ad a b
ad ad ad

«البوكمال».. ذريعة نظام الملالي لاحتلال الشرق السوري

الإثنين 09/مارس/2020 - 11:04 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

في أواخر عام 2017 سيطرت قوات الجيش العربي السوري، بمعاونة من القوات الإيرانية على مدينة البوكمال وريفها في محافظة دير الزور السورية، عقب القضاء على وجود تنظيم «داعش» الذي كان مسيطرًا عليها منذ عام 2014.

«البوكمال».. ذريعة

وبدأ التعاون بين النظامين الإيراني والسوري في مارس 2011 عندما اندلعت الحرب السورية، إذ تدخلت إيران لدعم النظام السوري، وقدمت الدعم السياسي والعسكري والدبلوماسي والمالي أيضًا لسوريا.


وكان الدافع الإيراني في مساندة الدولة السورية، إبقاء عناصره المسلحة في المدن السورية لتوطيد نفوذ الملالي، ولكى تصبح سوريا البوابة الشيعية لإيران.


ولذلك أرسلت طهران قوات من الحرس الثوري، ومقاتلين من الميليشيات الإيرانية في العراق ولبنان، للقتال بجانب قوات النظام السوري، وتزايد ذلك الدعم عام 2014 لمحاربة تنظيم «داعش»، وبعد أن تم تحرير منطقة البوكمال تحديدًا من التنظيم الإرهابي، وإيران توطد عناصرها داخل هذه المنطقة الحدودية.


وتكمن أهمية تلك المنطقة ومعبرها الحدودي الواقع بين مدينة البوكمال السورية في محافظة دير الزور، ومدينة القائم في محافظة الأنبار العراقية، كونها بوابة عسكرية أكثر من كونها مجرد معبر تجاري، تُمكن طهران من التحرك بحرية داخل تلك المنطقة والسيطرة عليها.


للمزيد.. الفرار من إيران.. احذروا خسارة رأس المال بالاستثمار في مستنقع الملالي


ومؤخرًا استولت عناصر من الحرس الثوري على ثلاث نقاط تابعة للجيش العربي السوري على ضفاف نهر الفرات في ريف البوكمال، وذلك على خلفية رفض ضباط الحرس الجمهوري السوري إخلاء تلك النقاط وتسليمها إليهم.


ويرغب النظام الإيراني منذ سنوات في تدشين ممر بري طويل، يبدأ من إيران، مرورًا بالعراق وسوريا، وينتهي بلبنان، كما سعى لفرض سيطرته الكاملة على البوكمال؛ فقام في 20 يناير الماضي بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في ريفها، واستقدم إليها 120 عنصرًا عسكريًّا من عناصر ذراعه العسكرية «الحرس الثوري» من العراق.


وبحسب «وكالة ستيب نيوز» في تقرير لها في 4 مارس 2020، فإن الموقع الذي اختاره الحرس الثوري كي يكون مقرًا للقاعدة الجديدة؛ يعد موقعًا استراتيجيًّا مهمًّا؛ حيث يشرف على جميع قرى البوكمال الخاضعة لسيطرة النظام السوري، إضافة إلى أن الموقع يسمح لعناصر الحرس برصد جميع التحركات في محيطها.

«البوكمال».. ذريعة

أهميتها الاستراتيجية

في يوليو 2019، زار «قاسم سليماني» قائد «فيلق القدس التابع للحرس الثوري» (قتل في استهداف أمريكي مطلع 2020) بزيارة مدينة البوكمال، والتقى قادة الميليشيات الإيرانية هناك؛ واتفق معهم على إنشاء وحدة جديدة تحت اسم «لواء حراس المقامات»، مهمتها الأساسية بناء مقامات شيعية جديدة في البوكمال، والدفاع عن المقامات الشيعية التي بنيت مؤخرًا في مدينة «دير الزور» في الشرق السوري.


كما يمكن معبر البوكمال الحرس الثوري الإيراني من استقدام مقاتلين من العراق، وبالفعل في 4 مارس 2020، استقدم دفعات جديدة من مقاتلي الميليشيات التابعة له؛ لتعزيز قواته المشاركة في معارك إدلب وحلب.


ودخلت العناصر من العراق إلى سوريا عبر معبر البوكمال، ثم استقلوا سيارات مدنية وشاحنات تجنبًا لتعرضهم لأي استهداف جوي، وفقًا لموقع «جرف نيوز» الإخباري السوري.

«البوكمال».. ذريعة

دلالات وتداعيات

يوضح أسامة الهتيمي، الكاتب المختص في الشأن الإيراني، أن ما قام به الحرس الثوري الإيراني مؤخرًا من سيطرة على بعض النقاط العسكرية، وانتزاعها من القوات التابعة للنظام السوري بالقرب من مدينة البوكمال، لا تعد الحادثة الأولى التي تؤكد وقوع اشتباكات بين الطرفين، فقد حدث ذلك سابقًا مرارًا وتكرارًا، ومنها مثلا ما حدث في منتصف عام 2019، عندما حاولت قوات نظامية السيطرة على واحدة من مناطق مدينة الميادين لكنها فشلت في ذلك، إذ نجحت ميليشيا «لواء الفاطميين» الشيعية من فرض سيطرتها، والتصدي لعناصر النظام، بعدما استعانت بقوات الحرس الثوري أيضًا.


ولفت «الهتيمي» في تصريح لــ«المرجع»؛ أن الاشتباكات بين الطرفين تأتي في سياق حرص كل طرف على مد نفوذه إلى أكبر مساحة ممكنة، خاصة أن القوات السورية النظامية استشعرت طيلة السنوات الماضية أنها وعلى الرغم من مشاركتها في القتال وتكبدها لخسائر فادحة فإن السيطرة والنفوذ تبقيان للقوات الإيرانية أو الروسية، وهو ما يترك غصة في حلق القوات النظامية.


وأضاف أن الصراع بين الطرفين الإيراني والسوري يحتدم في مناطق بعينها تتركز في منطقة الحدود الشرقية في سوريا، والتي تنظر إليها إيران وميليشياتها باعتبارها مناطق استراتيجية مهمة، يجب أن تفرض العناصر الإيرانية سيطرتها عليها لتأمين التواصل المستمر بين الجماعات الشيعية في سوريا والعراق.


وأكد الكاتب المختص في الشأن الإيراني أن ما سبق لا يعني على الإطلاق احتمالية اتساع الصراع بين الطرفين، إذ إن كل ما وقع حتى اللحظة هو في الحدود الآمنة والمقبولة، كونه من الطبيعي وجود هذا التنافس، ولا يتجاوز العلاقات الوطيدة بين النظام السوري وإيران وميليشياتها التي كانت أحد العوامل الرئيسية في بقاء النظام في سدة الحكم، الأمر الذي لا يمكن أن يتجاهله النظام السوري، ولو في الوقت الحالي؛ حيث لم يستعد هيمنته بالكامل على الوضع، فيما تبقى منطقة الشمال السوري على صفيح ساخن.


للمزيد .. «بدع الملالي».. إيران تحارب «كورونا» على طريقة حملات شلل الأطفال

الكلمات المفتاحية

"