العراق.. إغلاق مؤسسات التيار الصدري.. مناورة أم انسحاب؟
في تطور يعكس الاحتقان في الشارع السياسي العراقي، مع استمرار التظاهرات وتنكيل الميليشيات المقربة من نظام الملالي في إيران بالمتظاهرين، أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إغلاق جميع المؤسسات التابعة للتيار، لمدة عام كامل، باستثناء مؤسسة مرقد «محمد الصدر» ونجليه.
وقال مكتب مقتدى الصدر في بيان له: "حسب توجيهات سماحة القائد السيد مقتدى الصدر غلق جميع المؤسسات التابعة للخط الصدري الشريف كافة، ولمدة سنة، باستثناء مؤسسة مرقد الشهيد السعيد السيد محمد الصدر ونجليه، والمكتب الخاص، وتشكيلات سرايا السلام، ويلحق الإشراف العام لصلاة الجمعة بالمكتب الخاص".
وفي 7 ديسمبر الجاري تعرض منزل "الصدر" في النجف للقصف بقذيفة "هاون" بواسطة طائرة بدون طيار، إذ لا يخفي "الصدر" تأييده للمظاهرات التي تطالب بوقف النفوذ الإيراني في البلاد.
كما أنه من المعروف أن للصدر علاقات معقدة مع طهران، التي انتقدها مرارًا على مدار سنوات ماضية، لكنه لم يقطع علاقته بشكل نهائي مع طهران التي يزورها مرارًا.
وما ساهم في قرار الإغلاق هى عمليات الاغتيالات المجهولة التي تستهدف قيادات التيار الصدرى وليس مقتدى فقط، فقد تعرض نجل جعفر الموسوي المتحدث باسم مقتدى الصدر لمحاولة اغتيال في بغداد الجمعة 13 ديسمبر، أصيب على أثرها بجراح، عقب مهاجمة مسلحين مجهولين سيارته بوابل من الرصاص.
إغلاق التيار الصدري، الذي يمثل شريكًا رئيسيًّا في صناعة المشهد السياسي العراقي، يؤشر على لعبة "الاختفاء والظهور" التي يجيدها مقتدى الصدر مع حالة "مد وجزر" في العلاقات مع إيران.
وفي ظل التغيرات داخل المشهد العراقي تبقى الحقيقة الوحيدة أن التيار الصدري لدي جمهور ثابت ومنظم، وسيحافظ على هذا الجمهور على الرغم من المتغيرات السياسية كافة، التي يشهدها العراق بشكل عام والتيارات الشيعية بشكل خاص.
ووفقًا للكاتب والأكاديمي العراقي، ناجح العبيدي في مقاله المعنون: "مقتدى الصدر.. وإغراءات السلطة الكاريزمية" والمنشور في موقع " ميدل ايست أونلاين في 23 مايو 2018، يقول إن أهم ما يميز التيار الصدري هو أنه حركة كاريزمية بامتياز، أي أن اسمها ومصيرها ونجاحها يرتبط بشكل وثيق بزعيمها ومرشدها الروحي رجل الدين مقتدى الصدر. يعود الفضل في الاهتمام بدور الكاريزما في النظم السياسية إلى رائد علم الاجتماع الألماني ماكس فيبر (1864 – 1920).
وعن مستقبل التيار الصدري، يقول المحلل السياسي العراقي رعد أطياف في مقاله المنشور في موقع "ميدل أيست أونلاين" في 15 مايو 2018: "قولوا عن التيار الصدري ما شئتم، وأطلقوا عنان الخيال لسيناريوهات محتملة، فالذي أعرفه أن الصدريين سيمارسون السلطة بشكلها الأكثر إتقاناً ووضوحًا بواسطة الانتخابات، بعبارة بسيطة: سيتمسكون بالحلول السلمية، وليس كما يتوقعه لهم بعض أخوتنا، ولا أظنهم سيتحولون إلى فرق موت وإعدامات! فلا بأس أن أطلب من أصدقائي أن يرحمونا بنبوءاتهم المخيفة، هذه مبالغات لا صحة لها".





