لابتزاز أوروبا.. «أردوغان» يدس الإخوان الهاربين ضمن موجة اللاجئين
حالة من الترقب يعيش فيها شباب جماعة الإخوان الهاربون إلى تركيا من مصر، خاصة بعد تردي أوضاعهم بتخلي قيادات الجماعة عنهم، فباتوا عبئًا على كاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وظهرت العديد من المؤشرات التي تؤكد أن «أردوغان» سيتخلى عن شباب الجماعة في أقرب فرصة
له، ومع فتح أنقرة حدودها أمام تدفق المهاجرين إلى اليونان ودول الاتحاد الأوروبي،
يُطرح التساؤل هل سيدفع أردوغان بالإخوان الهاربين إلى الحدود اليونانية؟
على مدار
عدة أشهر ماضية، فضح عدد من شباب الإخوان الهاربين إلى تركيا، تردي أوضاعهم المعيشية،
بسبب تخلى قيادات
الجماعة عنهم، ما دعا هؤلاء الشباب إلى الاتجاه للعمل في مقاهي ومطاعم ومحلات ملابس
والبيع على الأرصفة وغيرها.
وكشف تقرير
نشرته وحدة الرصد والمتابعة بدار الإفتاء المصرية، في 27 أكتوبر 2019، إقدام عدد
كبير من شباب الإخوان الهاربين في تركيا على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة
التي يعيشونها؛ نتيجة عدم وجود موارد مالية وعدت قيادات الإخوان، بتوفيرها لهم من خلال صناديق الدعم التي تقوم قيادات الجماعة بتوفيرها
من التبرعات، مشيرة إلى أن هذه التبرعات تجمعها من المراكز والجمعيات الخيرية التابعة
لها في دول مختلفة تحت أسماء وهمية.
اعتقال شباب المعارضين
لم يقتصر الحال المتردي لشباب الجماعة الهاربين إلى تركيا عن تخلى القيادات عنهم، فبدأ نظام «أردوغان» فى اعتقال عدد منهم، وظهر ذلك جليًا في 18 مارس 2019، حينما بث أحد شباب الإخوان الهاربين مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ذكر فيه «أن الرئيس التركي، يقدم شباب الإخوان ككبش فداء لحساب مصالحه الخاصة، وسط تقاعس وتخاذل قيادات الجماعة»، مضيفًا أن السلطات التركية احتجزت 12 من زملائه ولا يعلم أحد حتى الآن مصيرهم، أو في أي سجن يقبعون، ولا تفاصيل التحقيقات التي تجري معه.
وأضاف الهارب الإخواني، إن قيادات الإخوان والسلطات التركية تخلتا عنهم، رغم علمهم بأن السجن أو الإعدام ينتظرهم في مصر، متابعًا بنبرة تحدٍ للرئيس التركي وتنظيم الإخوان: «لن نسمح لكم أن تضعوا الأغلال في أيدينا وأن ترحلونا لمصر، لنواجه الإعدام، وإذا كنتم مصرين على ترحيلنا فلن نرحل إلا كجثث».
الترحيل المحتمل
في مقال للمحلل السياسي التركي، رئيس تحرير جريدة "الزمان" التركية، توروجوت أوغلو، في إبريل 2019، أكد أن التغييرات الداخلية فى البلاد، بفوز المعارضة مع تردي الأوضاع الاقتصادية لتركيا، تشير إلى أن «أردوغان» سيتخلى عن جماعات الإخوان التي تعتبر ذراعه اليمنى داخل الدول العربية.
وأكد أن تركيا ستنتفض خلال عامين ضد الإخوان الهاربين إلى أراضيها، عقب تخلي أردوغان عنهم وبقائهم دون سند، أو بفرارهم لبلاد أخرى، وبحلول عام 2021 لن تتمكن تركيا من دعم الجماعة بفعل الضربات القاصمة الموجعة لعملة البلاد الليرة.
وتطالب أصوات المعارضة، «أردوغان» بالتخلص من شباب جماعة الإخوان، وظهر ذلك في يوليو 2019، عندما دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي «كمال كيليتشدار أوغلو»، أكثر من مرة إلى طرد الإخوان من الأراضى التركية.
ويقول الكاتب الصحفي التركي، جواد جوك، في تصريح لـ«المرجع» إن ما يدور حاليًا، هو أن حكومة أردوغان تسعى حاليًا للتخلص من شباب الجماعة الهاربين، خاصة بعد وفاة «محمد مرسي»، مضيفًا أن احتمالية دفعهم مع موجة ترحيل المهاجرين إلى اليونان واردة جدًا، خاصة مع تصاعد الأصوات المعارضة .
الأمر ذاته، أكد عليه الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريح لـ«المرجع» موضحًا أن هناك شخصيات في حزب التنمية والعدالة الحاكم تطالب «أردوغان» بمراجعة موقفه من دعم شباب الإخوان، وليس من المستبعد دفعهم إلى اليونان مع موجة المهاجرين، خاصة أنهم متخوفون حاليًا مما يحدث في تركيا.
للمزيد .. «مؤتمر ميونيخ للأمن».. توقعات الصراعات الدولية في «2020»





