«فيس بوك» يغلق أبوابه فى وجه حسابات «الملالي» الإرهابية
«الإنترنت هي خير مثال يوضح كيف يمكن للإرهابيين أن يمارسوا نشاطهم على نحو عابر للحدود حقًا، وتصديًا لذلك ينبغي للدول أن تفكر وتعمل على نحو عابر للحدود أيضًا»، هكذا عبر بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، عن خطورة شبكة الإنترنت واستخدامها من قبل الإرهابيين والدول التي تدعمهم.
ووفقًا لدراسة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة "UNODC "، بالتعاون مع
فرقة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بتنفيذ تدابير مكافحة الإرهاب، والمعنونة
باسم «استخدام الإنترنت في أغراض إرهابية»، والصادر في عام 2013، فإن التكنولوجيا
هي أحد العوامل الاستراتيجية التي تمكن التنظيمات الإرهابية وأنصارها من استخدام
الإنترنت في مجموعة متنوعة من الأغراض كالدعاية والتحريض على ارتكاب أعمال
إرهابية.
واعتمد نظام الملالي في إيران على تلك الأدوات التكنولوجية بصورة واضحة، إذ أعلن موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» الثلاثاء 26 مارس قيامه بحذف ما يزيد على 2600 صفحة وحساب في موقعين من المواقع التابعة له، وهما «فيس بوك» و«إنستجرام».
وأشارت ادارة الموقع إلى أن هذه الحسابات الوهمية تعمل على خداع الجمهور، ووفقًا لموقع «سبوتنيك» الروسي، فإن 313 حسابًا من تلك الحسابات على صلة مباشرة بنظام الملالي.
فيما أشارت قناة "ABC NEWS" " إلى أن «فيس بوك» كان قد أزال 783 حسابًا مزيفًا، يتم بثه من العاصمة الإيرانية طهران، بسبب ما اعتبره اتباعًا لسلوك غير قويم وأصيل، وهو ما يشير إلى أنه حساب مزيف يتم استخدامه لترويج معلومات مغلوطة عن أحداث بعينها.
ويقول محللون أن تلك الحسابات المزيفة عادة ما تتبع جهات رسمية بنظام الملالي، ويتم استخدامها في خلق الشائعات، ونشر الأكاذيب، ضمن ما يعرف بنظام اللجان الإلكترونية، وتهدف في المقام الأول إلى تزييف وعي الجمهور حول مختلف الأحداث، نظرًا لاعتماد الشباب خصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر أساسية للمعلومات.
ووفقًا لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، فقد اتخذ نظام الملالي من العقوبات الأمريكية الأخيرة ذريعة له للتمهيد لإطلاق شبكة انترنت داخلية، مقدمًا أعذاره إلى المواطنين بأن الشبكة الدولية قد يتم منعها من قبل النظام الأمريكي، واعتبرت إيران أن شبكتها الداخلية للإنترنت سوف تحافظ على الاستخدامات الضرورية داخل البلاد.
وتشير التجارب الدولية إلى أن اتجاه الدول إلى إطلاق شبكة انترنت داخلية يهدف في المقام الأول إلى التجسس على المواطنين، ومعرفة طبيعة تحركاتهم ومحادثاتهم بصورة مطلقة وهو ما لا يمكن تحقيقه في الشبكة الدولية، بالإضافة إلى التضييق على الجماعات التي تعارض نظام الملالي.
ويتناقض التوجه الإيراني الأخير مع وعود الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال حملته الانتخابية للوصول إلى سدة الحكم بالبلاد في عام 2013، وأعادها مرة أخرى في عام 2017، إذ أكد إطلاق حرية استخدام الشبكة المعلوماتية، وحرية الوصول إلى المعلومات، وتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.





