ad a b
ad ad ad

عبر جمعيات خيرية.. تقرير يُعمق الأدلة على تورط تركيا في دعم الإرهاب

الأحد 08/سبتمبر/2019 - 12:30 م
المرجع
معاذ محمد
طباعة

كشف تقرير لموقع «إنفيستيجيتف بروجكت» عن دور أكبر جمعية خيرية تركية في دعم الإرهاب، برعاية استخباراتية حكومية، مؤكدًا أن عباس برزيجار، مدير الأبحاث في مجلس العلاقات الإسلامية - الأمريكية «كير»، وافق على دعم الجمعية، التي لها سوابق في دعم الإرهاب.


وأوضح التقرير، أن «برزيجار»، قدم على امتداد سنوات دعمًا لمؤسسة الإغاثة الإنسانية «آي إتش إتش»، التي تتخذ من تركيا مقرًّا لها، على الرغم من تأكيد الوقائع تقديمها للدعم المالي واللوجستي والسياسي للإرهاب عبر العالم.


وبحسب التقرير، فإن الجمعية ساعدت عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين إلى تركيا وغيرها من الدول، معتبرة أن «برزيغار» إما أنه لا يعرف أو يتجاهل أدوارها في دعم وترويج الأيديولوجيات المتطرفة.


المنظمة، وفقًا للتقرير، لم تتوان عن نقل الأسلحة والمقاتلين إلى ساحات المعارك، تحت ستار تقديم المساعدات الإنسانية، بجانب عملها عن كثب مع وكالة الاستخبارات التركية، لتنفيذ الكثير من تلك المخططات، بالإضافة إلى أنها تربطها علاقات وطيدة بحزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويشتركان بالأيديولوجيا نفسها، ويعملان معًا لتحقيق الأهداف ذاتها.


كما أوضح التقرير، أن هناك روابط تجمع الجمعية الخيرية بتنظيم الإخوان الإرهابي، وكثير من الحركات التابعة له عبر العالم.


وجاء تقرير «إنفيستيجيتف بروجكت»، بعد أيام من تحقيق استقصائي، أجراه موقع «إنفستيغيتيف جورنال» الأمريكي، والذي كشف ضلوع تركيا في إنشاء وتمويل خلايا لتنظيم القاعدة وداعش في سوريا خلال السنوات الماضية.


التحقيق المذكور استضاف أحمد يايلا، قائد الشرطة التركية السابق، الذي استقال احتجاجًا على تمويل إدارة «أردوغان» لعشرات الآلاف من مقاتلي داعش، وتهريبهم إلى داخل سوريا، بالإضافة إلى شراء النفط من التنظيمات الإرهابية، بما بلغت قيمته مئات الملايين من الدولارات، كما عرض العديد من الوثائق والتسجيلات الصوتية، التي تدعم ما كشفه.


وبحسب «يايلا»، فإن الرئيس التركي، كان يطمح في عام 2010، أن يؤسس دولة إسلامية كبرى، ووجد هدفه على وشك أن يتحقق عندما عمت الاضطرابات سوريا، كما كان يرى أن دعمه للجماعات المتشددة، سيقود في النهاية إلى سيطرته على البلد المجاورة.


الموقع لم يكتف بذلك، بل أذاع تسجيلًا صوتيًّا باللغة التركية، لاجتماع كان وزير الخارجية حينها، أحمد داوود أوغلو، جزءا منه، وظهر فيه «هاكان فيدان»، مدير المخابرات التركية، وهو يتحدث عن 4 نقاط أساسية، قائلًا: «أرسلنا نحو ألفي شاحنة إلى سوريا، سأرسل 4 رجال إلى سوريا لو كان ذلك ضروريا، سنطلق 8 قذائف تجاه تركيا لإيجاد تبرير لغزو سوريا، لابد أن نهاجم قبر سليمان شاه».


فيما أوضح قائد الشرطة السابق، أن تركيا كانت مصدر التجارة الوحيد للجماعات المتشددة في سوريا، وأن «داعش» حصل على جميع إمداداته من «ملابس وأدوية وأسلحة وغذاء» من أنقرة.


ليست الأولى

منذ عام تقريبًا، نشرت صحيفة «جمهوريت» التركية، صورًا ولقطات فيديو، وتقارير تكشف أن مسؤولين من المخابرات التركية يساعدون في نقل أسلحة ومسلحين بالشاحنات إلى سوريا، وأوضحت تورط جهات محلية في نقل وتسليح المتطرفين.


وفي مايو الماضي، نشر موقع «نورديك مونيتور» الاستقصائي السويدي، تقريرًا عن تساهل الحكومة التركية مع المقاتلين المتشددين الأجانب الذين تعتقلهم، وأنها أطلقت سراح الغالبية العظمى منهم، الذين تم اعتقالهم خلال الفترة بين عامي 2014 و2016، والذين قدموا إلى البلاد كمحطة عبور للالتحاق بعمليات قتالية في سوريا والعراق، ومعظمهم ينتمي لتنظيمات متطرفة مثل «داعش والقاعدة»، ويجري تحريرهم بعد محاكمات سريعة.


وبحسب وثائق المخابرات التركية، تم تقسيم المعتقلين لإرهابيين ومتعاونين ومتعاطفين، وهم من يساعدون ويحرضون على الإرهاب، دون إيراد أي معلومات عن كيفية المعايير المستخدمة للتمييز بينهم، والحكم على الخطورة التي يمثلونها.


وفي تحقيق أجرته مجلة «أتلانتيك» الأمريكية، كشف مسؤول عراقي، أن الجزء الأكبر من الأصول المالية لـ«داعش» نقل إلى تركيا، رغم العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية، وطالت شركات للخدمات المالية في سوريا والعراق، مؤكدًا أنها وصلت أنقرة إما نقدًا أو بعد تحويلها لذهب، بجانب تغاضي السلطات التركية عن بيع عناصر من تنظيم داعش النفط المهرب لمشترين أتراك.

"