيو في مصر، حين حاول علي عبدالله صالح، الرئيس اليمني السابق، أن يضع الحزب في موقف محرج من خلال ربطه بجماعة الإخوان الأم في مصر؛ مما يجعله في مرمى نيران الدولة المصرية وحلفائها في الخليج، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
وقد فطن الحزب لهذه الخطوة،؛ لذا أعلن فك ارتباطه بجماعة الإخوان في مصر بصورة غير واضحة؛ حيث تلاعب الحزب لغويًّا في بيانه حتى يخرج من هذا المأزق، فمن جهة أثنى على الجماعة بوصفها «تجربة تاريخية عريقة وناضجة»، ومن جهة أخرى حاول تبرئة ساحته من خلال وصف نفسه بـ«حزب سياسي يمني»، في إشارة إلى عدم تبعيته إلى جماعة الإخوان المصرية.
بيان الذكرى الـ26 لتأسيس الحزب
وفي واقعة أخرى تعود إلى شهر سبتمبر من عام 2016، أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح في بيان رسمي؛ بمناسبة الذكرى الـ26 لتأسيسه، عن عدم وجود ارتباط رسمي يجمعه بالإخوان في مصر، وقد كرس الحزب بيانه في هذه المناسبة، بصورة شبه كاملة؛ لتوضيح تلك النقطة.
حيث عبر حزب الإصلاح عن هذه الفكرة بصراحة فيما يلي، «ويؤكد التجمع اليمني للإصلاح.. بمنتهى الوضوح والشفافية وقطعًا لأي تأويلات أو إشاعات؛ عدم وجود أي علاقات تنظيمية أو سياسية تربطه بالتنظيم الدولي للإخوان»، وأكد الحزب أيضًا على أصوله اليمنية، «التجمع اليمني للإصلاح حزب يمني المنبت والجذور، وهو امتداد لحركة الإصلاح اليمنية التاريخية فكرًا وسلوكًا في جميع ربوع اليمن».
وقد أصدر «الإصلاح» هذا البيان بعد هجوم خليجي شبه رسمي ضدهم؛ حيث هاجم العديد من الصحف الخليجية والشخصيات العامة والسياسية حزب التجمع اليمني للإصلاح؛ بسبب تخاذله في الحرب ضد الحوثيين والتناقض ما بين مواقفه السياسية المُعلنة وتحركاته الفعلية على أرض الواقع.
إضافة إلى علاقته الممتدة والمستمرة بجماعة الإخوان في مصر، وقد تم تصنيفها بالجماعة الإرهابية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات في عام 2014.
فمثلًا صحيفة الاتحاد الإماراتية، في 28 من مايو من عام 201، وصفت حزب الإصلاح اليمني بـ«الإخوان» و«المتخاذل» و«القوى المقنعة»، كما وصفت مواقف الحزب بأنها «حلقة من مسلسل انتهازية الحزب، وأساليبه الابتزازية التي اعتمد عليها لتسجيل حضور سياسي أو شركة في السلطة أو تحقيق مصالح لقيادات حزبه».
كما شنَّ الكاتب السعودي علي سعد الموسى، في مقاله المنشور بصحيفة الوطن السعودية بتاريخ 27 من أغسطس 2016، هجومًا لاذعًا ضد الشيخ عبدالمجيد الزنداني، زعيم حزب التجمع اليمني للإصلاح وأبرز القيادات الإخوانية في اليمن؛ حيث وصفه بـ«الغائب الوحيد» عن الأزمة اليمنية.
كما هاجم «الموسى»، الحزب نفسه ضمن هجومه على الزنداني، قائلًا: «لأنكم زعيم حزب وقائد جماعة يعرف جيدًا بواطن الشأن اليمني، وسياسي بارع في المناورة، وفي القفز الآمن من شجرة إلى أخرى»، في إشارة منه إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح، وجماعة الإخوان.
وبالنظر إلى البيان السابق وما سبقه من أحداث، نجد أن حزب التجمع اليمني للإصلاح قد كرر الموقف السابق نفسه، من خلال اللعب بالكلمات والصياغة اللغوية داخل البيان، فعلى الرغم من تبرأ الحزب من علاقته وارتباطه بجماعة الإخوان في مصر، والحوثيين في اليمن؛ فإنه ذكر وفي فقرة أخرى داخل البيان السابق، بأنه «حزب سياسي منفتح على الأفكار والمكونات، وفي الوقت نفسه لا يسمح لأي أطراف سياسية غير يمنية بالتدخل في شأنه اليمني أو في رؤاه كحزب سياسي، والتي تربطه بالكثير منها علاقات صداقة واحترام»، في إشارة إلى جماعة الإخوان.
