السقف الأمريكي للقاعدة.. سياسة جديدة تمارسها واشنطن مع التنظيم في سوريا
في كل مرة يتأكد فيها انهيار مشروع تنظيم داعش الإرهابي بهزيمة أو انسحاب، كان تنظيم «القاعدة» يحضر باعتباره الكيان القادر على استغلال المناخ؛ لاستعادة موقعه فيما يعرف بقمة الإرهاب الدولي.
هذا الحديث طرحته تقارير إعلامية واستخبارتية غربية، كانت تحذّر من احتمالية
انتعاش مرتقب للقاعدة.
الممارسة أيضًا أكدت ذلك، إذ شهدت السنوات الأخيرة استعادة تنظيم القاعدة لنشاطه بالفعل في مناطق متفرقة أبرزها كانت أفريقيا، إلا أن المشهد ذلك لم يكتمل؛ إذ أبقت أمريكا على القاعدة في موقع العدو الأول لواشنطن؛ ما يبرر الضربات الجوية التي تنفذها أمريكا في أوقات متفرقة وتستهدف فيها قيادات وكيانات تابعة لتنظيم القاعدة.
غارة أمريكية
«أنصار التوحيد» آخر تلك الكيانات المستهدفة، إذ أعلنت القيادة المركزية الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع استهداف «منشأة تابعة لتنظيم القاعدة شمالي إدلب في سوريا، في هجوم استهدف قيادة التنظيم».
وبحسب ما قال مسؤول العمليات الإعلامية في القيادة المركزية، اللفتنانت كولونيل إيرل براون، لوكالات عالمية: «فإن العملية استهدفت قادة تنظيم القاعدة في سوريا المسؤولين عن هجمات تهدد المواطنين الأمريكيين وشركاءنا والمدنيين الأبرياء».
التتبع الأمريكي للقاعدة في سوريا ليس الأول من نوعه، إذ تعرّض «حراس الدين» -فصيل معبّر عن القاعدة في سوريا - في 30 يونيو الماضي؛ لقصف مشابه لمقر التنظيم القاعدي.
ووفقًا لما نشرته تدوينات على قنوات تابعة للقاعدة بموقع تيليجرام، فالقصف أسفر آنذاك عن مقتل قاضي الحدود والتعزيرات، ويدعى أبو عمر التونسي، إلى جانب القيادي أبو ذر المصري، والقيادي أبو يحيى الجزائري، وأبو دجانة التونسي، الأمر الذي أفقد التنظيم أبرز شخصياته.
فرص القاعدة في سوريا
وتطرح عمليات التتبع تلك التساؤلات حول فرص القاعدة في سوريا، وهل مازالت قوية كما كان يُردد عن قدرة القاعدة على شغل فراغ داعش.
الناشط السوري، عمر رحمون، لا يعتقد أن القاعدة قادرة على شغل ما خلفه داعش، مستدلًا على ذلك بهشاشة الكيانات التابعة لها في إدلب، وأضاف أن أمريكا لم يعد لديها نية للإبقاء على كيان إرهابي قوي في سوريا «ربما مجموعات صغيرة فقط».
ورغم تسبب الضربات الجوية في تحجيم خطر القاعدة؛ إذ تستهدف هذه الضربات قيادات التنظيم في سوريا، إلا أنه غير راضٍ عنها، معتبرًا أنها انتهاج للدولة السورية، والحكومة في سوريا قادرة على ضبط المشهد لديها على حد قوله.
وختم كلامه، بأنه لا مستقبل للتنظيمات الإرهابية في سوريا، سواءً كان داعش أو القاعدة.
السقف الأمريكي للقاعدة
من جانبها قال أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ: إنه منذ اللحظة التي سقط فيها داعش، وثمة اتفاق على أن ذلك يعود على القاعدة بالإستفادة، مشيرة إلى أن الأمر ذلك لم يكن خطير لكون هناك رغبة دولية على حد قولها لعودة القاعدة، ولكن بسقف معين تحدده لها أمريكا.
ولفتت إلى أن تلك الضربات لقيادات القاعدة في سوريا أو اليمن أو حتى المغرب العربي جميعها تصب في نفس اتجاه إحداث انتعاش للقاعدة ولكن بحدود.
وتوقعت أن تكون القيادة الحالية لتنظيم القاعدة راضية عن ذلك، خاصةً وأنها فقدت رجلها الأول أسامة بن لادن، كما فقدت عوامل قوتها التي كانت تتمتع بها مثلًا في 2001.
وفيما يخص مستقبل القاعدة في سوريا، قالت: إنه لن يكون جيدًّا في ظل اتفاق دولي بإنهاء الأزمة السورية، مؤكدةً أن التنظيم سيبحث عن أماكن له بخلاف سوريا.
جهات غير معلومة
يشار إلى أن الغارات الجوية الأمريكية ليست وحدها التي تستهدف قيادات تنظيم القاعدة، فبخلاف ذلك توجد عمليات الاغتيال التي تقوم بها جهات غير معلومة.
وكانت هيئة تحرير الشام كبرى الفصائل العاملة في سوريا والمنتمية لتنظيم القاعدة فكريًّا، قد وضعت إجراءات للحد من عمليا الاغتيال دون فائدة.
وتحضر القاعدة في سوريا عبر تنظيم حراس الدين وجيش التوحيد، لاسيما هيئة تحرير الشام المنتمية فكريًّا، لكنها انفصلت عن القاعدة تنظيميًّا قبل ثلاث سنوات.





