قطعة الصلصال.. ألمانيا تدخل على خط إنقاذ أطفال اللاجئين من الجوع والأمراض
الخميس 19/مارس/2020 - 02:25 م
آية عز
أظهرت صور ومقاطع مصورة نشرتها وكالات أنباء عالمية، تعرض عدد كبير من أطفال
اللاجئين السوريين على الحدود «التركية ـــ اليونانية»، لمأساة إنسانية كبرى، بسبب الاشتباكات بين قوات الأمن اليونانية وهؤلاء، إضافة إلى تعرضهم للبرد القارس
والجوع وتفشي الأمراض والتي تبرز التخوفات حاليًا من أخطارها وهو فيروس كورونا المستجد.
نتيجة لذلك قررت بعض الدول الأوروبية احتضان جزء من هؤلاء الأطفال لحمايتهم، وكان على رأس تلك الدول ألمانيا، التي أعلنت الإثنين 9 مارس 2020، أنها تعتزم استضافة 1500 طفل سوري.
في إحصائية نشرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن عدد الأطفال السوريين اللاجئين في أكثر من بلد، قدرت أعدادهم بما يربو على المليون، وبلغ عدد الأطفال الموجودين مع ذويهم في الحدود «التركية ــ اليونانية» 19 ألف طفل، بحسب إحصائية المفوضية.
لماذا ألمانيا؟
وفقًا لدراسة أعدتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، بعنوان «اللاجئون السوريون»، تعتبر ألمانيا هي البلد الأكثر استقبالًا للاجئين السوريين القادمين من تركيا خلال العامين (2018-2019).
وتقول الدراسة إن الدول الأوروبية استقبلت ما يقرب من 18 ألف و94 لاجئ من تركيا بحلول ديسمبر 2018، بينما في نفس الفترة استقبلت ألمانيا 6 آلاف و614 لاجئ سوري.
وتعطي ألمانيا مبالغ مالية للأطفال السوريين تقرب من 270 يورو شهريا، للأطفال تحت عمر 6 سنوات و296 يورو للأطفال من عمر 7 سنواتوحتى 14 سنة، وللأطفال تحت 18 عام 316 يورو، بحسب الدراسة.
مختار الغباشي
قطعة صلصال سهلة التشكيل
يقول مختار الغباشي، المحلل السياسي المصري، إن ما تفعله ألمانيا مع اللاجئين السوريين لا يوجد له أى دافع سوى "الإنساني"، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تتبنى هذا وتفرض على الحكومة قرارها باستقطاب اللاجئين، على الرغم من أن أحزاب اليمين تضغط عليها بشتى الطرق، إلا أنها لم تمنع ولكن فرضت بعض القيود.
وأكد غباشي لـ«المرجع»، أن ألمانيا تواجه مشاكل عديدة مع اللاجئين من حيث التعامل، خاصة مع الذين ينخرطون في مجالات العمل مع الألمان، بسبب اختلاف الديانة والأفكار والعادات، وشكا عدد كبير من المواطنين من هذا الأمر، خاصة أن عددًا كبيرًا من السوريين لا يريدون الانخراط في المجتمع الألماني، ولهذا السبب اختارت الأطفال، فهم بالنسبة لها "قطعة صلصال سهلة التشكيل".
ورقة ضغط ضد أوروبا
من جانبه قال عبدالخبير عطا الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط المصرية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يعنيه الأطفال السوريين، مؤكدًا لـ«المرجع»، أنه يستخدم الأطفال كورقة ضغط ضد أوروبا، وصمت منظمات العالم الإنسانية على أفعال الرئيس التركي تجعل تفاقم أزمة الأطفال اللاجئين يومًا تلو الآخر.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن ما قام به الإتحاد الاوروبي وألمانيا بالتحديد فيما يخص هؤلاء الأطفال، سيحث الدول الأوروبية الأخرى على اتخاذ موقف ضد ممارسات «أردوغان» ضد هؤلاء الأطفال ووقف تلك المهزلة الإنسانية.





