ad a b
ad ad ad

سرقة أبحاث الغرب.. وجه الملالي الآخر لقرصنة مواقع الجامعات الأوروبية

الأربعاء 19/فبراير/2020 - 02:18 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

في الوقت الذي يعلن فيه نظام الملالي بقيادة المرشد «خامنئي» رفضه تدريس اللغة الإنجليزية كمادة ثانية في المدارس الحكومية الإيرانية، باعتبار أن ذلك يعد مظهرًا من مظاهر الغزو الثقافي الغربي للمجتمع، وأن هذه اللغة ليست وحدها لغة العلم، نجد قراصنة إيرانيين يسعون لاختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بجامعات أمريكية وأسترالية وأوروبية، وذلك بهدف الوصول إلى نتائج البحوث العلمية في بعض هذه الجامعات، ومحاولة سرقة محتويات الفصول الدراسية ومحتوى كتب المناهج في هذه الجامعات، وفقًا لما جاء في تقرير «مؤسسة البث الهولندية NOS» في 14 فبراير 2020.

سرقة أبحاث الغرب..

قرصنة إيرانية


وبينت المؤسسة الهولندية أن شبكة من قراصنة الإنترنت (الهاكرز) الإيرانيين المدعومين من الحكومة استهدفوا جامعات أمريكية وأسترالية وأوروبية خلال الأشهر الأخيرة، حيث تسللوا إلى أجهزة وشبكات الحواسيب التابعة لها، وفقًا للنتائج التي توصلت لها شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» الاستشارية، كما حاول القراصنة الوصول إلى أنظمة الكمبيوتر في ثلاث جامعات هولندية، والمخترقون كانوا يحاولون سرقة مواد أكاديمية لاستخدامها في مدارس إيرانية، وفقًا لما أعلنه أخصائي الأمن الإلكتروني «جروين نابر».

 

وما كشفت عنه وسائل الإعلام الهولندية، يأتي في الوقت الذي تواجه فيه إيران اتهامات عدة بشأن تزايد معدلات القرصنة التي تنفذها خاصة بعد قتل «قاسم سليماني» قائد فليق القدس الإيراني في استهداف أمريكي لسياراته في بغداد في 3 يناير 2020، إذا أشار باحثو شركة  Cloudflare الأمريكية المتخصصة في أمن الإنترنت في 9 يناير 2020؛ إن محاولات القرصنة العالمية الناشئة في إيران تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا، بعد مقتل «سليماني»، وحققت هذه المحاولات نجاحًا محدودًا، حيث زادات المحاولات التي تتخذ من إيران مقرًا لها لاختراق المواقع الحكومية الأمريكية الفيدرالية والمحلية بنسبة 50% ثم واصلت تسارعها، ولفت «ماثيو برنس» الرئيس التنفيذي للشركة الأمريكية أنه يمكن ربط زيادة محاولات الاختراق بمقتل الجنرال الإيراني.

 

وتمتلك طهران سجلًا حافلًا يكشف العديد من جرائم اختراق مواقع غربية وقرصنتها بهدف الوصول إلى حسابات شخصيات معارضة للنظام الإيراني.

 

ومن الجدير بالذكر، أنه في عامي 2015، 2017؛ كشفت الخارجية الهولندية عن تورط أجهزة الاستخبارات الإيرانية في اغتيال معارضين إيرانيين يحملون جنسيات هولندية ويقيمون في هولندا، وعلى إثر هذه الواقعة طردت هولندا دبلوماسيين إيرانيين، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين في الاستخبارات الإيرانية.

 

 للمزيد: قراصنة طهران.. المخابرات الإيرانية تسيطر على اليمن إلكترونيًّا

سرقة أبحاث الغرب..

وجه الملالي الآخر


وما كشفته المؤسسة الهولندية عن اختراق إيران لجامعات أوروبية بهدف سرقة المواد الأكاديمية التي يدرسونها ليس بجديد عن أعمال نظام الملالي الإرهابية الذي طالما يعلن عداءه للعالم الغربي وفي الوقت نفسه يسعي لتوظيف كل أدواته من أجل معرفة معلومات عن هذه الدول سواء كانت سياسية، اقتصادية، أو حتى تعليمية.

 

ومن علامات الوجه الآخر لنظام الملالي نجد أنه في يناير 2018، أصدرت وزارة التعليم الإيرانية تعليمات بمنع تدريس اللغات الأجنبية في المدارس الابتدائية الحكومية والخاصة، سواء أثناء ساعات الدوام الرسمية أو خارجها، وذلك بهدف تعزيز اللغة الفارسية والثقافة الإيرانية للتلاميذ.

 

وعلى هذا النهج، قدم مجموعة من النواب الإيرانيين في أكتوبر 2019 مشروع قانون لمنع تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في المدارس الحكومية على أن يتم تدريسها فقط في المؤسسات الخاصة تحت إشراف وزارة التعليم، كما ينص المشروع على حظر تعيين معلمي اللغة الإنجليزية من قبل الوزارة، مشيرين إلى تصريحات المرشد الأعلى «علي خامنئي» الذي اعتبرها مظهرًا من مظاهر الغزو الثقافي الغربي.

 

ووجهت انتقادات لـ«خامنئي» حول تعليم اللغة الإنجليزية؛ وأعلنت إيران اعتماد 5 لغات أجنبية جديدة في المناهج التعليمية، وهما الألمانية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والروسية، ضمن المناهج التعليمية في عموم المدارس الإيرانية، وفقًا  لنائب رئيس مجلس التعليم العالي في إيران، «أحمد عابديني».

 

يأتي ذلك في الوقت الذي يرسل فيه العديد من سياسيي النظام الإيراني أبناءهم إلى الخارج للحصول على التعليم العالي مع منح حكومية، ويتم تعليمهم اللغات على نفقة الدولة.

 

ورغم إدعاءات إيران بأنها تدعم العالم الإسلامي والعرب وتدعم القضية الفلسطينية وتسعي لحل الخلافات بينها وبين الدول العربية، فإنها لم تدخل اللغة العربية كلغة يتم تدريسها في المناهج التعليمية الإيرانية، فمن الأولى أن تدخل لغة العالم العربي، إلا أن النزعة القومية لدي إيران تؤكد أنها دولة لا يهمها أي قضية في المنطقة العربية، كما تدعي، ولكن كل ما يهمها تنفيذ مخططها للسيطرة على المنطقة ونشر ميليشياتها في هذه البلدان للسيطرة على مواردهم وسرقة مقدراتهم.

 

للمزيد: بـ«عودة الإنترنت».. «الملالي» يناور لإخماد الثورة الإيرانية

"