«البيت الحمسي».. كتاب يعترف بفشل «الإخوان» في الدول العربية
الأربعاء 23/مايو/2018 - 11:01 ص
كتاب البيت الحمسي
دعاء إمام
طرح عبدالرزاق مقري، رئيس حزب «حركة مجتمع السلم» المعروفة اختصارًا بـ«حمس»، جزءًا ثانيًا من كتابه «البيت الحمسي»، تحت عنوان عنوان «البيت الحمسي.. ما بعد الحركات الإسلامية»؛ يعرض خلاله أسباب فشل جماعة الإخوان (1928) التي انبثقت عنها «حمس» في كثير من البلدان العربية، وعلى رأسها مصر، عقب ما عرف بثورات الربيع العربي 2011.
يقول «مقري»: «إن الحركات الإسلامية تعيش مرحلة، ربما تكون الأصعب، منذ نشأتها، قبل قرابة قرن من الزمن، إذ فشل الإسلاميون في تخليص بلدانهم من الأنظمة الشمولية الفاسدة، على مدار عقود، مشيرًا إلى أن تلك الحركات، ظلت تراوح مكانها قبل الانتفاضات العربية الأخيرة، فلم تجد مسلكًا لحلِّ المعضلة السياسية في البلاد العربية».
وتابع: «استعملت الحركات الإسلامية في مجملها كل أدوات التغيير التقليدية، ولم تصل إلى إصلاح الأنظمة العربية، بل أصبحت تلك الأنظمة تستمد قدرتها على البقاء من وجود وقوة الحركات الإسلامية، إذ باتت تُخيف بها القوى الخارجية والداخلية التي تعارض الإسلاميين اعتراضًا وجوديًّا».
ولفت في كتابه، إلى أنه بعد عام 2011، وجد الإسلاميون أنفسهم أمام انتخابات حرة أوصلتهم إلى الحكم، وإلى مؤسسات الدولة المختلفة، ضمن ظرف لم يرصدوه، ولم يعدوا أنفسهم له، ولم يكن في حسابهم، وكثير منهم فسر هذا الفتح بأنه منحة من السماء.
وأردف: «هذا التغير المفاجئ جاء بويلات كبيرة في العديد من الدول العربية، تسببت فيها الحركات المضادة للثورات الشعبية، فدُمرت بلدان بأكملها، ودخلت الأمة في معارك طائفية مدمرة، وكان من آثار هذا الوضع المعقد الجديد، بروز خلافات شديدة داخل الصف الإسلامي، وصل إلى حد التشرذم والانقسام، ومن ذلك ما حدث داخل حركة الإخوان في مصر، وكان من نتائج ذلك دخول الإسلاميين عمومًا حالة من الحيرة الشديدة، وضياع الفاعلية والتردد، وغياب معالم مشروع جديد يتناسب مع التطورات الجديدة».
وتساءل رئيس حزب «حركة مجتمع السلم»: «هل هذا الوضع السيئ يُنبئ عن عيوب أصيلة في الحركة الإسلامية لا يمكن استدراكها، ما يجعلنا نسلم بنهاية الحركة الإسلامية؟ أم أنها أوضاع جديدة عادية لم يتهيأ لها الإسلاميون، وإنهم يملكون القدرة على التطور والتجديد بما يجعلهم قادرين على الاستدراك والاستمرار لتجسيد رسالتهم العالمية الخالدة؟».
يذكر أن الجزء الأول الصادر عام 2013 بعنوان: «البيت الحمسي.. مسارات التجديد الوظيفي في العمل الإسلامي»، تضمن تصوّرًا لإشكالات الحركة الإسلامية في بُعديها المحلّي والعالمي، مع التركيز على الواقع الجزائري، منطلقًا من تجربة مؤسس فرع الإخوان «محفوظ نحناح».
وتحدث عن بعض المُعطيات التاريخيّة التي ظلَّت طيلة عقود محلّ جدال بين الإسلاميين المتنازعين بشأن أهل «الفضل والسبق» في البناء التنظيمي للحركة الإسلامية في الجزائر.
وبهذا الصدد، اعترف «مقري» بأن «نحناح» حينما خرج من السجن سنة 1981 كان تنظيمه ضعيفًا مفكّكًا يعتمد على عناصر أغلبهم بلا مستويات علمية عالية، لكن اجتمعت له ظروف ساعدته على التحاق قيادات محلية عالية الكفاءة بتنظيمه، ومن هذه الظروف انحياز تنظيم الإخوان المسلمين إليه.
وأقرّ رئيس «حمس»، بمسؤولية الإخوان سنوات الثمانينيات في منع قيام الوحدة بين الفصائل الإسلامية الجزائرية، إذ ينقل عن شيخه الروحي الدكتور أحمد بوساق قوله: «لو كنت أتبع هوى نفسي لجمعت كل القوى الإسلامية في الجزائر من أجل محاربة الشيخ محفوظ (بسبب مسؤوليته ومسؤولية الإخوان المسلمين في فشل مسعى الوحدة)، لكن حينما أتبّع العقل والشرع، أقول لكم كونوا مع الشيخ محفوظ؛ لأنه رغم سلبياته هو أفضل من غيره من الدعاة في الجزائر».





