ad a b
ad ad ad

بروابط بديلة على جوجل.. التكنولوجيا تعيد توجيه مسار المتطرفين (1- 2)

الأحد 08/مارس/2020 - 10:31 ص
المرجع
منة عبد الرازق
طباعة

اتجاه حديث نبع من تطور استخدام الإرهابيين للإنترنت، تبنته مشاريع مكافحة الإرهاب، خلال منهجية «إعادة التوجيه» المعتمدة على الوصول للأشخاص المحتملين للميل إلى التطرف، من خلال كلمات البحث الخاصة بهم على جوجل، في 2019 حللت مؤسسة «مونشوت لمكافحة التطرف العنيف» بلندن، المحتوى الذي يبحث عنه الأمريكيون؛ ليكتشفوا تصدر المحتوى عن اليمين المتطرف وسيادة البيض أكثر من البحث عن التطرف ذي النزعة الإسلامية على جوجل.

 

بروابط بديلة على

إعادة التوجيه


يعتمد منهج «إعادة التوجيه» على الوصول للأشخاص المعرضين لخطر التطرف العنيف وتقديم طريق بديل لهم، تحت شعار استخدام التكنولوجيا لتعطيل التطرف، والذي تبنته مؤسسة «مونشوت» أيضًا بالشراكة مع شركة «جيجسو» التابعة لجوجل، وبين مايو ونوفمبر 2019، بدأت المؤسسة في استخدام برنامج إعادة التوجيه في 3 آلاف و142 مقاطعة بالولايات المتحدة، باستهداف الأشخاص الذين يبدون اهتمامًا شديدًا ومتكررًا أو رغبةً في الانضمام لإحدى الحركات العنيفة أو ارتكاب عمل متطرف، أو يدعون لارتكاب عمل متطرف، ويبحثون عن كلمات دلالية مبنية على التطرف مثل «كيف تقتل السود؟».


وبدأ نشر إعلانات على «جوجل» مبنية على هذه الكلمات، سواءً عن التطرف المبني على النزعة الإسلامية، والتطرف المبني على سيادة البيض واليمين المتطرف، بشكل يظهرها في مرتبة أعلى من المحتوى الإرهابي الحقيقي، وحين يضغظ المستخدم على هذه الروابط تقوده إلى محتوى يحاول تقويض أو دحض الفكر الإرهابي أو فيديوهات عن أشخاص نادمين على محاولتهم الانضمام لجماعة إرهابية، واستخدم  البرنامج عمليات بحث جوجل؛ للبحث عن 17,134 كلمة رئيسية متعلقة بتفوق البيض و85,327 كلمة مرتبطة بالتطرف المتعلق بالنزعة الإسلامية.


وترى «فيديا رامالينجام» مؤسسة «مونشوت» التي تستخدم التكنولوجيا لمكافحة التطرف، أن أهمية هذه المنهجية هي الوصول للمتطرفين المستقبليين قبل استدراجهم وتحولهم لإرهابيين، وأنها طريقة فعالة عن مشاريع مكافحة الإرهاب بعد حدوثه،  كما أن عملهم منبثق من الأدلة والأخلاق والمعتقد الأساسي الذي يمكن للناس تغييره، وأنهم يقدمون لهؤلاء الدعم والاستشارات.
بروابط بديلة على

المتطرفون البيض واليمين المتطرف


على عكس المتوقع، كانت نسبة الباحثين عن المحتوى المتطرف لعنصرية البيض أعلى من المعتمد على التطرف الإسلامي؛ إذ أشارت المؤسسة إلى  ظهور المحتوى الخاص بهم إلى نحو 200 ألف مستخدم بالولايات المتحدة، منهم  179,684 عنصريًّا أبيض، مقابل 21,624 متطرفًا يبحث عن الإرهاب المبني على نزعة إسلامية، كما حصلوا على 4 آلاف نقرة عن محتوى «تفوق البيض» مقابل 500 نقرة فقط عن المحتوى المتعلق بالجماعات الإرهابية، مثل «داعش» و«القاعدة» وغيرهما، واستهلك العنصريون البيض 5509 دقائق من فيديوهات المحتوى البديل للبرنامج، مقابل 534 دقيقة عن فيديوهات نزعة التطرف الإسلامي.


كما يشير برنامج مؤسسة «مونشوت»  إلى استخدام الكثير من منفذي الهجمات الإرهابية من العنصريين البيض لوسائل التواصل الاجتماعي، كما أظهرت التحقيقات استخدامهم للبحث على جوجل قبل تنفيذ هجماتهم، مثل منفذ عملية إطلاق النار بمدينة «الباسو» بولاية تكساس، التي أسفرت عن مقتل 20 وإصابة 26 شخصًا، الذي نشر بيانًا على أحد المواقع بأنه تلقى الإلهام من منفذ الهجوم على جامعين بنيوزلاندا، وتبنيه مؤامرة الإبادة الجماعية البيضاء، التي تعتقد أن هناك مؤامرة للقضاء على البيض، من خلال امتزاج الأجناس.


ويشير جورج سليم، نائب رئيس مؤسسة مناهضة التطرف، في شهادته أمام الكونجرس في 2018، أنه يود أن يوضح تأثير زيادة التطرف الأبيض المتزايد على الإنترنت وخطره على الأمن القومي لمجتمعهم، مشيرًا إلى تزايد معدلات الكراهية المعادية للسامية، وتابع، أن بيئة الإنترنت تعمل  على تضخيم أصوات الكراهية في جميع أنحاء العالم وتسهيل التنسيق والتوظيف والدعاية التي تغذي التطرف الذي يروع مجتمعاتنا.


ووفقًا لأبحاث مونشوت، أن خلال العمليات المتطرفة المتعلقة بالعنصريين البيض، مثل حادث الباسو مثلًا، زادات معدل ظهور الإعلانات المتعلقة بالبرنامج  للعنصريين إلى 104%، وزادت نسبة النقرات بنسبة 59%، كما أن المستخدمين المتعرضين لخطر التطرف وبحثوا مثلًا عن محتوى يتضمن «الحرب العرقية»، استهلكوا وقتًا أكبر لمشاهدة المحتوى البديل الخاص بهم بنسبة 224%؛ ما يعني نجاح هذه المنهجية في أوقات الهجمات الكبرى.


كما توضح أبحاث مؤسسة «مكافحة التشهير» بنيويورك، أنه توجد زيادة في عدد قتلى على أيدي المتطرفين المحليين الذي وصل لخمسين قتيلًا في 2018 مقابل 37 قتيلًا عام 2017،  كما أن 98% من عمليات القتل على أيدي متطرفين يمينيين، بينما نفذت 78% على أيدي عنصريين ذوي بشرة بيضاء .


 للمزيد..اليمين المتطرف.. صعود الإرهاب يهدد مستقبل الأحزاب في ألمانيا

 

"