«وطن الإنسانية».. مبادرة إماراتية لمساعدة الدول في مكافحة «كورونا»

لم تبخل دولة الإمارات العربية في رفع المعاناة عن المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" سواء داخليا أو خارجيا، ومساعدة العديد من الدول للخروج من الجائحة خصوصا الصين التي تعتبر نقطة انتشار الوباء.

وأشادت الصحف المحلية والدولية بدور الإمارات في معاونة الدول لمكافحة الفيروس، ما جعلها توصف مدينة أبوظبي بـ"المدينة الإنسانية" بسبب استقبالها لوافدين من الصين وتقديم الرعاية الصحية لهم للتأكد من سلبية نتائج تحاليلهم، والعودة بسلام إلى وطنهم الأم دون نشر العدوى.
وترك لهم ولي عهد أبو ظبي "محمد بن زايد آل نهيان" رسالة للرفع من روحهم المعنوية والتقليل من حدة خوفهم من التجربة الصعبة التي يمرون بها قائلا: ندرك صعوبة مغادرة مكاناً كان لك داراً آمنة، خاصة وأنك تغادره بسبب أزمة غير متوقعة إلى أرض جديدة قد لا تعرف فيها أحداً ولهذا أحببنا أن نرحب بك شخصياً في الإمارات.

"صندوق الإمارات" هي مبادرة جديدة أطلقتها الحكومة لمكافحة وباء كورونا في الدول، وأعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر ومنظمات المجتمع المدني بالإمارات، تلك المبادرة لتوحيد الجهود الوطنية لمكافحة الوباء، والحد من تداعيات جائحة الفيروس الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
كما يفتح الصندوق باب المساهمات والتبرعات من الأفراد والمؤسسات سواء كانت مادية أو عينية كالمباني والمرافق والسيارات والأجهزة الطبية والدعم اللوجيستي لتصبح المبادرة مثالاً للتعاون وإعلاء قيم الإنسانية فوق كل شيء.
بدأت المبادرة في منتصف مارس 2020 بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد، لإجلاء 215 من مواطني الدول بناء على طلبهم من منطقة ووهان الصينية المتفشي بها وباء كورونا، ونقلهم إلى دبي عبر طائرة خاصة ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة 14 يوماً ثم عودتهم إلى بلادهم.
كما أجرت الإمارات 860 تحليلا لفيروس كورونا لمجمل الوافدين من المقاطعة الصينية من الدول العربية والأجنبية الذين استقبلتهم الإمارات على أربع مراحل وكانت نتائجهم جميعهم سلبية، بجانب إجراء تحاليل للكادر الطبي وفريق المتطوعين ليصل إجمالي الاختبارات لهم ألف و13 تحليلا.
فضلا عن تقديم الرعاية الطبية لهم وتخصيص ملف طبي لكل منهم لأن البعض منهم يعاني من أمراض مزمنة، والاهتمام بالسيدات الحوامل، وتوفير كافة الأدوية اللازمة لهم بعيدًا عن الإصابة بالفيروس، كما أن الاستضافة توفر للأطفال أشكال الترفيهة كافة وتوفير ملاهي صغيرة لهم في حديقة المبانى التي استقبلتهم، وقد جهزت الإمارات كل هذه الاحتياجات قبل مجئ الوافدين من الصين في 48 ساعة فقط تحت مسمى "المدينة الإنسانية"، معلنين عن استعداد الصندوق لمساعدة رعايا المزيد من الدول الذين يواجهون الخطر في دول تفشي الوباء.