وضاح عبدالعزيز.. جدار صلب تحطمت عليه أحلام الإرهابيين في اليمن
السبت 31/أغسطس/2019 - 01:44 م
وضاح عبدالعزيز
محمد عبد الغفار
كثرت الأقاويل حول «وضاح اليمن»، الشاعر الذي فُتن بأم البنين بنت عبد العزيز بن مروان، زوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وفتنت به، بعضها وصفه بالرجل الذي يخبئ وجهه عن العامة خشية فتنة النساء، وبعضهم كالدكتور طه حسين في كتابه «حديث الأربعاء» يرى بأن وضاح لم يوجد في تاريخ العرب من الأساس.
ومع اختلاف العرب حول وضاح الشاعر، لم يختلفوا حول وضاح المحارب، قائد قوات الحزام الأمني في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، والذي قاد قواته مرارًا وتكرارًا لحماية المدينة، وصد هجمات جماعتي الإخوان والحوثي الإرهابيتين، ومحاولاتهما إعادة السيطرة على المدن المحررة.
من هو وضاح؟
نشأ وضاح عمر عبد العزيز في بيت لم يقبل بوجود ميليشيا حوثية مدعومة من إيران منذ القدم؛ حيث كرس والده الأديب والدكتور عمر عبد العزيز العديد من مقالاته للهجوم على الميليشيا الإرهابية، ومحاولة رسم خريطة لطريق يضمن عدم انهيار الدولة اليمنية.
«كان الوضع مريحًا بالنسبة لرأسي السلطة الفولكلورية غير المعلنة، لكنهما أيضًا كانا رئيس الدولة، وشيخ رئيس الدولة، كما أنهما ترأسا معًا حزبي المؤتمر الشعبي العام والإصلاح ذي النمط السياسي الإخواني، وبهذا جمعا عناصر قوة متعددة الحراب والأركان، ولم يتصورا أنهما قد يصلان إلى طريق تحالفي مسدود، بالنظر لتنامي قوة الدفع المتحركة للقاعدة الشعبية واستحقاقاتها المتصاعدة»، هكذا عبر عمر عبد العزيز عن رؤيته لبداية الميليشيا الإرهابية في اليمن، خلال مقال له في جريدة البيان الإماراتية، 28 أغسطس 2014.
ولم يخطئ الأديب اليمني عندما فخر بابنه في كلمات له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، خصوصًا بعد أن أصدرت قيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في عدن قرارًا، 4 أغسطس 2017، يقضي بتعيين قيادات جديدة لقوات الحزام الأمني في محافظات عدن ولحج، وجاء وضاح عمر عبد العزيز قائدًا لهذه القوات خلفًا للقيادي السابق ناصر الشوحطي.
وانخرط وضاح عبد العزيز في قوات الحزام الأمني منذ تأسيسها، رغم تحضيره لدرجة الماجستير في الحقوق بجامعة عدن، وأصبح أحد شباب المقاومة اليمنية ضد الميليشيا الإرهابية في مديرية المنصورة بعدن.
لماذا وضاح؟
نجح وضاح بالتعاون مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في بناء قوات متماسكة ومترابطة، في ظل انهيار تام لقوات الجيش الوطني اليمني، تحت حكومة عبد ربه هادي منصور، وتسليم منهجي للمناطق الاستراتيجية التي تحميها هذه القوات لصالح ميليشيا الحوثي، في تكرار لسيناريو سقوط العاصمة صنعاء.
وأزعج تماسك قوات الحزام الأمني بقيادة وضاح عبد العزيز ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ورفقائها في حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، لذا أعدوا خططهم مستهدفين بواسطتها وضاح عبد العزيز بشخصه وتدمير قواته بأكملها.
وشنت ميليشيا الحوثي الإيرانية بدعم من كتائب تابعة للتجمع اليمني للإصلاح الإخواني هجمات متفرقة ومتتالية ضد قوات الحزام الأمني، ومنها هجومهم على مقر القوات المشتركة في جبهات قعطبة وحجر ومريس شمالي محافظة الضالع جنوبي اليمن، 15 مايو 2019.
وفي أغسطس 2019، استهدفت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران عرضًا عسكريًّا في معسكر الجلاب بالعاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن، وذلك بواسطة طائرة مسيرة من نوع قاصف كي 2، بالإضافة إلى صاروخ بالستي متوسط المدى.
وبدلًا من أن تقف القوات الحكومية إلى جانب قوات الحزام الأمني، التي كانت تعد جزءًا منها، في مواجهة قوى الانقلاب الحوثية، دعمت حكومة عبد ربه هادي منصور الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران، واشتبكت مع قوات الحزام الأمني قرب القصر الرئاسي في مدينة عدن جنوبي البلاد، 7 أغسطس 2019.
ورغم ذلك نجح وضاح عبد العزيز في صد هجمات الميليشيا الحوثية والقوات الحكومية؛ ما منع سقوط العاصمة المؤقتة عدن، وهو ما سوف تعتبره قوات الحوثي نصرًا كبيرًا، مما يفتح لها الباب أمام السيطرة على باقي مناطق الدولة اليمنية، بعد أن نجحت قوات التحالف العربي في تحرير جزء كبير منها.
وللقضاء عليه، جاءت محاولة اغتياله بالقرب من البنك العربي بجانب ميدان القاهرة في مديرية الشيخ عثمان، 30 أغسطس 2019؛ ما أسفر عن إصابة 5 أفراد من قوات الحراسة الشخصية له بالإضافة إليه، بعد أن نجا من محاولة الاغتيال.
يذكر أن قوات الحزام الأمني قد تشكلت بعد تحرير مدينة عدن من قبضة الميليشيا الحوثية بشهور قليلة، مارس 2016، وتتكون من ضباط سابقين في صفوف الجيش اليمني، بالإضافة إلى أفراد من المقاومة الشعبية.





