القصف التركي يتجدد على شمال العراق.. ومطالب بوقف المجازر وانتهاك السيادة
تواصل القوات التركية انتهاكاتها في شمال العراق، وذلك بعدما شنت القوات الجوية عمليات قصف على منطقتي سنجار، وجبل «قره جاق»، شمالي العراق، أمس الخميس؛ ما أسفر عن مقتل 4 عناصر كردية؛ الأمر الذي أثار موجة غضب في دوائر عراقية عدّة، معتبرين أن مثل هذه الضربات تمثل اعتداء على السيادة العراقية.
وتأتي العمليات التي نفذتها القوات التركية، أمس، في ظل تزايد وتيرة التدخل
التركي في الأراضي العراقية خلال الآونة الأخيرة، خاصة في ظل تمادي أنقرة في تصريحاتها بأحقيتها التدخل العسكري في بلاد الرافدين؛ لملاحقة عناصر الـ«PKK»، كما أن
القصف الأخير جاء بعد شهر واحد من قصف طائرات تركية لقرية «أردنا» في قضاء العمادية
بمحافظة دهوك؛ ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص ضمن قوات البيشمركة.
للمزيد:. القصف التركي لكردستان.. مخطط أردوغان لنقل معركة الأكراد إلى العراق
مناشدات بوقف المجازر
وأدى تجدد القصف التركي
إلى موجة غضب في دوائر عراقية عدة، وذلك وسط مناشدات برلمانية للأمم المتحدة بإيقاف
القصف التركي على القرى الكردية في شمال العراق، معتبرين ان ذلك يعد خرقًا للسيادة
العراقية.
وأصدر نائب عراقي بيانًا قال فيه: «إن معلومات
مؤكدة تفيد بأن الطائرات التركية تقوم الآن بقصف مكثف لمخيم (رستم جودي) في قضاء
(مخمور) الذي يسكنه أكثر من 2000 عائلة من اللاجئين الكرد الهاربين من بطش الحكومة
التركية، مبينًا أنه حتى الآن هناك الكثير من الشهداء والجرحى جراء القصف
التركي».
وأضاف البيان أنه إذا
استمر هذا العدوان ضد هؤلاء اللاجئين العزل فبالتأكيد ستحصل مجزرة إنسانية وتتسبب
بوقوع المئات من الضحايا ومنهم النساء والأطفال، مناشدًا رؤساء الجمهورية برهم
صالح والوزراء عادل عبدالمهدي والبرلمان محمد الحلبوسي والأمم المتحدة ومجلس الأمن
الدولي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وجميع هيئات ومنظمات حقوق الإنسان في
العالم بالتدخل السريع، وإيقاف هذه المجزرة البشرية والخرق الفاضح للسيادة
العراقية، لافتًا إلى أننا سنكون بانتظار المواقف الوطنية والإنسانية العاجلة.
للمزيد: سقوط
القناع التركي.. «أردوغان» يهدد باجتياح شرق الفرات إنقاذًا لـ«داعش»
المحلل السياسي العراقي، أنمار الدروبي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إنه في قراءة بسيطة جدًّا للضربة الجوية التركية الأخيرة على مناطق شمال العراق يبدو أن هذه الانتهاكات تدخل ضمن خرق السيادة العراقية، مشيرًا إلى أن أي تدخل عسكري من دولة على دولة أخرى في عالم السياسة والعلاقات الدولية تعتبر عملية عسكرية أيًّا كان حجمها.
وأشار الدروبي إلى أن السلطات التركية تقوم بعمليات عسكرية، سواء كانت برية أو جوية في شمال العراق منذ سنوات سابقة لضرب حزب العمال الكردستاني (BKK)؛ بذريعة أن الأخير تنظيم إرهابي، ويهدد الأراضي التركية، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى فهو يدخل ضمن سياق احتلال تركيا لبعض الأراضي العراقية الحدودية المتاخمة للحدود التركية.
وأضاف المحلل السياسي العراقي، أنه لا يخفى على كل متابع للمشهد السياسي والأمني والعسكري العراقي، بأن حزب العمال الكردستاني لديه حواضن في منطقة شمال العراق، وتحديدًا المناطق التابعة لإقليم كردستان.





