اقترب الجيش اليمني من السيطرة على أهم مديرية في محافظة صعدة، وهي مديرية «حيدان»، التي تشكل المركز الروحي لميليشيا
الحوثي ومنبع الفكر الطائفي لها، إذ وصلت وحدات الشرعية إلى مناطق الجارية، وجبل
الصبان، وسوق الخميس، وهو ما يشكل ضربة كبيرة للميليشيا نظرًا للثقل والدور التاريخي لـ«حيدان» لدى الحوثيين.
وتشكل «صعدة» بشكل عام
ومديرية «حيدان» بشكل خاص، أهمية استراتيجية وروحية لزعيم جماعة الحوثي، الذي
يتواجد في صنعاء الآن بعد مقابلته المبعوث الأممي مارتن جريفث، الخميس الماضي، بالنظر
إلى ما تقدمه من إمكانيات استراتيجية وتكتيكية، مكنت جماعته من البقاء
طويلًا في التحكم في نقاط استراتيجية داخل
محافظة صعدة.
للمزيد الطريق إلى «الحوثي».. «المرجع» يرسم خريطة الوصول لمعقل زعيم الميليشيا
تبلغ مساحة «حيدان» نحو 569 كيلو مترًا مربعًا،
وتقع جنوب غرب محافظة صعدة وتتصل من الشمال بمديرية ساقين، ومن الشرق بمديرية سحار، ومن
الغرب بمديرية الظاهر، كما تتصل من الجنوب بمحافظتي حجة وعمران، ويبلغ عدد سكانها
(60.331) نسمة .
ويسعى الجيش اليمني إلى الوصول لمعقل زعيم جماعة الحوثيين في جبال مَرَّان في
صعدة عبر 5 محاور، وهي: «محور علب بمديرية باقم، محور البقع، محور رازح التابعة لمحافظة
صعدة، محور مديرية برط العنان، وجبهة مديريتي الصفراء وحشوة على طريق مركز صعدة المدينة».
ووفقًا لتقارير يمنية، فإن هناك خطة ميدانية لقطع خطوط الإمداد عن ميليشيا الحوثي في صعدة، خاصة من محافظات الجوف وحجة وعمران، كما سيطر الجيش اليمني يإسناد من التحالف، على مواقع في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية، عقب معارك مع مسلحي الحوثي.
قوات اللواء السابع حرس حدود التابع للجيش اليمني بقيادة العميد بشير الشرعبي، حررت قرية «الجامع» والتباب المجاورة لها، و«تبة العمرة» و«رأس الصرو» و«تبة قلة رزق» المطلة على قرية «العريشة» في مديرية «رازح» غرب «صعدة»، كما سيطر أيضًا على «تبة الملاقي» المطلة على قريتي «مسن القد» و«بني معين»، وعدد من التباب.
وأطلق الجيش اليمني في الثاني من نوفمبر الحالي، عملية عسكرية هي الأولى من نوعها في محافظة صعدة منذ بدء الحرب، تنفذها أكثر من عشرة ألوية بقيادة لواء العروبة للسيطرة على خمس مديريات بالمحافظة التي تشكل معقل الحوثي.
فيما وجه قائد اللواء 102 قوات خاصة، العميد ياسر الحارثي، دعوة لأبناء القبائل بمحافظة صعدة والمحافظات المجاورة بعدم الزج بأبنائهم في معارك خاسرة مع ميليشيا الحوثي الانقلابية، مشيدًا بالالتفاف الكبير لأبناء صعدة بمختلف فئاتهم وتكويناتهم حول قوات الشرعية في مختلف الجبهات المحيطة بالمحافظة الذين يسعون لتخليص السكان من ظلم واضطهاد الميليشيات الحوثية.
للمزيد «خميني اليمن».. بين الاختباء في كهوف «صعدة» والهروب إلى إيران
من جانبه اعتبر العقيد بالجيش اليمني، يحيي أبو حاتم، أن الانتصارت الواسعة للجيش اليمني باسناد من التحالف في صعدة، تؤشر على أن مسار العمليات تسير بنجاح وفقًا لما هو مخطط له.
وأضاف أبوحاتم، أن تحرير «حيدان» من قبل الجيش اليمني، يقطع خطوط الإمداد للحوثيين في صعدة، ويصعب عليهم المناورات والتحرك عسكريًّا.
وتابع الخبير العسكري اليمني، أن تحرير «حيدان» يعزل الحوثيين في المديريات الأخري كمديرية «ساقين» من الشمال، ومن الشرق مديرية «سحار» ومن الغرب بمديرية «الظاهر»، كما تتصل من الجنوب بمحافظتي حجة وعمران، وهو ما يعتبر ضربة استراتيجية للحوثيين، حيث تقطع خطوط الإمداد إلى جبهات القتال المتعددة.
وعلى صعيد التاثير المعنوي، أكد «أبو حاتم» أن تحرير حيدان يلقي بتأثير معنوي كبير علي الحوثيين، إذ تشكل لهم ضربة معنوية قاتلة، نظرًا للأهمية الروحية للمديرية.
