بعد زيارة ظريف.. هل تنجح وساطة اليابان لدى أمريكا في حلحلة الأزمة؟
الخميس 29/أغسطس/2019 - 06:29 م

زيارة ظريف
إسلام محمد
فيما يبدو أنها ثاني محاولة يابانية للتوسط بين طهران وواشنطن، استضافت طوكيو وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء 28 أغسطس 2019؛ لبحث محاولة حلحلة ملف الأزمة العالقة، ومناقشة سبل تخفيف التوتر في الخليج.
وقد قال تارو كونو، وزير الخارجية الياباني، إنه دعا إيران للالتزام بالاتفاق النووي خلال اجتماعه مع ظريف.

وفي بداية الاجتماع، تصافح الوزيران، وقال ظريف: إن البلدين لهما مصالح خاصة في أمن سوق الطاقة، والاستقرار في منطقة الخليج.
ورفض كونو التحدث عن الحلف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة لتعزيز أمن الخليج، كما لم يتطرق لمسألة إمكان شراء بلاده للنفط من إيران.
وذكرت صحيفة أساهي شيمبون المحلية اليابانية، الأربعاء 28 أغسطس 2019، أن «كونو»، أعلن الاتفاق مع ظريف على الإبقاء على اتصالات وثيقة بين اليابان وإيران؛ بهدف تقليل حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران قائلا: إنه بناء على موقف اليابان المتمثل في الدعم المتواصل للاتفاق النووي، طلبت من الجانب الإيراني الالتزام بالاتفاقية، والعودة فورًا إلى التزاماتها، والتوقف عن أي أعمال تنتهك الاتفاق.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي في 8 مايو 2018، وفرض عقوبات اقتصادية على طهران، كما انتهكت طهران الاتفاق، الذي وافقت بموجبه على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العديد من العقوبات الدولية.
وتسببت هذه الخلافات بشأن الاتفاق النووي المبرم بين طهران وست من الدول الكبرى في يوليو عام 2015، في زيادة حادة في التوترات بين الخصمين منذ زمن طويل.
ويبدو أن الرئيس يسعى في هذه المرحلة على إجراء لقاء قمة إعلامي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، وتوظيف هذا اللقاء في حملته الانتخابية لاقتراع الرئاسة العام المقبل، وتستمر العقوبات الأمريكية على إيران، أملًا أن يؤدي ذلك إلى تغيير جوهري في سلوكها.
وكان رئيس وزراء اليابان شنزو آبي، وصل إلى طهران من قبل في زيارة ينظر إليها على أنها محاولة للتوسط بين واشنطن وطهران، حاملًا معه رسالة من ترامب إلى القادة الإيرانيين، لكن خامنئي رفض تسلم الرسالة.

من جهته، قال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمد علاء الدين: إن اليابان لها دور في الوساطة بجانب فرنسا، وهي إحدى دول مجموعة السبع الكبار، ومن مصلحتها الحفاظ على الأمن في الخليج العربي؛ لأنها تعتمد عليه في تزويدها بالطاقة.
وتابع في تصريحات لـ«المرجع» أن طهران تعيش أسوأ أزمة مرت عليها منذ ثورة عام 1979، إذ تشهد الآن أكبر معدلات التضخم منذ العام 1980 وفقًا لصندوق النقد الدولي، وكذلك فقدت العملة الإيرانية أكثر من 60 في المئة من قيمتها العام الماضي، إضافة إلى تزايد التضخم، إذ أصبح سعر صرف الدولار أكثر من 190 ألف ريال إيراني.
وشدد على أن تصريح ظريف بأن الطريق صعب، لكنه يستحق المحاولة، هو إشارة منه إلى سعي طهران لمواصلة التفاوض؛ بهدف التوصل إلى اختراق في أزمة الاتفاق النووي، ومسألة التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تطالب باتفاق جديد، وهو ما ترفضه طهران حتى الآن، وترفض فكرة الجلوس لمناقشة ما تريده واشنطن.