ad a b
ad ad ad

«الاستنفار المجهد».. تكتيك «داعش» لاستنزاف أجهزة الأمن في «الكريسماس»

الثلاثاء 24/ديسمبر/2019 - 04:38 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

«احتفالات أعياد الميلاد تحمل معها خطر الإرهاب».. كانت هذه الكلمات جزءً من تقريرأصدرته الخارجية البريطانية في ديسمبر 2019، حول التهديدات الإرهابية المحتملة بمناسبة اقتراب «الكريسماس».

 

استبقت الدول الأوروبية جميعها، أعياد الكريسماس بتشديدات أمنية، رافعةً درجة التأهب؛ تحسبًا لأي عمليات إرهابية، في حين حذر مركز تحليل الإرهاب المشترك ودائرة الأمن البريطاني من أن الدول الأوروبية قد تكون معرضة لموجة جديدة من الإرهاب.

 

اعتمدت وزارة الخارجية البريطانية في تقريرها على تحليل وتقييم التهديدات التي أطلقها تنظيم داعش، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات التابعة له، منذ عدة أسابيع.

 

وبدأ مناصري التنظيم الإرهابي حملة دعائية للتحريض على شن هجمات إرهابية في أعياد الميلاد، داعيين ذئاب التنظيم وأنصاره في أوروبا وأمريكا إلى اغتيال المسؤولين، والقادة العسكريين.

 

ودعا مناصري داعش لتنفيذ هجمات غير نمطية بالمناطيد، إضافةً لاستعمال الشاحنات في عمليات الدهس، وإشعال الحرائق في مناطق الغابات، واستهداف محطات الوقود وإضرام النيران فيها.

 

اقرأ أيضًا: بأيدي خلاياه في القارة العجوز.. داعش يقرع أجراس «الكريسماس» في أوروبا

«الاستنفار المجهد»..

لم تكن الدعوات سوى جزء من خطة «داعش» للحرب الاستنزافية، التي لجأ إليها التنظيم منذ انهيار الخلافة المكانية «سوريا والعراق» في مارس 2019.

 

عقب خسارة التنظيم لآخر معاقل سيطرته في قرية الباغوز فوقاني السورية، أعلن زعيمه السابق، أبوبكر البغدادي، بدء خطة الحرب الاستنزافية «الحرب الطويلة»، داعيًا لاستنزاف مقدرات محاربي التنظيم العسكرية والاقتصادية واللوجستية.

 

بينما شرح أبوالحسن المهاجر المتحدث السابق باسم داعش، مفهوم الحرب الاستنزافية في آخر كلماته الصوتية المعنونة بـ«صدق الله فصدقه»، موضحًا أن قادة التنظيم أرادوا حربًا طويلة مع دول التحالف الدولي المحارب للتنظيم، وأن سرايا داعش تجوب مناطق سوريا والعراق بينما تعمل خلاياه في خارج تلك البلدان على تنفيذ هجمات ضد الدول المحاربة له.

 

الاستنفار المجهد

يعتبر ما يسمى بـ«الاستنفار المجهد» من بين تكتيكات الحرب الاستنزافية التي لجأ إليها داعش خلال الفترة الماضية.

 

ويعتمد التنظيم على التلويح بتنفيذ هجمات إرهابية؛ لاستنفار أجهزة الأمن والجيوش وإجهادها في حين لا يقوم داعش بتنفيذ أي هجمات إرهابية عقب تهديده، بل ينتظر حتى تنتهي حالة الاستنفار الأمني، ومن ثم ينفذ الهجمات.

 

وقدمت صحيفة النبأ الأسبوعية الداعشية، وصفًا كاملًا لتكتيك الاستنزاف المجهد في عددها رقم 213، موضحةً أنها تبقي الأجهزة الأمنية في حالة تأهب دائم، وهو ما يضعف من روحها المعنوية، ويؤدي لإجهادها ومن ثم انهيارها.

 

ولجأ التنظيم لهذا التكتيك لمعرفته بأن أجهزة الأمن لا يمكن أن تبقى في حالة استنفار دائم، وبالتالي فإن التلويح بالهجمات أو تنفيذ أي هجمات ولو كانت صغيرة، يجبر الدول على حشد قواتها وهو ما يكلفها أموالًا طائلة، وبالتالي يؤدي إلى انهيار الميزانيات الخاصة بتلك الدول.

 

وبحسب الصحيفة الداعشية، فإن تكتيك الاستنفار المجهد يعتبر جزءًا من خطة الاستنزاف طويل الأمل، الذي يهدد بانهيار الأجهزة الأمنية والعسكرية بشكل كامل.

 

معهد دراسات الحرب: داعش يستعد لسلسلة هجمات جديدة

من جانبه، اعتبر معهد دراسات الحرب «مركز بحثي أمريكي»، أن تنظيم داعش يستعد للعودة من جديد، عبر سلسلة هجمات إرهابية منسقة.

 

وأكد معهد دراسات الحرب، في تقرير سابق له، أن التنظيم ما زال قادرًا على شن هجمات، وحملات عسكرية منسقة في عدد من البلدان، كما فعل عقب هزيمته في سوريا بإطلاق حملة الحرب الاستنزافية، وهو ما يشكل خطرًا على الأمن الإقليمي والعالمي.

 

بينما حذرت وزارة الخارجية البريطانية من أن داعش قد يطلق هجمات في دول أوربية عدة، موضحةً أن قائمة الدول المهددة تشمل «فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبولندا وسويسرا والسويد وهولندا والنرويج والتشيك والدنمارك وبلجيكا والنمسا»، قد تكون عرضة لنيران الإرهاب في موسم أعياد الميلاد.

 

للمزيد: بهجمات غير نمطية.. «داعش» يهدد بإفساد «الكريسماس الأمريكي» انتقامًا للبغدادي

"