«حسين عيسى».. دليل تغلغل السلفية في صفوف «الإخوان»
الإثنين 04/يونيو/2018 - 10:19 ص
محمد حسين عيسى
حور سامح
تشير الجذور التاريخية لتأسيس حسن البنّا لجماعة الإخوان، إلى وجود التيار السلفي بين عناصر الجماعة، على يد محمد رشيد رضا، خاصة أن كل المراجع تؤكد تأثر «البنّا» بفكر رشيد رضا، فضلًا عن وجود عدد كبير من المنتمين إلى الإخوان في الخليج، -الذي حمل جزءًا كبيرًا منه السلفية الوهابية- ما أدى لتسلف الجماعة، ويؤكد وجود التيار السلفي بقوة فيها.
ووجود شخصية مثل محمد حسين عيسى في الإخوان، وكونه عضوًا بمجلس شورى الجماعة، يؤكد أن الإخوان كان التنظيم الذي تتحرك من خلاله الأطياف السلفية بمختلف توجهاتها لتمارس السياسة فى إطار مقنن وبمرجعية إسلامية، فكانت جماعة الإخوان وسيلة التيارات كي تجد كِيانًا تتحرك من خلاله؛ لذلك تجد السيطرة والسيادة في بعض فروع الإخوان بالمحافظات للتيار السلفي، خاصةً في الإسكندرية، وهي المنطقة التي يسيطر فيها التيار السلفي، والذي ينحدر منها محمد حسين عيسى.
ولد «حسين عيسى» عام 1937، وانضم إلى الإخوان في سن صغيرة، وتدرج في المواقع التنظيمية حتى أصبح عضوًا بالمكتب الإداري لمحافظة الإسكندرية، ثم عضوًا بمجلس شورى الجماعة، ورئيسًا للمكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية، خلفًا لمحمود شكري.
وحصل «عيسى» على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، وبعدها حصل على دبلوم شريعة من معهد الدراسات الإسلامية، وفور حصوله على إجازة في الفقه، شرع في العمل الدعوي.
ورغم وجود «عيسى» بين أعضاء مجلس شورى الجماعة، فإنه كان قليل الظهور الإعلامي، وكذلك قليل الحديث في السياسة، وتعرض للسجن 3 مرات؛ حيث اعتقل عام 1981 لمدة عام، وتلاها محاكمة عسكرية عام 1995 حُبس بمقتضاها لمدة 3 سنوات، ثم اعتقل لمدة 3 شهور عام 2000، ولم تذكر المصادر التاريخية الأسباب وراء سجن عيسى.
وبجانب تركيز عضو مجلس شورى الجماعة في الجانب الدعوي، استطاع أن ينتج 50 مؤلفًا في الفقه والاجتماعيات والتربية والأسرة والدعوة، لكن الكتب التي تحتل ركنًا مهمًّا في مكتبته تتحدث عن المكون التربوي داخل الإخوان، خاصة من هم حديثي العهد بالجماعة كنوع من أنواع الاستقطاب الديني، قبل التغلغل بالتنظيم، كما أنه كان مصدر الاتصال بين التنظيم الدولي وقيادات الجماعة في الداخل والخارج.
وعقب ثورة «يناير» قال «عيسى»: إن «الإخوان حملوا الثورة على أكتافهم، وهي حصالة 80 عامًا من نضال الإخوان في الشارع»، نافيًا بتلك التصريحات دور الشباب في الثورة، وكأن الذي قام بالثورة هم الإخوان وحدهم.
وكذلك عند معارضة شباب الإخوان بعض أمور الجماعة، قال: «إن هؤلاء الشباب لم يفهموا دعوة الإخوان، ودعوة الإخوان لها أساليب خاصة، ومَن هو مِن الإخوان يتصرف ويسلك سلوك الإخوان؛ لأن الإخوان تربوا على السمع والطاعة».
وكان آخر تصريحاته بخصوص المنشقين عن الجماعة؛ حيث أكد أن الإخوان ليس داخلهم انشقاقات، مضيفًا: «العيلة الكبيرة حينما يخرج منها فرد أو فردان فهذا لا يعيب الأسرة، والإخوان بمئات الآلاف، وحين يكون فيهم أفراد لهم اتجاه خاص هذا لا يعيب الإخوان، ولا يعني أن بداخلهم انشقاقات».
وقل ظهور «حسين عيسى» واقتصر ظهوره على عدد من مقاطع الفيديو التي يستعرض فيها آراء فقهية ودينية، حتى تأييده لموقف الإخوان غير واضح منذ وجود الإخوان بالحكم وتراجع التيار السلفي عن المشهد.
ويحرص «عيسى» الذي لايزال منتميًا إلى الجماعة، على عدم الحديث في السياسة، حتى إذا ظهر في أي لقاءات مع القنوات الإخوانية.