لذا يمكن استنتاج أن حزب التجمع اليمني للإصلاح أراد أن ينهي حالة الهجوم الخليجي عليه، مع الحفاظ على ارتباطه بجماعة الإخوان في مصر ومصالحه مع ميليشيا الحوثي في اليمن، حتى وإن كان ذلك غير معلن بصورة كاملة؛ حيث أعلن أنه لا ينتمي إلى الجماعة، ولكنه وصف علاقته بأطراف سياسية خارجية، لم يذكرها، بـ«علاقات صداقة واحترام».
2017 عام فك الارتباط
وأعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح عن فك ارتباطه بجماعة الإخوان في أكثر من مناسبة خلال عام 2017، وقد خرجت قيادات الحزب لإيضاح وشرح ذلك للجمهور العربي عمومًا واليمني خصوصًا.
حيث أعلن عبده سالم، نائب رئيس الدائرة السياسية في حزب التجمع اليمني للإصلاح، في مقال نشره في 12 من يوليو من عام 2017، على موقع «الإصلاح نت»، الموقع الرسمي للحزب، أن «الحزب لم يكن في أي فترة من الفترات امتدادًا تنظيميًّا أو منهجيًّا لهذه الجماعة»، في إشارة إلى جماعة الإخوان.
وأضاف «سالم» في مقاله، «صحيح أن الحزب تأثر ثقافيًّا بحركة الإخوان.. إلا أن هذا التأثر كان في مجمله تأثرًا بالدور المصري عمومًا، بحكم تأثير مصر على مجمل الثورات اليمنية، التي قامت في اليمن ابتداءً من ثورة 1948 وحتى ثورة 1962، والتي كانت حركة الإخوان المسلمين حاضرة فيها».
كما صرح عدنان العديني، نائب رئيس دائرة الإعلام والثقافة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، خلال لقائه مع قناة اليمن الفضائية الرسمية، في أغسطس من عام 2017، بأنه «لا يوجد في اليمن إخوان، ونحن في الإصلاح لا نرتبط معهم سياسيًّا ولا إداريًّا»، إلا أنه استكمل حديثه السابق قائلًا: «قد يحصل تقارب فكري مثل كل المدارس العربية التي نشأت».
مكاسب سياسية مهمة
وعلى الرغم من استمرار حزب التجمع اليمني للإصلاح في آلية النفي نفسها، فإنه استطاع الحصول على مكسب سياسي مهم جراء إعلانه فك الارتباط بالجماعة في تلك الفترة.
وذلك حين أعلن أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، في سبتمبر من عام 2017، بأن «حزب الإصلاح اليمني أعلن أخيرًا فك ارتباطه بتنظيم الإخوان، وأمامنا فرصة لاختبار النوايا وتغليب مصلحة اليمن ومحيطه العربي».
كما حصل حزب الإصلاح على فرصة مهمة أخرى ومكسب سياسي عظيم، وذلك في ديسمبر من عام 2017، عندما التقى محمد بن عبدالله اليدومي، رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المسلحة، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد في المملكة العربية السعودية.
وأكد الحزب مرة أخرى عدم وجود علاقة تربطه بجماعة الإخوان في مصر في خضم تعقيبه على هذا اللقاء، وذلك عبر حديث عبدالوهاب الأنسي، الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح، مع صحيفة اليوم السعودية، في 28 من ديسمبر من عام 2017؛ حيث نفى وجود علاقة سياسية أو تنظيمية تربط الحزب بجماعة الإخوان، واصفًا الأمر بـ«ثمة لبس أو نقص في المعلومات حول الإصلاح».
واعتبر هذا اللقاء، آنذاك، فرصة مهمة ونادرة لحزب التجمع اليمني للإصلاح؛ من أجل الخروج من عباءة تنظيم الإخوان، والانخراط في محيطه الخليجي خاصة والعربي عمومًا، والعمل في الشأن السياسي اليمني وفقًا لمقتضيات المصلحة الوطنية فقط لا غير، دون النظر إلى اعتبارات حزبية أو طائفية.
إلا أن الحزب، ونظرًا لضيق أفقه وعدم صدق مواقفه، قد فقد هذه الفرصة المهمة؛ بسبب خيانته المتكررة للتحالف على أرض الواقع في الأراضي اليمنية التي يجرى بها المواجهات مع الحوثيين، إضافة إلى علاقته المستمرة مع الميليشيا المدعومة من إيران، وجماعة الإخوان في مصر.
فك الارتباط حقيقة أم مراوغة؟
بالنظر إلى الآليات التي يتبعها حزب التجمع اليمني للإصلاح عند تعامله مع الأزمات الخاصة بعلاقته بجماعة الإخوان في مصر، نجد أن الحزب يتبع سياسة واحدة واضحة، يتم التعبير عنها، سواء من خلال البيانات الرسمية، أو من خلال التصريحات الصادرة عن المسؤولين داخل الحزب بمختلف درجاتهم ووظائفهم.
