من ديار بكر.. إمام أوغلو يهاجم ديكتاتورية أردوغان وينتصر للأكراد
الثلاثاء 03/سبتمبر/2019 - 09:25 م
أحمد سامي عبدالفتاح
انتقد أكرم إمام أوغلو، في زيارته، الأحد 1 سبتمبر 2019، لبلديه دياربكر الكردية الواقعة في جنوب شرقي تركيا، قرار إقالة رؤساء ثلاث بلديات كردية، معتبرًا ذلك تعديًّا على الديمقراطية.
على صعيد متصل، تعد زيارة إمام أوغلو إلى دياربكر، آخر مؤشرات التحسن في العلاقات بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد.
أكرم إمام أوغلو
خيار الشعب
يذكر أن العدالة والتنمية «الحزب الحاكم»، كان قد أقال- في 19 أغسطس الماضي- رؤساء ثلاث بلديات كردية؛ بسبب مزاعم ارتباطهم بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة إرهابيًّا.
كما جاء في بيان الداخلية التركية، أن رؤساء البلديات الثلاثة، كانوا قد سخروا موارد البلدية؛ من أجل تقديم دعم مالي لحزب العمال، كما استبدلت الحكومة التركية عدنان سلجوق مزركلي رئيس بلدية دياربكر المنتخب بمسؤول حكومي تم تعيينه، في تجاهل واضح لخيار الشعب التركي.
وخلال لقائه بالصحفيين، قال إمام أوغلو: «لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية ولا سيادة للقانون في مكان لا يغادر فيه المسؤولون المنتخبون مناصبهم عبر صناديق الاقتراع»، وأضاف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: «يتعين أن نقف ضد الظلم وعدم الشرعية بغض النظر عمن يتضرر».
وفي نفس الصدد، التقى إمام أوغلو رئيس بلدية ماردين المقال أحمد ترك، وهو شخصية بارزة في الحركة الكردية، إضافةً إلى مزركلي الذي قال: إن زيارة رئيس بلدية إسطنبول تمنح «بصيصا من الأمل ومصدر قوة لنا».
تحالف مستقبلي
وتؤشر هذه الزيارة لتحالف مستقبلي بين الأكراد من جهة وحزب الشعب الجمهوري، من الجدير بالذكر أن العلاقة بين الطرفين كانت تتسم بالتوتر منذ تأسيس الجمهورية التركية، خاصةً أن حزب الشعب يصنف على أنه علماني قومي؛ ما يعني أن الحزب يؤمن باتخاذ خطوات صداميه مع الحركة الكردية التي تسعي للانفصال، فضلًا عن ذلك، لا يعترف حزب الشعب بحق الأكراد في تأريخ تراثهم أو تدريس لغتهم الخاصة.
أردوغان
تطورات دراماتيكية
شهدت الحياة السياسية التركية تطورات دراماتيكية؛ حيث تحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية؛ ما أدى إلى تباعد الحزب الحاكم عن الأكراد بصفه عامة، كما لعبت الأصوات الكردية دورًا هامًّا في حسم انتخابات إسطنبول الأخيرة لصالح أكرم إمام أوغلو على حساب علي بن يلدرم، مرشح أردوغان في الانتخابات المحلية، وفي نفس الصدد، كان محرم انجيه، مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في 2018، كان قد زار، في مايو الماضي، الرئيس السابق المسجون لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديميرتاش قبل الانتخابات الرئاسية في يونيو 2018، في مؤشر واضح على سعي الحزب الجمهوري للاستفادة من أصوات الأكراد.
على صعيد متصل، زار أمام أوغلو ضريح طاهر التشي، رئيس نقابة المحامين في دياربكر والناشط من أجل الحقوق الكردية الذي اغتيل عام 2015، في دليل واضح على محاولته استقطاب الأصوات المنحازة للقضية الكردية.
الباحث محمد حامد
انقلاب سياسي
في بيان رسكي له، أعلن حزب الشعوب، أن ما قام به الحزب الحاكم يعد «انقلاب سياسي واضح»، كما يشكل خطوة عدائية ضد الشعب التركي.
وفي تصريحات للمرجع، أكد الباحث محمد حامد، أن زيارة أكرم أوغلو تُعد تاريخًا لعلاقة جديدة بين حزب الشعب الجمهوري والأكراد، كما أكد حامد، أن إقالة رؤساء البلديات الكردية صب في تقارب بين الأكراد والشعب، خاصةً أن كليهما شعر بأن الحزب الحاكم لا يحترم خيار الشعب، و أضاف حامد، أن إعادة انتخابات إسطنبول تُعد دليلًا على زيف الديمقراطية التركية الحالية، واختتم حامد حديثه مؤكدًا، أن العلاقات بين الأكراد وحزب الشعب سوف تتطور، لكنها سوف تظل في إطار غير رسمي، على أن يقوم الأكراد بدعم مرشح حزب الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد 4 سنوات.





