تنفيذًا لرغبات أردوغان.. «الوفاق» تعلن الهروب من مفاوضات جنيف المقبلة
أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، الأربعاء 19 فبراير، تعليق مشاركته في محادثات اللجنة العسكرية «5+5»؛ اعتراضًا على قصف ميناء طرابلس البحري الثلاثاء 18 فبراير 2020، مؤكدًا حقه فيما سماه «الرد الحازم» على القصف.
وفي تقرير صادر عن موقع ميدل إيست آي البريطاني، الأربعاء 19 فبراير، بعنوان «الوصاية التركية على حكومة السراج تعطل مسار جنيف»، أكد أن التهدئة في ليبيا أو التسوية السياسية تعتبر ضربة للمشروع التركي في المنطقة بمحاميله الجيوسياسية والإيديولوجية، ما يفسر دفع الرئيس التركي باستمرار لإبقاء الوضع متوترًا، متسائلًا «هل قرار حكومة الوفاق قرارًا سياديًّا أم إملاءً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي بات يتصرف بمنطق الوصي على الشأن الليبي».
وأشار التقرير إلى أن المجلس الرئاسي الليبي طرح الثلاثاء 18 فبراير 2020، ثلاثة مطالب أرسلها للمبعوث الأممي، غسان سلامة، لإنجاح حوار جنيف في جولته الثانية، ولم تكن ثمة أي مؤشرات على تعليق المشاركة حتى بعد تعرض ميناء طرابلس للقصف وهو المنفذ الحيوي لتدفق السلاح من تركيا، ولكن فجأة انقلبت حكومة الوفاق على هذا الموقف وخرجت من منطق التجاوب الإيجابي إلى منطق التعطيل بذريعة ما تعتبره خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الهش لإرضاء مطامع أردوغان في ليبيا.
وأوضح أن حكومة السراج تبدو وأنها ليست في موقع قوة حتى تفرض شروطًا أو تسارع لتعطيل المسار السياسي وليس من مصلحتها ذلك مع تقدم قوات الجيش الوطني الليبي باتجاه قلب طرابلس، ومع ذلك فإنها قررت تعليق مشاركتها في مفاوضات جنيف؛ مؤكدا أن ذلك يتناقض مع المنطق السياسي والواقع الميداني، ما يفسر في النهاية أن قرارها لم يكن قرارًا سياديًّا بل جاء في سياق الوصاية والإملاءات التركية.
عملية تفكك
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إنه من المبكر أن تعلن حكومة الوفاق انسحابها من المشاركة في مؤتمرات جنيف، ولكن ما حدث اليوم هو عملية تفكك تتبعها الحكومة من أجل فرض شروطها على الطرف الأخر؛ مشيرًا إلى أن تركيا لها دور في قرار الانسحاب.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن السبب المعلن عن الانسحاب هو قصف ميناء طرابلس البحري، ولكن الحقيقة هو محاولة من حكومة الوفاق في أن تثبت مشاركتها وتفرض شروطها على الطرف الآخر؛ مؤكدًا أن من المبكر الحكم على مؤتمرات جنيف بالنجاح أو الفشل فالطريق مازال طويلًا.
وأكد أن مؤتمر برلين هو من رسم شكل وآلية التفاوض، مشيرًا إلى أن أي طرف سيعمل على عرقلة المفاوضات فسيكون هو المسؤول عن ذلك.
وعن تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقصف موقع الجيش الليبي، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن كل هذه التهديدات ما هي إلا «شو إعلامي».
طرابلس بيد أردوغان
ورأى المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، إن مفاوضات اللجنة العسكرية الليبية محكوم عليها بالفشل، نظرا لأن القرار في طرابلس بيد أردوغان الذي يورد مقاتلين لقتال الجيش الوطني وليس بيد رئيس الحكومة فايز السراج.
وأضاف الفيتوري، في مداخلة هاتفية لقناة «الغد»، أن أردوغان صرح علنًا أن مصراتة امتداد لتركيا، لاسيما بعد تحول قاعدة معيتيقة العسكرية إلى قاعدة تركية؛ مشيرًا إلى أن الجيش الوطني الليبي لا يتأخر عن أي مبادرة دولية لإرساء السلام وحظر الأسلحة، ولكن في المقابل انسحبت حكومة الوفاق ورفضت كافة البنود.
وعن تنفيذ آلية المراقبة البحرية، أوضح أنها تلزم الكثير من الإمكانيات، لذلك فإن فرصة نجاحها ضئيلة في ظل الانقسام الأوروبي القائم.
ليبيا خزان للمرتزقة





