ad a b
ad ad ad

اللاجئون السوريون.. بين التلاعب التركي والرفض الأوروبي

الأربعاء 04/مارس/2020 - 09:04 م
المرجع
ريم عبدالمجيد
طباعة

شهدت جزيرة «ليسبوس» اليونانية، التي لا تبعد كثيرًا عن الساحل التركي و«نقطة ساخنة» للاجئين القادمين من تركيا، توترات وعنفًا غير مسبوقين خلال الأيام القليلة الماضية، عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي أعلن بإرسال آلاف اللاجئين الموجودين فى بلاده إلى اليونان. 


كثيرًا ما يستخدم «أردوغان» ملف اللاجئين كأداة ضغط للحصول على الدعم الأوروبي ماديًّا وعسكريًّا بما يمكنه من تحقيق مخططاته في المنطقة، وحينما تراجع هذا الدعم أعلن يوم 28 فبراير، فتح الحدود مهددًا أوروبا بوصول ملايين المهاجرين إليها مخلًا بالاتفاق الذي أبرمه مع الاتحاد الأوروبي عام 2015. 


وإثر هذا القرار استمر الآلاف من المهاجرين في التدفق إلى الحدود بين تركيا واليونان على أمل العبور، على الرغم من التدابير الحثيثة التي اتخذتها أثينا، وتمكن 1300 طالب لجوء من الوصول إلى جزر بحر إيجة حتى يوم 2 مارس. 


اللاجئون السوريون..
مراكز احتجاز مغلقة 

في 25 فبراير2020؛ أعلنت السلطات اليونانية عزمها إنشاء مراكز احتجاز مغلقة للاجئين الموجودين على أراضيها بحلول يوليو من نفس العام، لغرض سهولة مراقبة حركة اللاجئين والمهاجرين ومنعهم من التسلل دون رقابة إلى البر اليوناني.

وأعلن «الكيفياديس ستيفانيس» نائب وزير الدفاع، أن السلطات تريد نقل نحو 20 ألفًا إلى البر الرئيسي بحلول نهاية 2020 وإقامة هيئة واحدة تتولى مهمة حماية الحدود.

ولمعرفة المهمة التي ستقوم بها المراكز الجديدة؛ أعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية «ستيليو بيتاساس» عبر تصريح لوسائل إعلام يونانية نقلتها وكالة «رويترز»؛ أن هذه المراكز ستحد من تحركات طالبي اللجوء في البلاد دون قيود، كما تعد رسالة واضحة لمن يخططون أو يفكرون في الحضور إلى البلاد بشكل غير شرعي إذا لم يكونوا مؤهلين للجوء.

اللاجئون السوريون..

ردود الفعل الأوروبية


أصبح استغلال المهاجرين مكونًا أساسيًّا وأداة في يد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لجني المكاسب، وحول «أردوغان» المهاجرين إلى أسلحة موجهة إلى الاتحاد الأوروبي.

وتوضح ردود الأفعال الأوروبية أن محاولة الضغط التركي لم تنجح في تحقيق الأهداف المتوقعة. فخلال اجتماعهم بناءً على طلب تركيا يوم 28 فبراير، لم يقدم أعضاء الناتو أي وعد ملموس حقيقي بمساعدة تركيا في سوريا


وشجبت دول الاتحاد الأوروبي «الابتزاز غير المقبول» من جانب تركيا لها للحصول على الدعم في العدوان على سوريا مستغلة القلق الأوروبي من حدوث أزمة هجرة مماثلة لأزمة عام 2015. 


ونظرًا لأن الاتحاد الأوروبي أظهر من خلال سياساته مع تركيا فيما يتعلق بقضية الهجرة أن هذه القضية هي نقطة ضعفه، وتأكد ذلك بتوقيع اتفاقية الهجرة بين الطرفين في 2016، استغلت أنقرة اللاجئين كسلاح لابتزاز دول أوروبا إلى حد تنفيذ تهديداتها بفتح الحدود والسماح للاجئين بالعبور إلى أوروبا، ولوقف هذا يجب على الاتحاد الأوروبي اتباع سياسات مغايرة مع تركيا والمساهمة في إعادة الاستقرار في سوريا كحل جذري لأزمة اللاجئين.

الكلمات المفتاحية

"