ad a b
ad ad ad

لعبة جديدة.. تركيا تجهز «بلحاج» لقيادة «الخلافة العثمانية» المزعومة في ليبيا

الثلاثاء 31/مارس/2020 - 02:46 م
المرجع
معاذ محمد
طباعة

رغم اتفاق جميع الأطراف المشاركين في مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية، يناير 2020، على عدم التدخل في شؤون طرابلس، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يصر على العبث داخل الدولة عبر الأبواب الخلفية.


 اللواء أحمد المسماري
اللواء أحمد المسماري
مشروع خلافة

دائمًا ما يعلن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، خرق ميليشيات السراج، المدعومة من «أردوغان» لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تدمير مركبات بها مرتزقة تابعين لأنقرة، إلا أن هذه المرة هناك لعبة أكبر من ذلك تديرها تركيا.

من جهته، حذر مركز «جلوبال ووتش أناليز» الفرنسي للدراسات الجيوسياسية، من أن حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، تعمل حاليًا على مساعدة عبدالحكيم بلحاج، الإرهابي الليبي المعروف في العودة إلى بلاده، ليكون قائدًا لها في المستقبل، باعتباره الشخصية الأكثر تفضيلًا لدى «أردوغان» ليكون ممثلًا له في طرابلس.

ويعتبر «بالحاج» المتهم الأول بالتوسط لنقل عناصر إرهابية من محافظة إدلب السورية إلى غرب ليبيا، للمشاركة في مواجهة عملية «طوفان الكرامة»، التي أطلقها الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر لتحرير طرابلس والمنطقة الغربية، عام 2019.

كما أشارت مجلة «شاشة الرصد- سكرين ووتش» التحليلية المُختصّة الصادرة عن مركز «جلوبال ووتش أناليز» إلى الدور الذي لعبه «بلحاج» في تنفيذ قرار «أردوغان» بالتدخل العسكري في طرابلس، عبر وضعه أربع طائرات تملكها شركته للطيران الجوي «الأجنحة» تحت تصرف الحكومة التركية، وهو الأمر الذي أكده اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، في تصريحات تليفزيونية، 12 مارس 2020.


عبدالحكيم بلحاج
عبدالحكيم بلحاج
ويتهم عبدالحكيم بلحاج في نقل ما يزيد على 6000 إرهابي ومرتزق من سوريا إلى طرابلس، عبر جسر جوي مباشر بين إسطنبول ومطار معيتيقة الذي ظلّ تحت السيطرة المباشرة لرجاله.

ويرى محللون أن «بلحاج» لم ينقل مُرتزقة أردوغان من سوريا إلى ليبيا لتحقيق خططه في إحياء الجهادية من جديد، بل يرغب أيضًا في أن يكون صمامًا في مشروع «أردوغان» الكبير الرامي لإحياء الخلافة العثمانية.



من عبدالحكيم بلحاج؟

ولد عام 1966 في طرابلس، وحصل على المؤهل العالي في الهندسة المدنية من جامعتها، وقضى فترة كبيرة من حياته في أفغانستان، وأسس جماعة المقاتلين الإسلاميين الليبيين، لكن بعد محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس السابق معمر القذافي عام 1994، تمكن «بلحاج» من الفرار إلى السودان، واجتمع مع أسامة بن لادن، وتحالف مع تنظيم القاعدة.

اختفى «بلحاج» عقب هجمات 11 سبتمبر عام 2001، إلا أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تمكنت من اعتقاله في ماليزيا عام 2004، وسلمته سرًا إلى نظام القذافي، الذي احتجزه في سجن «أبوسليم».

وبحسب مجلة «شاشة الرصد- سكرين ووتش»، توسطت جماعة الإخوان له عام 2009، بمساعدة من قطر والشيخ يوسف القرضاوي الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والزعيم الروحي للجماعة، للإفراج عنه، وهو ما حدث بالفعل في مارس 2010.

لم يتخل «بلحاج» بعد خروجه عن فكره، وإنما حمل السلاح وانضم إلى التمرد المناهض للقذافي على رأس «لواء شهداء 17 فبراير»، واستولي على العاصمة الليبية طرابلس، وأعلن نفسه قائدًا لـ«مجلس طرابلس العسكري»، كما اتخذ من مطار معيتيقة العسكري مقرًا له.

وظهر اسم عبدالحكيم بلحاج عام 2012 على قائمة أغنى الليبيين، وقدرت ثروته بأكثر من 2 مليار دولار، وأسس شركة طيرانه «الأجنحة»، والتي احتكرت الرحلات الجوية في طرابلس.

أصدر النظام القضائي الليبي مذكرة ضد «بلحاج» بتهمة «ارتكاب جرائم حرب والهجوم على مُنشآت ليبية»، ما جعله يهرب إلى إسطنبول ليحظى بدعم وحماية الرئيس التركي، ويدير من هناك شبكة ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق.

"