بسبب الحِجاب.. مسؤولون فرنسيون يهاجمون رئيسة اتحاد طلاب السوربون
الثلاثاء 22/مايو/2018 - 05:05 م
رئيسة الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا
أحمد لملوم
دافعت مريم بوجيتو، رئيسة الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا (اليوناف) بجامعة سوربون عن حجابها خلال حوار صحفي مع موقع «بيزفيد نيوز» الأمريكي، معتبرة أن ما ترتديه هو نابع عن حرية شخصية، ولا يعني شخصًا آخر غيرها.
وكانت مريم قد ظهرت في حوار تلفزيوني، الأسبوع الماضي، للحديث عن بعض التعديلات، التي تريد الحكومة تنفيذها ويعارضها الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا؛ لكن الحجاب الذي كانت ترتديه أثار جدلًا واسعًا، لتتلقى مريم انتقادات بخصوصه من عدة مسؤولين في فرنسا.
وردت الطالبة المسلمة ذات الـ19 عامًا، على انتقادات وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب لها، الذي قال إنه شعر بالصدمة لرؤية مسؤولة عن نقابة طلابية بالحجاب على التلفزيون الفرنسي، قائلة إنه «من المقرف أن يوجه وزير الداخلية خطابًا مماثلًا يتضمن كل هذا القدر من العنف، خاصة أن ارتدائي للحجاب لا يتسم بأي بعد سياسي، فهذا إيماني، أجد نفسي اليوم مضطرة لتبرير اختياري، رغم أنني لست مجبرة على ذلك».
وأضافت مريم: «ارتداء الحجاب كان اختياريًّا وعن قناعة دينيَّة، وفي ظل احترام القانون واحترام الآخرين، وبالتالي فإن الجدل الذي أثاره لم يكن يستوجب النقاش أصلًا».
وكانت الحكومة الفرنسية قد منعت ارتداء الحجاب في المدارس عام 2004، كما تم حظر النقاب في الأماكن العامة عام 2010، بيد أن السلطات الفرنسية تسمح للطالبات ارتداء الحجاب في الجامعات.
وشاركت وزيرة الدولة المكلفة بالمساواة بين الرجال والنساء، مارلين شيابا، في حملة الانتقادات واصفة ظهورها بالحجاب «إسلامًا سياسيًّا»، وعقبت مريم على هذا بقولها «إن الأمر لا يتعلق أبدًا بالإسلام السياسي، إنهم يفسرون الأمور من منظور يختلف حتى عن رؤيتي الخاصة، لابد من توضيح ذلك، فمفهوم الإسلام السياسي قد يتضمن عدة أشياء حتى تلك التي تفتقد للمعنى، ومن المؤسف أن تفسر نواياي بشكل مغاير، لم يكن حجابي أبدًا في خدمة التوظيف السياسي».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أدلى بتصريحات، أبريل الماضي، أعرب فيها عن احترامه للمرأة المحجبة، كما تحدث عن مكانة الإسلام المتزايدة في فرنسا، واعتبر كثيرون تصريحات ماكرون جاءت كمواجهة لظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا.
وانتقدت مريم افتراض عدم التوافق بين ارتداء الحجاب والعلمانية، وقالت: «حين أُدافع عن الطالبات والطلبة لا أتساءل عن لون بشرتهم أو ميولهم الجنسية أو فلسفتهم في الحياة. أدافع عن كل النساء اللواتي يرتدين الحجاب أو لا، المسلمات أو غيرهن».
وتأمل بوجيتو بعد هذا الجدل أن يحدث تغيير في الذهنيات «فيصير الناس أكثر تقبلا بأن تكون هنالك امرأة، مواطنة فرنسية، مسلمة، متحجبة، طالبة، وناشطة في خدمة الآخرين».
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا مسرحًا لهذا الجدل الذي اشتعل مجددًا في الساحة السياسية والإعلامية بشأن العلمانية وإظهار الرموز الدينية في الأماكن العامة في فرنسا، فقد استغل البعض هذا الفضاء لنقد الطالبة وسبها ونشر رقم هاتفها على الإنترنت، فيما أطلق البعض الآخر وسمًا لدعمها #SoutienAMaryam.





