في ظل انشغال العالم بكورونا .. طهران تكثف حشودها العسكرية في سوريا
الأحد 29/مارس/2020 - 12:08 م
إسلام محمد
في ظل انشغال العالم بانتشار فيروس كورونا، لا يتوقف عملاء طهران من تعزيز وضعهم العسكري في الشرق والجنوب السوري بشكل كبير، عبر تجنيد أهالي تلك المناطق، وضمهم إلى ميليشياتها المقاتلة هناك.
للمزيد التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا.. الأدوات والتداعيات
وقد شهدت الآونة الأخيرة، ضغوطًا كبيرةً ضد الوجود الإيراني في سوريا من أطراف دولية وإقليمية، اجتمعت كلها على ضرورة إخراج تلك القوات من الساحة تمامًا، ولكلٍ غرضه، فتركيا لها أهداف تتعارض مع طهران هناك، لاسيما في مناطق الشمال، وإسرائيل تعارض الوجود الإيراني في الجنوب، وبالفعل استجاب الإيرانيون لتل أبيب، وسحبوا أعدادًا كبيرةً من قواتهم في الجنوب، وكذلك الولايات المتحدة تعارض الوجود الإيراني في كامل سوريا، ويشاركها الروس تلك الرغبة، ولكن ليس رغبة في محاصرة النفوذ الإيراني بالمنطقة كما تريد واشنطن، بل تريد موسكو الانفراد بالكعكة السورية بعد القضاء على نفوذ الفصائل التي كانت تقاتل ضد الحكومة في معظم المحافظات.
وعلى إثر تلك الضغوط من الأعداء والحلفاء معًا، تكثف طهران وجودها في المنطقة الواقعة من الميادين حتى البوكمال بدير الزور، وقرب درعا في الجنوب، ولكن بطريقة مختلفة، فبعدما سحبت إيران عسكرييها من هاتين المنطقتين، لجأت إلى عدة تكتيكات، أبرزها، تجنيد الشباب من السكان المحليين وتسليحهم؛ كي تكون صاحبة السطوة في تلك المناطق دون منازع، ولا تستطيع أي جهة أن تقتلع نفوذها؛ لأنه صار مرتبطًا بالسكان، وبالتالي، يحظى بظهير شعبي ونفوذ يتسم بالديمومة والاستمرار.
وترجع أهمية منطقة الجنوب؛ لكونها قريبة من الجولان المحتل، فبالتالي، تستطيع طهران، أن تنشئ قوة على غرار حزب الله، تتاجر بالمقاومة والممانعة، وتمنح إيران شرعية بين الجماهير في العالمين «العربي والإسلامي»، كما تستطيع امتلاك أوراق ضغط على إسرائيل والغرب، من خلال وجود تلك القوة المسلحة قريبًا من الحدود.
وتأتي أهمية الشرق السوري، من كونه يقع في منتصف محور طهران بيروت البري، وهو مشروع إيراني، هدفه وصل إيران والعراق وسوريا ولبنان بطريق بري، يبدأ من العاصمة الإيرانية ويصل إلى سواحل البحر المتوسط، ويكون بمثابة أيقونة الإمبراطورية الفارسية في المنطقة.
ويتولى وكلاء تابعون لإيران، مهمة تجنيد السكان، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن سرايا العرين التابعة للواء 313، ومراكز تجنيد في صيدا وداعل وأزرع تتولى تلك المهمة، عبر استقبال الشباب الذي تم جمعه لتأهيله للمهمة الجديدة؛ إذ يتم إرسالهم للتدريب في منطقة اللجاة شرق درعا.
من جانبه، اعتبر الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، محمد عبادي، أن طهران تكثف حشودها العسكرية في سوريا، وتزيد من عمليات تجنيد الشباب السوري، حتى بلغت أعدادهم الآلاف، في ظل انشغال القوى الأخرى بالمعارك في شمال غربي البلاد.
وأضاف في تصريحات لـ«المرجع»، أن إيران جندت هؤلاء الشباب بعد إعفائهم من الخدمة العسكرية، ولذلك يركز عملاء إيران على استقطاب الهاربين من التجنيد، والذين يتعرضون للملاحقة الأمنية، من جراء ذلك، فيتم تمنيتهم بالإعفاء من العقوبات التي تنتظرهم، حال ظفرت بهم الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة.
وتابع الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن مدينة البعث وخان أرنبة والقنيطرة، تشهد في الجنوب السوري نشاطًا محمومًا، في تجنيد الأهالي، وتدفع الميليشيات الإيرانية للشاب الواحد نحو ثلاثمائة دولار أمريكي كراتب شهري، وهو مبلغ كبير بالنظر إلى حالة الفقر المدقع والبطالة المتفشية هناك.