حيث ينفي الحزب، في جميع تصريحاته، وجود علاقة إدارية أو تنظيمية ما بينه وبين جماعة الإخوان في مصر، ويؤكد دائمًا على استقلالية رؤاه السياسية والحزبية، وعدم تأثره بأي من الأحزاب والجماعات الخارجية، مع التأكيد على «يمنية الحزب».
وعلى الرغم من ذلك، وفي جميع تصريحاته أيضًا، لا ينفي المسؤولون في حزب التجمع اليمني للإصلاح وجودَ علاقة تأثير ثقافي وفكري من قبل جماعة الإخوان في مصر على الحزب وأفراده، منذ التأسيس.
وهذا اعتراف ضمني بتبعية الحزب للجماعة؛ وذلك لأن التأثير الثقافي والفكري في العقول، أكثر رسوخًا وقدرة على تحريك الأفراد من التبعية الإدارية والتنظيمية؛ لأن الأفكار تظلّ قائمة مهما طال الزمن وتغير الأفراد، بينما يمكن تفكيك الأوضاع الإدارية بصورة أسهل وأبسط من مواجهة الفكر.
كما أن الحزب يراوغ الأطراف السياسية المحلية والإقليمية من خلال إعلانه فك الارتباط ما بينه وبين جماعة الإخوان في تنظيمها الأم، تارة يعلن فك ارتباطه مع الجماعة لكسب ود الدولة والمصرية وحلفائها، كما في بيانهم بعد ثورة الـ30 من يونيو، إلا أنه يظلّ رغم ذلك، في بيانات لاحقة يؤكد على تأثره بالجماعة فكريًّا.
وتارة أخرى يعلن فك ارتباطه بالجماعة لكسب ود محيطه الخليجي، ولكنه يعمل على الأرض لصالح طهران ويتحالف مع ميليشيا الحوثي، أعداء التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، المدعوم من الدول الخليجية، ويستمر في تحالفه مع الجماعة، المصنفة كجماعة إرهابية من قِبَل العديد من الدول في الخليج العربي.
لذا يمكن القول بأن الحزب يلجأ للمراوغة من خلال إعلانه فك الارتباط؛ بهدف كسب مزيد من الوقت، والحفاظ على بعض المكاسب السياسية والفعلية على أرض الواقع داخل المدن اليمنية.
ويرجع لجوء الحزب اليمني إلى هذا الأسلوب إلى عاملين، العامل الأول هو تأثر الحزب بجماعة الإخوان، المعروف عنها انتهازية مواقفها السياسية، ولعبها على وتر المصالح الذاتية دون النظر للمصلحة الوطنية.
والعامل الثاني هو ما يتعرض له الإخوان؛ حيث تعرضت الجماعة الأم في مصر إلى هزة قوية مع ثورة الـ30 من يونيو، دفعت أذرعها في الدول المختلفة إلى التبرأ منها ولو بصورة ظاهرة، خاصة الأذرع الموجودة في دول تسمح لها بالعمل السياسي العلني، مثل اليمن والأردن والكويت، وذلك تجنبًا لوقوع تلك الأحزاب في أزمات سياسية على النطاق المحلي أو الإقليمي وربما الدولي.
[1] - ناصر محمد علي، الحركة الإسلامية والنظام السياسي في اليمن: من التحالف إلى التنافس، مكتبة خالد بن الوليد للطباعة والنشر، دار الكتب اليمنية، 2009، ص225.
[2] - عبدالقوي حسان، الحركة الإسلامية في اليمن (دراسة في الفكر والممارسة): التجمع اليمني للإصلاح نموذجًا، مركز دراسات الوحدة العربية، 2014.
[3] - عبدالحميد محمد، اليمن بين الحوثيين والإصلاحيين: إلى أين؟، مجلة السودان، مركز السودان للبحوث والدراسات الاستراتيجية، ع5، 2015.
[4] - عبدالله علي صبري، التجمع اليمني للإصلاح وقضايا الديمقراطية في الجمهورية اليمنية 1990-2007 – ملخص رسالة الماجستير، شؤون العصر، مج 18 ع50، 2013
[5] - المرجع السابق
[6] - المرجع السابق
[7] - حسن البنا، الدستور والقرآن، مجلة النذير، السنة الأولى، العدد 31، 1939.
[8] . التجمع اليمني للاصلاح يتبرأ من صلته بـ «الاخوان» ويرد على المخلوع صالح، يمن برس، 31/10/2013، متاح على الرابط التالي:
https://yemen-press.com/news23703.html
[9] . المرجع السابق





